(((والإيقاع عنصر أساس في الفنون كافة وعلى أنحاء مختلفة، لكنه في الشعر يأخذ شكلاً منظماً ومهندساً استناداً إلى معايير علم العروض وقوانينه فيما أصطُلح عليه بـ (الوزن الشعري))))
وهذا النوع من الإيقاع لا يوجد في النثر بشكل عام.
ويقول الخوارزمي:
الإيقاع هو النقلة على النغم في أزمنة محددة المقادير.
وأيضاً هذا الإيقاع لا يوجد في النثر.
ويقول محمود شاكر:
الإيقاع: لفظ موضوع للدلالة على كل كلام شريف المعنى نبيل المبنى محكم اللفظ يضبطه إيقاع متناسب الأجزاء وينظمه نغم ظاهر للسمع مفرط الإحكام والدقة في تنزيل الألفاظ وجرس حروفها في مواضعها منه , لينبعث عن جميعها لحن تتجاوب أصداؤه من ظاهر لفظه ومن باطن معانيه وهذا اللحن المتكامل هو الذي نسميه القصيدة))
وهذا القول لا ينطبق على النثر بأي حال.
ويقول العياشي:
((إذا بطل النظام بطل الإيقاع))
وهذا لا يوجد في النثر عامة.
ويضيف الدكتور شوقي ضيف قائلاً:
(((((والموسيقى ــ الإيقاعية ــ هي التي تحرّك المتلقي وتجعله ينفعل وتثير فيه إحساساً وجدانياً غريباً تجعله يشعر بما يسمع من أبيات شعرية متناسقة ذات تناغم يقرب من الغناء، وقد ربط د. شوقي ضيف بين موسيقى الشعر والغناء، كما ربط بين موسيقى الشعر والرقص إذ قال:
“ارتبطت موسيقى شعرنا تاريخياً لا بالغناء وحده، بل أيضاً بالرقص وأمّا الغناء فصلته بالشعر لاتزال ماثلة، ومما لايرقى إليه الشك أنها كانت صلة وثيقة عند قدمائنا، إذْ يقال إنّ الغناء الجاهلي كان على ثلاثة أوجه هي:
النّصب:
والسِّناد:
والهزج:
أمّا النصب: فكان يخرج من أصل الطويل في العروض.
وكان السِّناد: كثير النغمات والنبرات،.
أمّا الهزج: فكان يُرقص عليه ويصحب بالدف والمزمار.
ومعنى هذا أنّ هناك علاقة تاريخية وقديمة بين الشعر والغناء والرقص من خلال ما يحدثه إيقاع الشعر من أنغام،))))
وهذا كله لا يوجد في النثر بشكل عام.
وقد عبَّر حسان بن ثابت عن هذه العلاقة بين الشعر والغناء إذ قال:
((((تغنَّ بالشعر إمّا كنت قائله
إنّ الغناء لهذا الشعر مضمارٌ))))
انتهى البحث / 26/ 9/2010
المراجع:
1 ــ صفحة 263 من كتاب مفاتيح العلوم ــ الخوارمي ــ
2 ــ صفحة 151 من كتاب الرجل والمنهج ــ محمود شاكر , تأليف عمر حسن القيام 1996
3 ــ من كتاب نظرية إيقاع الشعر العربي محمد العياشي.
4 ــ صفحة 27 من كتاب القواعد الحديثة في تطوير علم الشعر غالب الغول 2001
ومن بعض روابط الإنترنت.