حيث المراجيح .. والحلاوة ولعب الأطفال والحمص .. والخيم التي أقام فيها المتصوفة قبل المولد بأسبوع حتى الليلة الكبيرة .. الدراويش أكدوا أنهم مصرون على الحضور للمولد سنوياً لأنهم يعشقون الشعراوي ويؤيدون ابنه عبدالرحيم بكل قوة لإحياء ذكرى الشعراوي .. وآخرون أكدوا أنها بدعة ما أنزل الله بها من سلطان وإنما هي نوع من الأعمال التي يزينها الشيطان في أعين فاعليها.
دفاع مستميت:
دافع عبدالرحيم الشعراوي عن وجهة نظره باستماتة قائلاً: " أنا عشت مع الإمام قرابة 57 عاماً ولم أره يوماً يذم إقامة الأضرحة لأولياء الله الصالحين .. بل إنه كان يصطحبني أنا وإخوتي لزيارتها ونحن صغار (9) ..
وأمرنا بزيارتها ونحن كبار .. بل إنني عندما أنشأت مصنعاً في طنطا كان يوصيني بالإكثار من زيارة السيد البدوي، وكان يوصيني أيضاً بأنني عندما أذهب إلى أي بلدة أن أصلي ركعتين عند أقرب شيخ لهم في مسجدهم (10)
ثم ركعتين شكراً لله أن مكنني من زيارة هذا الشيخ (11).
فأنا تربيت على مائدة حب أولياء الله الصالحين (12)!!!!!!!
ومن حقي أبني مقاماً لمن كان يحبهم وليس من حق أي أحد أن يعترض .. هل تريدون أن لا تقام للإمام قائمة بعد وفاته "؟!
الذي قد لا يعرفه عبدالرحيم أن عبادة الأصنام بدأت بتبجيل الصالحين وإقامة التماثيل لهم بعد وفاتهم (13).
ولعبدالرحيم منطق غريب في تصميمه على بناء المقصورة لوالده، إذ يؤكد أن الشيخ الشعراوي يأتي لزيارته محبون من جميع دول العالم فهل يعقل أن يراه هؤلاء المحبون يرقد في قبر صغير لا يتناسب مع حجمه العلمي والأخلاقي؟!
والسبب الآخر أن الأرض في دقادوس رخوة ومشبعة بالمياه الجوفية فلو تم الدفن فيها لتحلل الجسد فور دفنه، لذا نقوم ببناء المقابر في أماكن مرتفعة حماية للجثث (14)!! وأن المقصورة تعد حماية للزوار الذين يفرون من حرارة الشمس (15).
ليس مشروعاً استثمارياً:
ويتردد أن عبدالرحيم الشعراوي بنى هذا الضريح كمشروع استثماري لجمع أموال النذور من محبي الشيخ، وأن ابن سلطان البهرة وبعض المسؤولين من دول إسلامية مختلفة أسهموا في بناء هذا الضريح، لكن عبدالرحيم نفى ذلك تماماً وقال: الشيخ الشعراوي تركنا في أحسن حال (16)
وما تركه لنا يكفينا ويكفي أبناءنا لفترة طويلة .. ونحن والحمد لله لسنا في حاجة إلى نذور كما يروج البعض (17)
وأنبه من يروج لذلك أن يعلم أن النذور من حق الأوقاف (18) ..
أما ما يقال عن البهرة وغيرهم فهذا كلام لا أساس له من الصحة، وأتحدى من يقول إنه أعطانا مليماً وأحداً في بناء الضريح والمقصورة .. فنحن لم نقم الضريح للارتزاق، بل لإحياء ذكرى الشيخ الذي مجده علمه ونحن يجمعنا حبه مع من يحبه .. فما العيب في ذلك؟ (19).
يقبل الأعتاب:
وفي مقدمة المؤيدين للشيخ عبدالرحيم في توجهه رجل الأعمال محمد صابر صهر الشعراوي الذي قال:
لازمت الإمام 35 عاماً وكنت من أقرب المقربين إليه. وكان يأخذنا إلى مساجد آل البيت وأولياء الله الصالحين ويقبل الأعتاب (20)، ويساعد المحتاجين، ويطعم الجائع ويسقي الظمآن بنفسه ..
ثم إن هناك موالد لكل أولياء الله الصالحين، ولكل منهم مقصورة فهذا حب لهم بحب الله لهم (21) وإلا فلماذا لم يمنعوا احتفال الناس بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم؟ (22) فنحن نرفض أن ترتكب في هذا المولد أي تجاوزات أو معاص (23).
محب للموالد:
ومن مؤيدي الموالد أيضاً المخرج التلفزيوني عبدالمنعم شمروخ الذي أخرج كل حلقات الشعراوي في تفسير القرآن الكريم.
يقول عن الشيخ الشعراوي: كان رحمه الله محباً للموالد، حتى إنني في إحدى الحلقات فوجئت به يطلب سرعة الانتهاء لأن ذلك اليوم مولد السيدة زينب ولا بد أن يذهب إليه (24)
أشفقت عليه من الزحام الشديد وكبر سنه والتفاف محبيه حوله مما قد يتسبب في الإضرار به .. إلا أنه أصر (25) مما جعلني أقترح عليه أن يرتدي زياً مغربياً ويغطي وجهه حتى لا يعرفه أحد .. ففعل ذلك ونجحت الخطة وتجول في المولد وزار السيدة زينب.!!!!!!!!!