لن أتحدث عن كل ما أراه في هذا الديوان، ولكن لا بد مما ليس منه بد، وسأستعرض على عجل قوله متغزلا:

تختال، تختال، أو تنهال غاضبةً "=" علي بالسوط أحيانا وتستتر

هل يتغزل بالحجاج، أم بصدام حسين، أم بشارون؟! لا أعلم لكن الذي أعلمه أن الغزل لا يحتمل هذه القسوة.

تعتز تهتز أو تحتز في صلف "=" رأس الشموخ فتعلو ثم تنتحر

هذا جناس متكلف!! وأما (تعلو ثم تنتحر)!! فلا يستساغ في شعر الرقة والجمال!!

وهذه القصيدة التي أوردت بعضا من أبياتها وعنوانها (الفاتنة) لم تتحقق فيها الوحدة الموضوعية قيد أنملة ولن أعلق على هذا المقطع:

((واختفى النصر

فقلنا: هل لنصر القوم يوماً

من حقيقة

أو شقيق أو شقيقة

أو له حتى ولو

بعض رفيقة؟))

وأما قوله:

((سقط الناس حبالى في وجوه الأحجياتْ

فرحوا تسعة أشهرْ

غضبوا تسعة أشهرْ

فكروا تسعة أشهرْ

وضعوا بعض البنات

وأعادوا الأحجيات))

فقد حمل الشاعر عناء التفسير عنا وشرحه هو بنفسه في قوله:

تمرّ غمامة موت المعاني على حرفنا كبقاء القدر

وفي قصيدة (الثور البريء) نجد أن تشكيلها بكاملها كشف لنا من الديوان ما يجعلنا نعتب ونستغرب من نشر الشاعر هذا الديوان.

والأعجب من ذلك أن ناقدا ما كتب عن هذا الديوان قراءة نقدية في ثلاثين صفحة بعنوان (افتتان بين يدي ديوان سدرة الحرف) جعل من الشاعر حفيظ الدوسري أسطورة ينحني عندها (أبولو) وحمل النصوص ما لا تحتمل، واستشهد بقول لوتشي (شاعر صيني)، وحشد كما مفزعا من المصطلحات؛ ليوهم القارئ أنه أمام ناقد يُحسب له ألف حساب، فالناقد يقول: ((هكذا عزيزي القارئ تبدأ قصائد ديوان سدرة الحرف وتسلمك إحداها إلى الأخرى في انسيابية ساحرة))!! هذا من إيهامه ثم كتب هذا الناقد عن شاعرنا: ((أما عن الإيقاع عنده فإنك تلاحظه من خلال وحدات تذبذب بانتظام في الجملة الشعرية، مما يجعل الأذن تتلقى انطباعا بانتظام صوتي يكفي لكي تهتز طربا له واسمع مثلا قوله: تختال تختال أو تنهال غاضبة)) كما قال " وأنا أنقلها بعلاتها " (1): ((إلا أن القافية الغالبة عند شاعرنا غالبا ما تقنع بوظيفتها الصوتية وبتقوية البحر خصوصا في قصائده العمودية والتي هي جل أعماله " مع أنه ليس في هذا الديوان إلا ثلاث عموديات والباقي من التفعيلة " وذلك أمر طبيعي حيث شاعرنا من هؤلاء الشعراء ... وهي سمة الشعراء المنشدون " برفع المنشدون ")) ا. هـ ..

وما يدل على الاضطراب في فهم الشاعرية ما ورد في كتاب (المناهل الأثيرة في شعر نابغة الجزيرة) وهو كتاب ألف عن الشاعر حفيظ: ((ومن الألقاب التي وسم بها الشاعر الخطيب؛ لأنه جمع بين قرض الشعر وفن الخطابة، إلا أنه حينما يسأل عن أيهما أحب إلى نفسه فإنه يفضل (الخطيب الشاعر) ... ))!!

والشاعر الكريم حفيظ له قصائد جميلة كغيره لكن الأجمل منها أن يجد مثل هذا الرأي المعاكس متسعا في صدر الشاعر ليسهم هو وإخوانه من الشعراء في دفع مسيرة الأدب الإسلامي.

والله من وراء القصد.

ـ[أديب]ــــــــ[19 - 09 - 2002, 12:18 ص]ـ

أوافق كل حرف سطرته يمينك .. ولي عودة قريبة على هذا الموضوع.

ـ[سعد النفيسة]ــــــــ[19 - 09 - 2002, 02:50 م]ـ

شكرا لك يا أديب ..

مع رجائي بأن تكون عودتك قريبة ..

ـ[سعد النفيسة]ــــــــ[21 - 09 - 2002, 10:55 م]ـ

قد يكون في هذا النقد قسوة، لكننا نحمل للشاعر من الود وصدق المحبة ما يجعله يتقبل هذا النقد القاسي بصدر رحب وهذا من ثقته بشاعريته أولا وبضرورة النقد ثانيا؛ إذ لا يمكن أن يكون هذا النقد خاطئا كله ..

ومثل هذا النقد الذي بدت قسوته يتيح للشاعر ولغيره المجال في الرد بنفس الأسلوب داخل إطار الأدب العام - ما دام مقتنعا بما كتب - ..

بكل اختصار ..

يجب أن نتعامل مع النص بعيدا عن قائله، لأن الاسم والشهرة قد تحجب كثيرا من الحقائق ..

(أظن القارئ الكريم يعي ما أقصده ولا يفهم سوءا أني أؤمن بنظرية موت المؤلف)

والله من وراء القصد.

ـ[أديب]ــــــــ[27 - 09 - 2002, 07:26 م]ـ

أعتذر عن تأخري فقد صرفتني صوارف ...

أقول وبالله التوفيق:

لقد قرأت دواوين حفيظ فلم أجد شعراً، ربما سقط الشعر سهواً، فأدوات الشعر غير مكتملة، فلا تخلو صفحة من خطأ نحوي أو أسلوبي، أما أخطاء الوزن والخروج على قوافي الخليل فحدث ولا حرج ..

انظر إلى قوله:

سل عن جدودي الكرم .... تجدهموا هل الكرم

وسلهم عن المجد الحمى .... يجبك في الإسلام تم

هل هذا شعر أم شعير؟

وانظر إلى قوله:

حتى الغراب بصبحاء صار يعجبني .... فصرت أحلم يقظانا وفي حلمِ

ما هذا الترابط العجيب؟

وهناك من رفع المنصوب وجر المرفوع ما يهتز لها الرواسي، ولا أريد أن أفسد أذواقكم بسرد ذلك الغثاء.

إن المشكلة ليست في نشر مثل هذه الدواوين، فالشاعر له أن يقول ما يشاء وينشر ما يشاء، ولا يحق لأحد ن يحجر على أحد مشاعره وخواطره حتى لو كانت خواطر حمار، لكن المشكلة الكبرى أن يحسب هذا الشاعر على الأدب الإسلامي، وأن يُعدَّ أنموذجا من الأباء الإسلاميين.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015