فبعد أن انتهت قصة موسى عليه السلام لم يشعر القارىء بنقلة مفاجئة، بل هناك تدرج في الانتقال وهذا ما يسمى بحسن التخلص، وعلى إخواننا الخطباء والمتحدثون أن يراعوه، فبعض الخطباء يقسمون خطبتهم إلى عناصر، ويكون الانتقال من عنصر إلى اّخر انتقالا مفاجئا متكلفا، لكن المهارة في الانتقال الحسن الذي يشعر المستمع بترابط أجزاء الخطبة.
13 - الصلاة والدعوة إليها سبب للرزق:
" وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) "
14 - الدنيا قصيرة جدا:
" وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) "
فتشبيه الحياة بالزهرة فيه دلالة على قصر الدنيا، فهي كالزهرة التي تكون خضراء مزهرة، ثم لا تلبث بعد أن تذبل وتموت.
15 - تكرير الوعيد منهج قراّني:
" وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) "
قال الجلال المحلي رحمه الله في قوله صرفنا:كررنا.
وهذا فيه رد على من ينكر على الدعاة تكريرهم الوعيد والتحذير من عذاب القبر والنار وأهوال القيامة.
16 - نفي المفسدين ومنعهم من نشر فسادهم هو منهج الأنبياء:
" قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) "
فلما كان السامري من المفسدين نفاه موسى عليه السلام، وعاقبه الله تعالى بأنه لا يمس أحد و لا يمسه أحد، وهكذا لا بد أن يكون التعامل مع رءوس الكفر والبدع، فلا بد أن يحول السلطان بينهم وبين الناس؛ حتى لا يفتنوا بهم، وهذا فيه رد على المتشدقين بحرية الفن والإبداع - هكذا دون أي ضوابط! -.
17 - تحطيم التماثيل منهج الأنبياء:
" قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) "
لم يقل موسى عليه السلام هذه من مظاهر حضارات الأمم!
18 - عداء العلم الشرعي صفة الكافرين:
" مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) "
فالقراّن والعلم سبب للرحمة والنور والهداية فيالدارين، وليس سببا للشقاوة كما زعم الكافرون، وهكذا المنافقون في كل عصر تجدهم مبغضين للعلم الشرعي والعلماء.
19 - التعريف بالعدو منهج رباني:
" فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) "
فلا بد أن تعرف أمتنا حقيقة الصهيونية والماسونية والعالمانية والروافض ..... إلخ
20 - من أسلحة الباطل في مواجهة الحق:
أ - الترهيب:
" قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) "
وهذا أسلوب الطواغيت في كل عصر ومصر!
ب - الترغيب:
" فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) "
فقد استخدم إبليس أسلوب الإغراء والشهوات، كما يصنع أرباب القنوات والمواقع الإباحية وغيرهم ممن يفسدون الأمة بالشهوات.
ج- التضليل والتلبيس:
* "فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58) "
* " فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88)
وما أشبه اليوم بالبارحة! ما أكثر الشبهات والتلبيسات والنظريات الكفرية في عصرنا!
يتبع إن شاء الله
¥