وله غير ذلك، وسنذكر شيئاً من كلامه بعد هذا إن شاء الله تعالى. ومن أغرب ما صدر عنه، رضي الله عنه، قصيدة، تنفك منها قصيدتان أخريان بديعتان، إحداهما من المكتوب الأحمر، والأخرى من المكتوب بالأخضر، وكل واحدة من هاتين البنتين تلد موشحة، كما ستراه، وقد ألفيتها بخط بعض أعلام سبته، وهو الفقيه أبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد بن فرج، وجده محمّد بن فرج هو الذي نأتي بجملة من نظمه في النعل النبوية، عند ما نتعرض لذلك إن شاء الله تعالى، في محل هو انسب من هذا الموضع، وقد سقط من هذه القصيدة نحو ثلاثة أبيات، فعوضتها بغير ذلك السنن، على أنَّ بعض كلماتها لم تسقط إلى الطرف.
ونص ما كتبه السبتي المذكور من نظم السيد الأستاذ العلم الصدر المفتي القاضي رئيس الكتاب، ومعدن السماحة، ومنبع الآداب يسدي أبي يحيى أبن عاصم رحمه الله ورضى عنه، يمدح السلطان العادل المقدس المنعم المرحوم المجاهد، أبا الحجاج يوسف بن نصر، قدس الله روحه، ونضر ضريحه، قال: ونقلتها من خط ناظمها رحمه الله. انتهى. وهذه هي القصيدة:
أما الهوى " ما كنت " مذ بان عهده ... أهيم بلقيا من تناثر وده
رعى الله " لو أنصف " الصب في الهوى ... لمّا فاض منه الدمع مذ بان صده