ـ[المستعار]ــــــــ[22 - 07 - 2002, 11:08 م]ـ
العهد النبوي
العهد النبوي
الهجرة
في نهاية السنة الثانية عشرة للبعثة النبوية، وعلى أثر بيعة العقبة الثانية، التي دعا فيها المسلمون من أهل يثرب (المدينة فيما بعد) رسول الله e وبقية المسلمين في مكة إلى الهجرة إليهم. تهيأت الظروف للهجرة فوجه رسول الله e المسلمين إلى الهجرة للمدينة، ثم تبعهم مع صاحبه أبي بكر الصديق، ووصل إلى قباء أولاً فأقام فيها بضعة أيام وأسس مسجدها، ثم انتقل إلى المدينة ونزل في دار أبي أيوب الأنصاري، وكان أول عمل عمله بعد وصوله هو إنشاء المسجد النبوي وقد خططه بيده الشريفة في المكان الذي بركت فيه ناقته عند وصوله إلى المدينة وشارك في أعمال البناء بنفسه، وبنيت له غرفة ملاصقة في الجهة الشرقية الجنوبية من المسجد، سكن فيها مع زوجته سودة وبناته، ثم بنيت غرفة أخرى عندما تزوج عائشة رضي الله عنها ووصل إلى المدينة كل من استطاع الخروج من مكة من المسلمين وصودرت بعض بيوت المهاجرين، ومنع بعضهم من إخراج أمواله وأخذت منه. ولم يبق في مكة من المسلمين غير المستضعفين والذين يكتمون إسلامهم.
تحولات بعد الهجرة
بدأت التغييرات الكبيرة في المدينة المنورة، فألغي اسم يثرب وصار المدينة، وطابة، وطيبة ... إلخ ونشأ تجمع جديد تآخى فيه المهاجرون والأنصار، وانتهت العداوة بين الأوس والخزرج فأصبحوا أخوة في الإسلام وأسلم عدد قليل جداً من اليهود وتقوقع الباقون في أحيائهم يكيدون للإسلام والمسلمين.
سرايا الجهاد
أراد رسول الله e أن يعاقب قريشاً لعدوانها على بعض المهاجرين ومصادرة بيوتهم وأموالهم وأن يظهر القوة الجديدة المتنامية للمجتمع المسلم في المدينة، فأرسل في شهر رمضان من السنة الأولى للهجرة سرية من المهاجرين فقط بقيادة عمه حمزة بن عبد المطلب لتعترض قافلة لقريش تسير في طريق الساحل، ثم توالت بعد ذلك سرايا المسلمين في مناطق عدة من الحجاز وأطراف نجد تواجه خصوم الدعوة الإسلامية وتضرب تجمعاتهم قبل أن تتجه إلى المدينة أو تحملهم على الصلح والموادعة وتبلغ الدعوة للقبائل الأخرى. وحققت هذه السرايا انتصارات كثيرة للمسلمين وأحست قريش بذلك وخافت على تجارتها وبدأت تشن حرباً إعلامية بالشعر فاستنهضت شعراءها أمثال عبد الله بن الزبعرى وأبو سفيان بن الحارث وابن خطل وغيرهم لهجاء المسلمين وتشويه صورة الإسلام في أذهان القبائل العربية قبل أن تصلهم الدعوة، وتصدى شعراء المسلمين لهم وخاصة حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك.
غزوة بدر
في رمضان من السنة الثانية للهجرة خرج المسلمون بقيادة رسول الله e ليعترضوا قافلة لقريش يقودها أبو سفيان، ولكن أبا سفيان غَيّرَ طريقه إلى الساحل واستنفر أهل مكة، فخرجوا لمحاربة المسلمين والتقى الجمعان في بدر في السابع عشر من رمضان سنة اثنتين للهجرة. ونصر الله رسوله والمؤمنين رغم قلة عددهم وعدتهم فقد كانوا ثلاثمائة وسبعة عشر وكان المشركون أكثر من ألف وأثمرت نتائج النصر ثماراً كثيرة، فقد ارتفعت معنويات المسلمين وعلت مكانتهم عند القبائل التي لم تسلم بعد، واهتزت قريش في أعماقها وخسرت كبار صناديدها وأعمدة الكفر، وأخذت تعد للثأر والانتقام. وبينما كان المجتمع المسلم ينمو ويجتذب إليه بقية قبائل المدينة ومن حولها، كان مشركو مكة يعدون العدة لموقعة تالية. وخلال سنة تحققت للمسلمين في المدينة عوامل أمن خارجية وداخلية فقبائل غطفان وسليم التي كانت تعد لمهاجمة المسلمين بلغها انتصارالمسلمين في بدر وتحركهم بعد ذلك لضربها، فخافت وتركت ديارها وخلفت غنائم كثيرة للمسلمين، كما أجلي بنو قينقاع إحدى قبائل اليهود لكيدهم بالمسلمين وعدوانيتهم.
غزوة أحد
¥