فيسلم الشطر الثاني من الطيّ، وقد جزمتُ الفعل (أقْله) بحذف الياء جواباً لفعل الشرط (إنْ نختلفْ)، ولم أجزم الفعل المضارع (يقليني)، بل تركته مرفوعاً على الاستئناف، ولم ألتفت إلى عطفه على ما قبله وهو الفعل المضارع المجزوم، وله شواهد في النحو .. وقد تكلمتُ في الحلقة الأولى من هذه المقالة عن الخزْم - بالخاء المعجمة والزاي - وهو زيادة حرف إلى أربعة أحرف، في الشطر الأول من البيت الشعري، وقد تكون هذه الزيادة في أول الشطر الثاني، ولكن هذه الزيادة إذا حُذفتْ، لا تؤثر على معنى البيت. واقرأ معي هذا البيت:

يا مطربْنَ خارجة بن مسْلمَ إنني

أُجْفى وتُغلقُ دونيَ الأبوابُ

فزاد الشاعر حرفين (يا) في أول البيت، ولو حذفهما لبقي المعنى مستقيماً، وهناك شواهد من الشعر، زاد الشاعر حرفاً أو ثلاثة أحرف في أول البيت، ولكن هذه الزيادة إذا حُذفتْ، لا تؤثر على معنى البيت، ويبقى المعنى سليماً، يقول ابن رشيق القيرواني، في كتابه (العمدة) ج (1) ص 141من طبعة الشيخ محيي الدين عبدالحميد: (وليس الخزم عندهم بعيب، لأن الشاعر يأتي بالحرف زائداً في أول الوزن، وربما جاء بالحرفين والثلاثة، ولم يأتوا بأكثر من أربعة أحرف إذا سقط أحد الحروف أوكلها لم يفسد المعنى ولا أخلّ به " انتهى ما قاله ابن رشيق.

والأبيات التي جاءت مكسورة في قصيدة الشاعر إبراهيم عبدالله مفتاح، جاء كسرها بسبب زيادة حرف في أول البيت، وزيادة حرف في أول الشطر الثاني من أحد أبيات القصيدة، وهذا الحرف الزائد هو (الواو) من (وطني) فهل يجوز لنا أن نقول (طني) ليستقيم الوزن، ولا علينا إذا أفسدنا المعنى، وأما (وطني حضنت) إذا قطعناها فإنها ستصير (متَفاعِلن) من البحر الكامل سؤال أوجهه إلى علماء العروض المعاصرين من أبنائنا، وهم الأساتذة الدكاترة: عياد عيد الثبيتي، وعبدالمحسن القحطاني، وصالح جمال بدوي، وعبدالهادي الفضْلي، الذين التزموا الصمت وتركوني في الساحة وحيداً، وأنا رجل (يَفَنْ) تعديتُ الثمانين من عمري. فسامحهم الله.

------------------

ذكر الأستاذ أن (وطني = 1 3 = وَمُتَفْ) تزيد حرفا عن (طني = 3 = مُتَفْ)، ولو جازت (طني) لصح القول. هذا وجه

والوجه الآخر أن (وطَني = 1 3 = مُتَفا) وهذه إن تبعها وتد فاصلةلا تدخل البسيط كما لاتدخل أي بحر فيه 2 3 ولو جاز تسكين طاء (وطني) لتصبح (وطْني = 2 2 = مستف) لصح الوزن.

وهذا الميل لإدخال الفاصلة في حشو غير الكامل والوافر يرد أحيانا لدى بعض الشعراء.

الرابط:

http://arud.jeeran.com/ayman-labadi.htm

كما أورد الدكتور أحمد مستجير في (ص - 78) من كتابه مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي ورود الفاصلة في حشو الرمل على لسان الشاعر مانع سعيد العتيبة، في قوله:

يا فتاتي لا تخافي حبنا لن يقتلوهْ

دربنا صعبٌ ولكن لن أحيدَ ولن أتوهْ

كم كتابٍ مزّقوا صفَحاته أو مزقوهْ

ـ[كشكول]ــــــــ[26 - 03 - 2007, 06:46 م]ـ

لا حول ولا قوة إلا بالله ... كدت أقع على ظهري من شدة الضحك ....

نقل جميل ... وهؤلاء شعراء (آخر زمان) *ابتسامة*

والسلام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015