ونلحظ أنّ الاستخدام الحديث ليس فيه ما يدل على إكمال شيء ناقص، بل هو مجرد فرار من صيغة الفعل المبني للمجهول، فبدلا من قولهم: أُفتتح المؤتمر، يقولون تمّ افتتاح المؤتمر، وبدلا من رُقي فلان يقولون تمت ترقية فلان ... وصاروا يعبرون عن المعنى بثلاث كلمات: تم افتتاح المؤتمر، بدلا من التعبير بكلمتين: أفتتح المؤتمر، وهذا أسلوب ركيك؛ فكثيرا ما رأينا جمال التعبير في القرآن عن الأحداث المختلفة بصيغ المبني للمجهول، كما في قوله تعالى: (إذا الشمس كورت * وإذا النجوم انكدرت * وإذا الجبال سُيرت * وإذا العشار عُطلت * وإذا الوحوش حُشرت * وإذا البحار سُجرت * وإذا النفوس زُوجت * وإذا الموؤدة سُئلت * بأي ذنب ٌقتلت *) (التكوير) (1 ـ 9).
إذا أردنا أن نفرق بين همزة الوصل والقطع، نضع قبلها فاءً أو واواً فإذا نطقناها كانت همزة قطع، وإذا اختفت عند النطق كانت همزة وصل (مثل: فأحسنْ؛ همزة قطع، فاعلمْ؛ همزة وصل).
علق أحد القراء على كلمة كافة بقوله: " إن كلمة (كافة) تقبل الإضافة واستشهد بقول لعمر بن الخطاب "! لكنّ ما ذكرته من عدم إضافتها هو الصواب، وجاء في القرآن قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) البقرة 208، إذ وردت الكلمة خمس مرات في أربع آيات فقط بالنصب على الحال ولم ترد مضافة.
ومن الأخطاء الأكثر شيوعا في لغة بعض الكتاب والصحفيين ما يلي:
- يكثر الخطأ في كتابة ونطق همزة الوصل وهمزة القطع؛ وهمزة الوصل: هي التي يتوصل بها إلى النطق بالساكن؛ لأن الكلمة العربية لا تبدأ بساكن، تكتب ولا تثبت نطقا في بدء الكلام ووصله، وسميت بذلك لأنها تسقط فيتصل ما قبلها بما بعدها. أما همزة القطع: فهي التي تثبت نطقاً في الابتداء والوصل، وسُميت همزة قطع لأن اللفظ بها يقطع ما قبلها عما بعدها. وتُرسم ألفاً عليها رأسُ عين صغيرة (ء) في حالتي الضم " أُميمة " والفتح " أماني " وتُرسم تحت الألف في حالة الكسر " إلهام ". أما مواضع همزة الوصل فهي:
الأسماء: اسم، ابن، ابنة، ابنم، امرؤ، امرأة (وكذلك مثنى هذه الأسماء)، واثنان، واثنتان، وايمُنُ الله.
وأمر الفعل الثلاثي: اكتبْ، انجح ْ، ادرس ْ، وماضي الفعل الخماسي وأمره ومصدره، نحو:
ابتسم َ، ابتسمْ، ابتساماً. واقتصدَ، اقتصدْ، اقتصاداً. وماضي السداسي وأمره ومصدره، نحو: استنتجَ، استنتجْ، استنتاجاً، واستعلمَ، استعلمْ، استعلاماً. وهمزة (أل) إذا اتصلت بالكلمة: مثل الطالب، الذي، اللذان، الآن.
أما مواضع همزة القطع: (قاعدة بسيطة:متى ما حفظت مواضع همزة الوصل، فكل ما عداها همزة قطع): جميع الأسماء همزتها همزة قطع – عدا ما تقدم - مثل: (أب، أبوان، أبناء، أحمد، إبراهيم، إسماعيل، أسماء، أشياء، أنواع، أقدار، أعوام .. الخ)، والضمائر: أنا، أنت، أنتم، إياي، إيانا،إياكم، إياكن ... الخ، وكل الحروف والأدوات، مثل: إذا، إذ، إذن، إذما، أي، أم، إمّا، أو، إنّ، إنْ، أنّ، إلا، إلى، ألا، همزة النداء، همزة الاستفهام، همزة التسوية. وهمزة الفعل المضارع: أكتبُ، أسافرُ، أسعى، أستنجد ُ ... الخ وماضي الثلاثي المهموز ومصدره فقط؛ مثل: أخذَ أخذاً، وأكلَ أكلاً، وأمرَ أمراً. وماضي الرباعي وأمره ومصدره؛ مثل: أحسنَ، أحسنْ، إحساناً، وأقبلَ، أقبلْ، إقبالاً.
إذا أردنا أن نفرق بين همزة الوصل والقطع، نضع قبلها فاءً أو واواً فإذا نطقناها كانت همزة قطع، وإذا اختفت عند النطق كانت همزة وصل (مثل: فأحسنْ؛ همزة قطع، فاعلمْ؛ همزة وصل).
- الخلط بين تاء التأنيث والهاء سواء أكانت من أصل الكلمة أم كانت ضميراً للغائب، فتاء التأنيث ترسم فوقها نقطتان مثل " مدرسة، وامرأة، وتنطق هاء عند الوقف: " ذهبت إلى المدرسه " أما عند الوصل فتنطق تاء " ذهبت من المدرستي إلى البيت " وأرجو ملاحظة أني كتبت المثالين كما يجب أن نلفظهما، لا كما نكتبهما. أما الهاء فهي إما أن تكون من أصل الكلمة كما في الأسماء مثل: وجه وفقه وأشباه واتجاه وشفاه وأفواه ومياه وكُره ومكروه، وفواكه. وفي الأفعال مثل: سَفِه ونزّه ونبّه ونوّه وموّه. ولا ترسم نقطتان على الهاء، ومثلها ضمير الغائب عند وصله بالأسماء مثل: بيته وكتابه، أو وصله بالأفعال؛ مثل
¥