دعنا من هذا كله يا شيخ علي ,, أنا أسال هل أنت ترى صحة القصة ,, أو ترى جواز تمريرها في مثل هذا الحال ,, أن أجبت نعم فلم؟؟ ,, مع وجود جهالة والكل متفق على أن الجهالة تطعن ...

وبالنسبة لما طلبته عن الرجال الذي تساهل فيهم ابن عدي ,, ((أمهلني))

ثم أين هي مكانتي التي أخشى عليها ما أنا إلا متعلم، نتعلم منك ومن غيرك يا أبا حاتم سامحك الله.

.. هذا تواضع منك يا شيخنا ..

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 08:10]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

بارك الله في الشيوخ الفضلاء والذي يظهر أن القصة مشهورة مقبولة لأمور:

الأمر الأول: أن القصة رواها ابن عدي رحمه الله وتبعه على ذكرها الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن عساكر في تاريخ دمشق والمزي في تهذيب الكمال والعراقي والحافظ ابن حجر والسخاوي وغيرهم من المحدثين ولم يطعن في صحتها أحد منهم.

الأمر الثاني: أن متنها ليس فيه ما ينكر فالبخاري _ رحمه الله _ جبل في الحفظ وقد اشتهر ذلك حتى صار كالمتواتر في حقه وقد عده بندار وأحمد بن حنبل من حفاظ الدنيا الذين انتهى إليهم الحفظ وينظر ما ذكر من قصص وأقوال عن الأئمة في قوة حفظه في: تاريخ بغداد (2/ 4 - 34) تاريخ دمشق لابن عساكر (52/ 50) تهذيب الكمال (24/ 430) طبقات الشافعية للسبكي (2/ 2 - 19) وغيرها.

الأمر الثالث: أن هذا من قبيل المبهم والرواة معروفون عند ابن عدي، وابن عدي من أئمة الجرح والتعديل المعتد بقولهم وليس هو ممن عرف بالتساهل في هذا الباب وهو يعتبر من طبقة المعتدلين وكتابه الكامل من أجل الكتب والذي يدل على سعة علمه ودقته وتمكنه من هذا الفن، وقد ذكر فيه كثيراً من الثقات؛ لأنه التزم أن يذكر كل من تكلم فيه بضرب من الضعف حتى إنه ذكر بعض رجال الصحيحين لكنه ينتصر لذلك ما أمكن كما ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء، وهذا وإن لم يكن تعديلا بذاته إلا أنه إذ انضم إلى ما سبق وما سيأتي يقوي جانب التعديل.

الأمر الرابع: أن ابن عدي ذكر هذا عن جمع من شيوخه لا عن راو واحد وهذا يقوي الرواية وفي صحيح مسلم وغيره ذكر الرواية عن جمع كقول مسلم: حدثني غير واحد من أصحابنا قالوا: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أخي عن سليمان (وهو ابن بلال) عن يحيى بن سعيد عن أبي الرحال محمد بن عبدالرحمن أن أمه عمرة بنت عبدالرحمن قالت سمعت عائشة تقول: سمع رسول الله (ص) صوت خصوم بالباب عالية أصواتهما وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول والله لا أفعل فخرج رسول الله (ص) عليهما فقال (أين المتألي على الله لا يفعل المعروف؟) قال أنا يا رسول الله فله أي ذلك أحب) برقم (1557)

وقال: حدثني بعض أصحابنا عن عمرو ابن عون أخبرنا خالد بن عبدالله عن عمرو بن يحيى عن محمد بن عمرو عن سعيد بن المسيب عن معمر بن أبي معمر أحد بني عدي ابن كعب قال قال رسول الله .. ) الحديث برقم (1605) وقد عد بعضهم هذا من قبيل المنقطع وليس بصحيح بل هو من قبيل المبهم الذي هو ضرب من الجهالة، وبعض ما يرويه مسلم من هذا الباب هو من طريق المتابعة والاستشهاد، والكلام على رأي مسلم في هذا الباب وتعقيبات المحدثين يطول.

وينظر: صيانة صحيح مسلم لابن الصلاح (ص 77) حول هذه الأحاديث.

والمقصود أن رواية الجمع في مثل هذا تقوي الإسناد، وكثيرا ما يختصر ذلك الأئمة عند شهرة الرواية أو معرفة الرواة أو كثرتهم كقول بعضهم:حدثني أصحاب ابن مسعود وحدثني أصحاب معاذ و حدثني أصحاب هذا الحي وحدثني غير واحد ونحو ذلك.

الأمر الخامس: أن هذه القصة لا يتعلق بها حكم شرعي وأهل العلم لا يشددون في باب السير والتراجم تشددهم في باب الأحكام والحلال والحرام.

الأمر السادس: أن مثل هذا الامتحان قد حصل مع غير البخاري من الأئمة مما يدل على أنه طريقة يصنعها بعض المحدثين:

1 - فقد فعله ابن معين مع أبي نعيم بحضور أحمد بن حنبل:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015