وقال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في ((تذكرة الحفاظ)) في ترجمة الحافظ الزاهد حمزة بن محمد الكِناني المصري، المتوفي رحمه الله تعالى سنة 357 هـ:"قال ابن منده:سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول: كنت أكتب الحديث ولا أكتب: وسلم، فرأيت النبي ص في المنام فقال لي: أما تختم الصلاة علي في كتابك؟! ".
وقال العلامة الحطاب الرعيني المالكي رحمه الله تعالى في ((مواهب الجليل)): " مسألة: شاع في كثير من كلام العلماء كراهة إفراد الصلاة عن السلام وعكسه، وممن صرح بالكراهة: النووي، قال السخاوي في القول البديع: وتوقف شيخنا- يعني ابن حجر – في إطلاق الكراهة، وقال: فيه نظر، نعم يكره أن يفرد الصلاة ولا يسلم أصلا، أما لو صلى في وقت وسلم في وقت آخر فإنه يكون ممتثلا. اهـ. قال: ويتأيد بما في خطبة مسلم والتنبيه وغيرهما من مصنفات أئمة السنة من الاقتصار على الصلاة فقط، .. وذكر في الخاتمة منامات تقتضي أنه لا ينبغي إفراد الصلاة على التسليم، ولم أقف لأحد من المالكية في ذلك على كلام إلا ما رأيته في آخر نسخة من المسائل الملفوظة أنه يكره ذلك ولم يعزه، وقال الشيخ زروق في شرح الوغليسية: كره جمهور المحدثين إفراد الصلاة عن التسليم وعكسه " انتهى.
وقوله (مَا نَاحَ): أي ارتفع صوته.
وقوله (دَوْحٍ حَمَامْ): جمع دوحة، وهي الشجر العظام. والحمام الطائر المعروف، وسيأتي إن شاء الله.
وقوله (عَلَى الرَّسُولِ العَرَبِي) أي سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما لم يسمه استغناء بالوصف عن التصريح باسمه تعظيما له وإجلالا، على حد قول ابن زيدون:
لسنا نسميك إجلالا وتكرمة وقدرك المعتلي عن ذاك يغنينا
إذا انفردت وما شوركت في صفة فحسنا الوصف إيضاحا وتبيينا
**********
قال الناظم رحمه الله تعالى:
3 - وَآلِهِ وَصَحْبِهِ
وَمَنْ تَلَا مِنْ حِزْبِهِ
4 - سَبِيلَهُ فِي حُبِّهِ
عَلَى مَمَرِّ الحِقَبِ
قلت:
آله: اسم جمع، لا واحد له من لفظه، واختلف في ألفه، أمنقلبة عن هاء أم واو؟، فقال سيبويه: إنها منقلبة عن هاء، وأصله عنده: أهل. وقال الكسائي: إنها منقلبة عن واو، وأصله عنده: أول، من آل إليه في الدين يؤول. ويظهر أثر القولين في التصغير، فمن قال: أصله أهل، قال في تصغيره: أهيل، ومن قال: أصله أول، قال في تصغيره: أويل، وكلاهما مسموع، غير أن الأول أشهر وأكثر.
وقد اختلفوا في معنى الآل على أقوال.
صحبه: اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي، وإن كان لَه واحد من لفظه، كركب اسم جمع لراكب، وهو اختيار سيبويه. وقيل: جمع لصاحب بمعنى صحابي، وهو قول الأخفش، وضُعِّفَ بأن " فَعْلاً "لا يكون جمعا لفاعل قياسا مطردا.
والفرق بين الجمع واسم الجمع: أن اسم الجمع ما دل على مجموع الآحاد دلالة المركب على جملة أجزائه، والجمع ما دل على أفراده دلالة تكرار الواحد بالعطف.
الحقب: بكسر الحاء وفتح القاف: السنون، والواحد: حِقْبَة.
*********
قال الناظم رحمه الله تعالى:
5 - وَبَعْدُ فَالقَصْدُ بِمَا
أَرَدْتُهُ شَرْحاً لِمَا
6 - قَدْ كَانَ قَبْلُ نُظِمَا
مُثَلَثَّا لِقُطْرُبِ
7 - مُقَدَّمًا فَتْحًا عَلَى
كَسْرٍ فَضَمٍّ مُسْجَلَا
8 - وَمَا كَذَا عَلَى الوِلَا
نَظْمًا عَلَى التَّرَتُّبِ
9 - سَمَّيْتُهُ بِالمَوْرِثِ
لِمُشْكِلِ المُثَلُّثِ
10 - مِنْ غَيْرِ مَا تَرَيُّثِ
فَفُزْ بِنَيْلِ الأرَبِ
قلت:
حاصل ما أشار إليه الناظم رحمه الله تعالى أنه قصد بنظمه شرح نظم مثلث قطرب، والذي كان ألفه الشيخ سديد الدين المهلبي رحمه الله، وأورد الأسماء المثلثة بتقديم المفتوح منها ثم المكسور ثم المضموم. وقد سمى نظمه هذا بـ " المَوْرِثِ ِلمُشْكِلِ المُثَلُّثِ ".
وهذا أوان الشروع في المقصود، والله الموفق، لا رب سواه.