يا أيّها الملك الذي أيامه ... وضحت بأوجه دحرز محولا
والله ما آثار هديك عندنا ... إلاّ نجوما ما عرفن أفولا
لم يعرف التركيب سيفك في الوغى ... فأعجب له قد أحكم التحليلا
كم صورةٍ لك في الفتوح وسورة ... تجلى وتتلى بكرة وأصيلا
لم تسر سارية الرياح بطيبة ... إلاّ لتحمل ذكرك المعسولا
وكأنَّ صفح البرق سيفك ظل من ... غمد الغمامة مرهفا مسلولا
كم بلدة للكفر قد عوضت من ... ناقوسها التكبير والتهليلا
صدقت مقدمة الجيوش فصيرت ... من حينها موضوعها مخمولا
كسروا تماثيل الصليب ومثلوا ... بمن انتمى لولائه تمثيلا
لمّا أحط بها وحان دمارها ... أخرجت مترفا الأعز ذليلا
تجرى الدموع وما تبل غليله ... فمصفد يبكي هناك قتيلا
سلت يمين الملك منك على العدا ... عضبا مهيب الشفرين صقيلا
لم يرض سيفك أنَّ يحلى جوهراً ... حتى يحلى عسجداً مخلولا
لم ترض همتك القليل من التقى ... حتى أتت بالصالحات قبيلا
فأقمت ميلاد الرسول بليلةٍ ... أوضحت فيها للجهاد سبيلا
حيث القباب البيض جللت الربا ... أزهار روض ما اكتسين ذبولا
مواقد النيران تذكى حولها ... فينير مشعلها ربأ وسهولا
والأفق فوقك قبة محبوكة ... مدت عليك طرفها المسدولا