ثانيها: القرينة العرفية، وهي ما جاز في العقل وامتنع في العرف مثل مباشرة الملوك الكبار لبعض الأعمال تقول: عمر الخليفة بنى دارا، أي أمر بذلك، ومنه قوله تعالى حكاية عن فرعون: {يا هامان ابن لي صرحا} أي مر من يبني.
ثالثها: القرينة اللفظية: كقول الشاعر:
لدى أسد شاكي السلاح مقدف [كذا] ........... له لبد أظفاره لم تقلم
/ فقوله شاكي السلاح قرينة لفظية تدل على أن الممدوح رجل شجاع لا سبع وذلك كثير.
ومنه قوله تعالى: {الله نور السموات والأرض} أي منورهما بدليل قوله تعالى: {مثل نوره} لأن إضافة النور إليه تدل على أنه رب النور وخالقه، وأراد بالنور هنا نور العلم والهدى بدليل قوله {يهدي الله لنوره من يشاء} وقد تكون منفصلة في العموم والخصوص كقوله {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} في بيان المراد من قوله تعالى: {في يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة} فهذا في بيان المراد من نفي الخلة وإنه عن غير المتقين، وكذلك قد ورد م يبين أن نفي الشفاعة غير عام، وذلك قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} وقوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} وغير ذلك، وقد تكون قرينة التخصيص في كلام رسول الله ? كما في تخصيص الحائض بتحريم الصلاة مع عموم الأمر بها في عمومات القرآن والسنة وتخصيص ما لا تجب فيه الزكاة من الأموال مع عموم خذ من أموالهم صدقة وفي الحديث لا يأتي رجل مترف متك على أريكته يقول لا أعرف إلا هذا القرآن فما أحله أحللته وما حرمه حرمته ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا وإن الله حرم كل ذي ناب من السباع ومخلف من الطير، وهذا مخصص ومبين لقوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه} الآية فينبغي لحامل كتاب الله تعالى أن يستكمل العلم بمعرفة السنة، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبين لما أجمل من القرآن قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} وقال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 01:16]ـ
انتهت الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب النفيس، والحمد لله رب العالمين
[تنبيه]
الكتاب طبعة دار الكتب العلمية بدون تحقيق، وهي طبعة سقيمة، ومليئة بالتصحيف والتحريف، وأكثرها ظاهر للقارئ، والحمد لله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 10:13]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب،
ولمَن أراد المعارضة بين "الفوائد المنتقاة" والأصل، فلينظر هنا:
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=23360&postcount=1
ثم إنه قد وقعت عيني على: (ومن عادة الزمخشري التقوي بالقراءات العربية [الصواب الغريبة] على المعاني فكيف بالمشهورة المصححة والحمد لله كثيرا).اهـ
فأردت المقابلة، فوقفت على فائدتين - عَرَضا -:
(من شرط الإيمان وعزائمه: الإيمان بمتشابه القرآن، فمَن علم معناه: آمن به على اليقين، ومَن لم يعلمه: آمن به على الجملة). 141
(الزمخشري .. من محققي خصوم أهل السنة). 145
وفي الحقيقة الكتاب سمين ثمين، ولعلي أضع بين يديكم في وقت ما: "المستدرَك على الفوائد المنتقاة" ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 03:12]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل
والرابط الذي أحلتنا عليه طبعة أخرى غير التي رجعتُ إليها، ذكرتُ هذا للتنبيه فقط.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 03:13]ـ
يا شيخنا الفاضل إن أردت أن تفيد إخوانك فعليك بالفوائد المنتقاة من (العواصم والقواصم)؛ لأنني قرأت مختصره (الروض الباسم) فوجدته رائعا، ولكن ليس عندي وقت لقراءة الأصل (ابتسامة)
ـ[وائل النوري]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 03:28]ـ
الحمد لله
جزاك الله خيرا
"العقلاء ما زالوا يستدلون على حسن الكتب وعظم نفعها بمقدار صاحبها"
وكذا الفوائد المنتقاة (ابتسامة)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 04:51]ـ
عُلِم شيخنا العزيز .. وستقف إن شاء الله على ما رغبتَ في وقت ما .. (ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 05:15]ـ
الحمد لله
جزاك الله خيرا
"العقلاء ما زالوا يستدلون على حسن الكتب وعظم نفعها بمقدار صاحبها"
وكذا الفوائد المنتقاة (ابتسامة)
هذا من حسن ظنكم بتلميذكم الضعيف يا شيخنا الفاضل
ونتمنى أن تتحفونا هاهنا بموضوع مماثل لموضوعكم النفيس في أهل الحديث (وهذه فائدة قد تقع ... )، وغيره من موضوعاتكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - عز وجلec-2007, صباحاً 02:39]ـ
وستقف إن شاء الله على ما رغبتَ في وقت ما .. (ابتسامة)
يقولون: إن الله عز وجل أعرف المعارف.
فهل (في وقت ما) أنكر النكرات؟ .............. (ابتسامة)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - عز وجلec-2007, صباحاً 09:24]ـ
أبشر شيخنا
الانتقاء في خطتي الآجلة .. وأنا على إدخال السرور عليكم حريص حريص حريص ..
¥