وفي الدراسة التي قام بها عن الكم والنبر في الشعر العربي ([6] ( http://www.alfaseeh.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=62615#_ftn6))، حاول د. أبو ديب تأسيسَ نظامٍ عروضيٍّ يعتمد بصورةٍ رئيسيةٍ على النبر. إلاّ أن اعتماده شبه المطلق على ملاحظة النبر الواقع على الوحدات الإيقاعية (التفاعيل)، لا على الواقع الشعري، جعلَ دراسته نظريّةً بحتةً، وتفتقر إلى التطبيق العملي. فالانتظام النموذجي للبحر الكامل عنده مثلاً هو:

متفاعلن متفاعلن متفاعلن

حيث اللون الأحمر إلى موقع النبر القوي، والأزرق إلى موقع النبر الضعيف

يتقاطع بقوة مع حواري مع أستاذنا الغول

فأستاذنا الغول توسع كثيرا في النبر بنهج نظري يكاد يكون بحتا ولم يتطرق إلى الواقع العملي الذي طرحت أمثلة له في هذا الرابط.

وقلت جوابا له على قوله إن النبر في متفااااااااااااااااااعلن على فاااااااااااااااا ماذا لو كان الوزن المقارن هو متفأْعلوووووووووووووووو 0 (متفأْعلوووو بتسكين الهمزة) فكيف يكون نبر (فأْ)

ويبدو لي - وقد أكون مخطئا- أن كلا من الأستاذين أبو ديب والغول متأثران بالصورة الشكلية للتفعيلة أسيران لها فهما يفترضان أن المد دوما على فاااااااااااااااااا

باعتبار أن فاااااااااااااااا ممدودة

وغاب عن ذهنهما الواقع العملي في مثل (مستقطعاك هما) مس تق طعا = متْ فأْ (وليس فااااااااااا) علا

وقد يؤكد هذا بالنسبة لأبي ديب أن يعتبر (النون في علن) مركز نبر ضعيف باعتباره ساكنا بينما هي حرف مد ممدود - مسْ تقْ طعا = متْ فأْ علا ااااااااااااااااااا

إن اقتران المد بالنبر في منهج الأستاذ الغول يقينا واقترانه به في منهج الأستاذ أبي ديب كما يبدو لي يعيد إلى الأذهان موضوع م/ع ويعرفه أهل الرقمي ولا علاقة له بالنبر.

وها نحن نكتشف هنا إلى الأثر السلبي لحدود التفاعيل الأثر السلبي لتصور حروف التفاعيل مرجعا للمد والتسكين أو النبر القوي والضعيف دون ربطها بالواقع.

أتمنى على أستاذنا الغول في رده القادم والذي سيلقي ضوء مهما على الموضوع أن لا يقتصر فيه على التعميم النظري بل أن يتناول الأسئلة التطبيقية المطروحة.

شكرا للجميع على الاعتناء بهذا الموضوع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015