عاد رسول الله e من الحج وأمر بتجهيز جيش إلى الشام بقيادة أسامة بن زيد وقبل خروج الجيش أصابه المرض ثم اشتد عليه فأمر أبا بكر بأن يؤم الناس في الصلاة وما لبث أن لحق بالرفيق الأعلى وذلك في ربيع الأول سنة إحدى عشرة للهجرة وبوفاته انتهت أزهى مرحلة من حياة المدينة مرحلة النبوة التي صارت فيها عاصمة للدولة الإسلامية الناشئة ومركز التوجيه النبوي للمجتمع المسلم، وحملت بفضلها تراثاً عظيماً يبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مرجعاً للمسلمين، واكتسبت مكانة عظيمة في قلب كل مسلم إلى يوم الدين.

-------------------

للتوسع:

ـ السيرة النبوية لابن هشام ج/ 2 - 3 - 4

ـ تاريخ الإسلام للذهبي المجلد الأول والثاني

ـ البداية والنهاية ج/3 - 4 - 5

ـ[المستعار]ــــــــ[22 - 07 - 2002, 11:10 م]ـ

العهد الراشدي

العهد الراشدي

المدينة في خلافة أبي بكر

((11 ـ 13هـ))

كانت المدينة المنورة في معظم هذا العهد عاصمة الدولة الإسلامية المتنامية ومركز توجيه الفتوحات ونشر الإسلام في الأمصار، ومركز الحركة السياسية والنشاط الاقتصادي.

تولى أبو بكر الصديق الخلافة بعد مداولات بين المهاجرين والأنصار جرت في سقيفة بني ساعدة، فبعث جيش أسامة بن زيد الذي أمر رسول الله e بتجهيزه قبل وفاته إلى أطراف الشام، وامتنعت بعض القبائل التي لم يتمكن منها الإسلام بعد عن دفع الزكاة وارتدت بعض القبائل وادعى بعض الأفراد النبوة، وجمعوا حولهم أنصارهم، واقتربت قبائل أخرى من المدينة طمعاً ببعض المغانم، واجتهد أبو بكر t في تثبيت الأمن في المدينة، وقاد بنفسه حملات سريعة لإبعاد الطامعين وتأمين المدينة.

ولما عاد جيش أسامة بالنصر والغنائم جهز حملات أخرى لتأديب مانعي الزكاة وقتال المرتدين والمتنبئين، وصارت المدينة منطلقاً لحملات نشطة استطاعت أن تعيد الأمن والطمأنينة إلى الجزيرة العربية، ثم تحولت إلى حركة فتوحات في الشام والعراق. وانخرط كثير من أهل المدينة في الجهاد واستشهد عدد كبير منهم معظمهم من حفظة القرآن، فأمر أبو بكر بجمع القرآن في مصحف موحد فجمع. ووردت إلى المدينة الغنائم والسبايا، وأعتق الكثير منهن الإسلام وتزوجن، لينشأ جيل جديد تتعدد دماؤه انصهر في مجتمع المدينة. وتوفي أبو بكر في 22 جمادى الآخرة عام 13 هـ والمدينة عاصمة لمنطقة واسعة تشمل الجزيرة العربية كلها وجنوب بلاد الشام.

المدينة في خلافة عمر بن الخطاب

((13 ـ 24 هـ))

تولى عمر بن الخطاب الخلافة سنة 13 للهجرة، وكان إدارياً حازماً صاحب اجتهاد وفراسة، فانتدب الناس للجهاد وتوسيع الفتوحات في بلاد الشام وفارس وفتحها الله في عهده ووردت الأموال الكثيرة إلى المدينة فأحدث عمر ديواناً للعطاء فرض فيه لكل مولود مسلم راتباً سنوياً يأخذه طوال عمره، وأحدث دواوين الجند والبريد، وحرص على تفقد أمور الرعية بنفسه، فكان يخرج في الليل والنهار ويطوف في الأسواق والشوارع ويتتبع أحوال الناس باهتمام بالغ، فعاشت المدينة سنوات من الطمأنينة والرخاء والازدهار وهاجر إليها كثيرون واتسع العمران، وضاق المسجد النبوي بالمصلين فأضاف إليه عمر أرضاً من الدور المجاورة ووسعه. وفي سنة 18 هـ أحدث القحط مجاعة في المنطقة وزحفت القبائل إلى أطراف المدينة تستغيث فخصص لها عمر ما يكفي من الطعام وأقام الموائد الجماعية وكتب إلى الأمصار يطلب النجدة، وكان يطوف بنفسه على البيوت والخيام ويراقب توزيع الطعام وهو جائع لا يأكل حتى يأكل الآخرون، ثم جمع الناس وعلى رأسهم العباس عم رسول الله e وصلى بهم صلاة الاستسقاء فكشف الله الغمة وهطلت الأمطار ووصلت النجدات من الأمصار كما وصلت غنائم الفتوحات وخاصة كنوز كسرى وحاشيته فوزعها عمر على الناس، ونفذ عمر وصية رسول الله e بإخراج غير المسلمين من جزيرة العرب، وصفت المدينة وبقية الجزيرة للمسلمين، وانتشر العدل والرخاء وطلب عمر من الله أن يرزقه الشهادة في المدينة، فاستجاب له، وطعنه أبو لؤلؤة المجوسي الحاقد على الإسلام والمسلمين وهو في صلاة الفجر فتوفي بعد ثلاثة أيام في أول المحرم سنة 24 هـ.

المدينة في خلافة عثمان بن عفان

((24 ـ 35 هـ))

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015