أما والذي أعطى الوجود وجوده ... وأوسع من فوق البسيطة جوده
لقد أصحب النصر العزيز بنوده ... ومدينة بأملاك السماء جنوده
وأنجز للإسلام بالنصر موعدا
أمولاي قد أنجحت رأيا وأيا ورواية ... ولم تبق في سبق المكارم غاية
فتهدي سجاياك أبن رشد نهاية ... وإن كان هذا السعد منك بداية
سيبقى على مر الزمان مخلدا
سعودك تغني عن قراع الكتائب ... وجودك يزري بالغمام السواكب
وإن زاحمتها شهبها بالمناكب ... ووجهك بدر المنتدى والمواكب
وقد فسحت في الفخر أبناؤك المدى
بنوك كأمثال الأنامل عدة ... أعدت لمّا يخشى من الدهر عدة
وزيد يهم برد الخلافة جدة ... أطال لهم في ظل ملكك مدة
إله يطيل العمر منك مؤبدا
يدور بأوصاف الكمال استقلت ... غمام بفياض النوال استهلت
سيوف على الأعداء بالنصر سلت ... نجوم بآفاق العلاء تجلت
ولاحت كما شاءت سعودك أسعدا
وإنَّ أبا الحجاج سيفك منتضى ... وبدر بآفاق الجمال تعرضا
بنورك يا شمس الخلافة قد أضا ... وراقت على أعطافه حلل الرضا
فحل محلا من رضاك ممهدا