ب ـ تم لنا في الفصل الثاني إبانة الجهود المبكرة لعلماء الإسلام والعرب، وأصالة البحث الدلالي عندهم من خلال الاستقراء التأريخي لآرائهم المتنوعة في الموضوع، وتوصلنا معه إلى ما يلي: ـ

1ـ إن وضع اللبنات الأولى الخطيط مباحث الدلالة يعتبر ابتكاراً وسبقاً علمياً من العرب دون سواهم من الأمم اللاحقة الثقافة بعدة قرون.

2ـ إن المدرسة الدلالية لدى العرب لم تتأصل فجأة، ولم تتبلور

--------------------------------------------------------------------------------

(93)

معطياتها الجمالية بغتة، وإنما عركها الزمن في تطوره من خلال الأخذ والرد، وتقلب أيدي الفطاحل من العلماء على مصطلحها حتى عادت مختمرة الأبعاد.

3ـ عرضنا لسبق الخليل بن أحمد (ت: 175هـ) وأبي عثمان الجاحظ (255هـ) وأبي الفتح عثمان بن جني (ت: 392هـ) إلى هذا المصطلح، وتدوين الملاحظات والكشوف والتنظيرات عنه في مجالات شتى.

4ـ اعتبرنا أحمد بن فارس (ت: 395هـ) صاحب نظرية متكاملة في علم الدلالة من خلال تمرسه بإيضاح تنوع الدلالات وأقسامها وتآلف الأصوات، واستنتاج الدلالة الخاصة لكل شكل ذي حروف مؤلفة.

5ـ ووقفنا عند الشريف الرضي (ت: 406هـ) وأبي منصور الثعالبي (ت: 429هـ)، وعبد القادر الجرجاني (ت: 471هـ) ووجدناهم مؤصلين للموضوع، ومخططين له عملياً في جملة من آثارهم العلمية.

6ـ وأما ضياء الدين بن الأثير (ت: 637هـ)، وحازم القرطاجني (ت: 684هـ)، وجلال الدين السيوطي (ت: 911هـ) فقد تراوحت جهودهم في الموضوع بين النظرية والتطبيق.

جـ ـ وتم لنا في الفصل الثالث استكناه المجموعة التركيبية اللفظية في القرآن الكريم ووجداننا فيها لغة اجتماعية ذات طابع دلالي خاص تستمد نشاطها البياني من سمات بلاغية متجانسة تؤكد المعاني الثانوية مضافاً إلى المعاني الأولية، وذلك من خلال تطبيقات البحث الدلالي على جملة مختارة من تلك الألفاظ وتوصلنا معها إلى ما يلي: ـ

1ـ اختيار القرآن الكريم اللفظ المناسب للموقع المناسب من خلال ثلاث ظواهر قرآنية.

الظاهرة الأولى: اختيار القرآن للألفاظ في دلالتها، وإنما جاء متناسقاً مع مقتضيات الحال في طريقة الاستعمال في صدوره إلى جهات متعددة.

الظاهرة الثانية: إن هذا الاختيار للألفاظ لا يراد به ذاتها بل الألفاظ منضمة إلى المعاني، فلا الألفاظ ذات أولوية على حساب المعاني، ولا المعاني على حساب الألفاظ.

--------------------------------------------------------------------------------

(94)

الظاهرة الثالثة: إن اختيار هذه الألفاظ أنما يتجه بالخطاب إلى سكان الأرض الذين يهمهم أمرها ليتعرفوا على ما فيها عقلياً ويتطلعوا إلى كشف أسرارها علمياً بحسب الذائقة الفطرية.

2ـ ضرب الأمثلة المختارة وتحليلها نقدياً لتلك الظواهر المتقدمة مع ذكر الأشباه والنظائر، ومتابعة سنن العرب في الاستعمال مما يوصلنا إلى المنهج الدلالي الأم في استقراء أصول الدلالة في القرآن الكريم.

3ـ وقوفنا عند الخطابي (ت: 388هـ) ووجداننا له عالماً موفقاً فيما أورده من افتراضات، وما أثبته من تطبيقات بالنسبة لجملة من ألفاظ القرآن الكريم، بتقرير أنها لم تقع ـ على ما زعموا توهماً ـ في أحسن وجوه البيان وأفصحها، لمخالفتها لوضعي الجودة والوقع المناسب عند أصحاب اللغة، وذلك كدعوى افتراضية، يتعقبها بالرد والكشف والدفاع، واعتبرناه دقيقاً فيما أورده من إفاضات في هذا المجال، استند فيها إلى المتبادر في العرف العربي العام، واستشهد على صحة ذلك بالموروث الأدبي عند العرب.

د. وتم لنا في الملحق الأحصائي، إنارة الدرب أمام الباحثين الموسوعيين، فوضعنا معجماً عاماً للعلماء الدلاليين من العرب والأوروبيين، القدامى والمحدثين، ورتبناه بحسب الترتيب المعجمي المعاصر، وأضفنا له بعض المعلومات المهمة في الموضوع، أسماءً وكتباً وتواريخ وعناوين، تأخذ في تسهيل مهمة البحث الأكاديمي.

وبعد فالبحث خطوة أولية في استلهام بحوث متطورة في مجال البحث الدلالي، أخلصنا في القصد، والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

فارس العربية الخـ زيد ــــــــيل

ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[28 - 10 - 2005, 11:18 م]ـ

أحسنت يا زيد الخيل

ونطلب من كرمكم أن تنزلوا باقي ومستجد سلسلة موسوعة الدراسات القرآنية

للدكتور محمد حسين علي الصغير

فهل أنتم مجيبونا

ـ[زيد الخيل]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 02:03 ص]ـ

السلام عليكم

جزام الله خيرا أخى: صالح

و ان شاء الله سوف أعمل على ذلك

ونسأل الله ان يعلمنا و يعلمكم

فارس العربية الخـ زيد ــــــــــــيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015