يأبى وفائي أن أصغي للأئمة ... وأن أطيع عذولي غش أو نصحا
يأهل نجد سقي الوسمي ربعكم ... غيثا ينيل غليل الترب ما اقترحا
ما للفؤاد إذا هبت يمانية ... تهديه أنفاسها الأشجان والبرحا
يا حبذا نسمة من أرضكم نفحت ... وحبذا ربرب من جوكم سنحا
يا جيرة تعرف الأحياء جودهم ... ما ضر من ضن بالإحسان لو سمحا
ما شملت بارقة من جو كاظمة ... إلاّ وبت لزند الشوق مقتدحا
في ذمة الله قلبي ما أعلله ... بالقرب إلاّ وعاد القرب منتزحا
كم ليلة والدجى راعت جوانبها ... قلب الجبان فما ينفك مطرحا
سريتها ونجوم الأفق فيه طفت ... جواهرا وعباب الليل قد طفحا
بسابح اهتدى ليلا بغرته ... والبدر في لجو الظلماء قد سبحا
والسحب تنثر در الدمع من فرق ... والجو يخلع من برق الدجى وشحا
ما طالبت همتي دهري بمعلوة ... إلاّ بلغت من الأيام مقترحا
ولا أدرت كئوس العزم مغتبقا ... إلاّ أدرت كئوس العز مصطبحا
هذا وكل الذي نلت من أمل ... مثل الخيال تراءى ثمت انتزحا
كم يكدح المرء لا يدري منيته ... أليس كان امرئ يجزى بما كدحا
وارحمتا أيامنا ضاع أطيبه ... فما فرحت به قد عاد لي ترعا
أليس أيامنا اللائى سلفنا لنا ... منزلا أعلمت فيها الخطا مرحا