غالب الغول/ مفهوم الإيقاع الشعري الموسيقي

ـ[غالب احمد الغول]ــــــــ[26 - 09 - 2010, 03:02 م]ـ

مفهوم الإيقاع الشعري الموسيقي

من قلم غالب احمد الغول

@@@@@@@@@@@

نحن الأن أمام أكثر من تعريف لكلمة إيقاع , ولكن الواضح منها والذي يهمنا , هما تعريفان يرددهما النقاد في كل مناسبة:

الإيقاع الخارجي:

الإيقاع الداخلي:

وعلينا أن نعطي الكلمة أبعادها العلمية الواضحة والراسخة , لكي لا تختلط الموازين , وتختلف الآراء حول مفهوم الإيقاع.

وهنا يمكن القول بأن للإيقاع مفهوم علمي موسيقي واضح , وهذا المفهوم إذا فهمنا أبعاده نكون قد فرقنا به بين الإيقاع الشعري بانتظام حركاته وانتظام أزمانه وهو (الإيقاع الخارجي) , وبين الموسيقا النثرية , جناسها وطباقها ومحسناتها اللفظية وجرس كلماتها , (وهو الموسيقى الداخلية وليس الإيقاع الداخلي).

فكلمة (إيقاع) , يشترط فيه الانتظام في الحركة والزمن , وتناسب الزمن أو تساويه بين وحداته الإيقاعية شرط من شروطه , ومن هذا المنطلق يمكن أن ننشد القصيدة أو أن نغنيها أو يمكن أن نخلق رقصاً إيقاعياً منتظماً في الحركات , ليتخلل هذا الإيقاع كله فواصل بين كل جملة إيقاعية وأخرى (وهذه هي الوحدات الإيقاعية المحصورة العدد بنبراتها والتي نطلق عليها (التفاعيل) ولا يتمتع بهذا الإيقاع إلا الشعر بإنشاده , أو غنائه , أو بالرقص الشرقي بانتظام حركاته , ومن هنا يمكن القول ’ لا شعر من غير إيقاع شعري , يتماشى مع دقات الدف أو الطبل في انتظام مسافاته الزمنية ,عند إنشاده , وهذه الميزات لا توجد في النثر , لإن النثر لا يمكن أن نخلق له نبرات متساوية أو متناسبة في أزمانها الموسيقية , وإن فعلنا ذلك فإنه ينقلب إلى شعر.

فالإيقاع بهذا الشرح والتعريف يبعده عن الجملة النثرية , ويقربه من الشعر , وإلا ما فائدة علم العروض بتفاعيله وبحوره؟؟؟

وإذا أردنا أن نخلط الأوراق لنجعل الإيقاع كلمة تساير النثر والشعر معاً , فيعني هذا أن كل ما نقرأه أو نكتبه هو شعر إيقاعي , وهذا مرفوض بالمنطق العلمي الصريح ,لأننا سنهدم ثراثنا بأيدينا , كمن يضرب رأسه بفأسه , لنصل بعدها إلى عدم حاجتنا إلى علم الشعر والعروض , أو لا حاجة لنا في النشيد المدرسي والوطني الذي يعتمد الإيقاع متنفساً له ليعطي النفس إحساساً برصانة الكلمة العربية المؤثرة عند الغناء أو الإنشاد.

إن الإيقاع الخارجي بمفهومنا العملي وبالفهوم الموسيقي العلمي لا يخرج عن كونه إنتظام الحركة والزمن بين وحداته (التفاعيل) الإيقاعية والموسيقية معاً.

أما كلمة موسيقا , فهي اللحن بشكل عام , قد يكون هذا اللحن إيقاعي , وقد يكون عشوائي الإيقاع , ويمكن القول بأن قصيدة النثر تتمتع بأجواء موسيقية , وبموسيقى داخلية أو خارجية , ومن الخطأ أن نقول بأن لها إيقاع داخلي أو خارجي , لإن عباراتها وكلماتها عشوائية لا انتظام فيها.

ومن هنا يمكن القول بأن مفهوم الإيقاع قد دخلت فيه مفاهيم خاطئة قد يكون القصد منها تداخل وتمازج الفنون الأدبية في مسيرتها دون تمييز بين النثر والشعر لكي يصل هؤلاء إلى بعض ما نادى به الغربيون حول قصيدة النثر بإيقاعاتهم التي تخصهم , وبتعريفهم الذي يخصهم.

وأأكد القول بأن مفهوم الإيقاع قد تطور تطوراً خطيراً , فيه كثير من المفاهيم المعقدة التي خرجت عن المفهوم التقليدي القديم والموسيقي الحديث , والذي يهتم في الانتظام الحركي وفي الانتظام الزمني مع وجود وحدات إيقاعية ثابتة تتحكم في هذا الانتظام , ألا وهي التفاعيل العروضية , ليكون الإيقاع خاصية شعرية بمفهومه المنتظم في الحركة والزمن , مما لا يسمح لأي فقرة نثرية أن تتمتع بميزات إيقاعية موسيقية تتناسب فيها النبرات والنغمات والأدوار الموسيقية , بل تتمتع بموسيقى داخلية فقط , وليس بإيقاع داخلي ,لأنه لا يربطها انتظام في الحركات والسكنات والنبرات.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015