(هـ) ومنها أيضا كلمة " طبقا " المترجمة عن كلمة according، فهي ترد في أمثلة كثيرة. ومن ذلك مثلا القول: " سيتم نقل الأسرى يوم الأحد طبقا لوكالات الأنباء ". أما اللغة العربية فلا ترضى باستعمال " طبقا " في مثل هذا الموضع، وإنما تتطلب استعمال الكلمة الصحيحة لهذا الوضع، وهي " وفقا " أو " وفاقا " أو " على وفق ". فنقول: " سيتم نقل الأسرى يوم الأحد القادم وفقا لما ذكرته وكالات الأنباء "، هذا إذا أردنا التمسك بحرفية الترجمة. ولكننا نستطيع ذكر عدة جمل تؤدي المعنى بصورة سهلة واضحة، فنقول مثلا: " ذكرت وكالات الأنباء أن الأسرى سيُنقلون يوم الأحد القادم ".

سادسا: ترجمة كلمة cancel بكلمة " لاغيا "،كالقول: " يعد الاتفاق لاغيا منذ مساء اليوم ". وينصب الاعتراض على كلمة " لاغيا "، فهي اسم فاعل من الفعل " لغا – يلغو "، أي كثر كلامه. ولكن السياق الذي تُذكر فيه كلمة " لاغيا " لا شأن له بكثرة الكلام أو قلته، بل بإبطال اتفاق مسبق. ولذلك فيجب استعمال كلمة " ملغي "، وهي اسم المفعول من الفعل " ألغى – يلغي ". فالصحيح إذن أن يقال: " يعد الاتفاق ملغيا منذ مساء اليوم ".

سابعا: والبعض يترجم كلمة still بكلمة " لا زال ". فيقول: " لازالت الاجتماعات منعقدة في مجلس الأمن لازالت الجهود تبذل لإصلاح الوضع في لبنان ". وهذا استعمال خاطئ لكلمة " لا زال "، فهي تفيد الدعاء لا الاستمرار. يصح أن يقال: " لا زالت الديار قوية عزيزة بأهلها "، فهو دعاء للديار بدوام القوم والعز. أما ما يفيد الاستمرار فهو " ما زال "، كأن نقول: " ما زالت الاجتماعات مستمرة "، و " ما زالت الجهود مبذولة ". وكثيرا ما يختلط الأمر على من يقومون بالكتابة العربية، فيأخذون بالاستعمال الأول للدلالة على الثاني.

ثامنا: وهناك كلمة by التي يترجمها البعض " مِن قِبَلْ "، ويدخلونها في الجمل دون استئذان، على الرغم من عدم صحتها. فيقال: " دُونت الملاحظات مِن قِبَلْ اللجنة ". وليس في استعمال " مِن قِبَلْ " أي ضرورة في هذا السياق، ذلك أنه يمكن القول: " دونت اللجنة الملاحظات ".

تاسعا: وهناك كلمة شاع استعمالها شيوعا خاطئا، فلا تكاد تخلو منها جملة، وهي كلمة " بالنسبة "، التي يمكن التخلي عنها دون حدوث أي إخلال في الجملة، فضلا عن أن استعمالها يخالف الاستعمال العربي السليم. فيقال مثلا: " انخفضت أسعار العملات، وبالنسبة للمارك الألماني فقد انخفض مقابل الدولار ". وهذا تركيب غير صحيح للجملة، فأي نظرة للقاموس تدلنا على أن " النسبة " هي القرابة أو ما تعلق بها. ومن هنا فالصواب أن يقال: " انخفضت أسعار العملات، أما المارك الألماني فقد انخفض مقابل الدولار ".

عاشرا: أما عن الخلط بين حرفي الجر " إلى " و " اللام " - عند ترجمة حرف الجر في الإنجليزية to - فهو كثير، رغم أن لكل منهما معنى واستعمال مختلف. أما عن المعنى، فهو أن " إلى " تعني انتهاء الغاية، في حين تستعمل " اللام " للدلالة على الملكية والتخصيص، ويتحدد استعمال كل منهما تبعا للمعنى الذي تدل عليه. يقال مثلا: " سلمت الملف كاملا إلى رئيس مجلس الإدارة "، وهذا غير صحيح، وصوابه: " سلمت الملف كاملا لرئيس مجلس الإدارة ". والسبب أن الملف سيوضع تحت تصرفه، كأنه ملك من أملاكه، ولم يكن الغرض سفر الملف من مكان معين ابتداء إلى مكان آخر انتهاء. ويقال أيضا: " سافرت صباح الجمعة الماضي للإسكندرية "، وهذا غير صحيح أيضا. والصواب القول: " سافرت صباح الجمعة الماضي إلى الإسكندرية "، لأن حرف الجر " إلى " في هذه الجملة يحدد انتهاء الغاية من السفر.

"، وغير ذلك. وينصب الاعتراض على أن الأسلوب الذي يلجأ إلى استعمال هذه الكلمة، هو أسلوب يخالف طرق التعبير العربية. فالقول أن " "، ويقول: "

حادي عشر: الإصرار على ترجمة بعض الكلمات الإنجليزية بكلمة واحدة مقابلة في اللغة العربية، مثل

كلمة privatization، والتي وضعت لها ترجمات عدة، مثل: " الخصخصة " أو " التخصيص " أو التخصيصية ". وهذه كلها ترجمات غير دقيقة للكلمة، ذلك أن اللغة الإنجليزية تميل دائما لاستخدام الزوائد saffixes– سواء كانت بادئة أم لاحقة – إلى الكلمة الأصلية حتى يتم مواءمة استخدامها في موقعها من الجملة. ولذلك فهي تعتبر أكثر من كلمة واحدة، وإن بدت في ظاهرها كلمة واحدة. ومن هنا فلا داعي للإصرار على ترجمتها بكلمة واحدة مرادفة في اللغة العربية. وبذلك تكون الترجمة الدقيقة للكلمة السابقة هي:

" التحول للقطاع الخاص ". وكذلك كلمة Islamization

التي يمكن ترجمتها: " تطبيق الشريعة الإسلامية ". وغير ذلك كثير مما يمكن القياس عليه.

ثاني عشر: استخدام نفس المفاهيم التي يريد الغرب ترويجها وشيوعها عند الترجمة. فمثلا عند كتابة الغرب لما يدور من صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يقولون: Israel and the Palestinians.

فهم يريدون أن يستقر في ذهن القارئ أن إسرائيل هي دولة لها كيان قائم، أما الفلسطينيون فهم أفراد بلا دولة. ولذلك فعلينا نحن حين نترجم، أن نقول " الفلسطينيون والإسرائيليون "،

أو أن نقول: " فلسطين وإسرائيل "،

لا أن نقع فيما يريدونه أن يستقر في أذهاننا، فنقول:

" إسرائيل والفلسطينيون ".

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015