ولا أرى أن تمنع الطالب من الكتاب متى طلبه-مع مراعاتك الشروط السابقة–حتى لا تندرج تحت قوله تعالى: (لتبيننه للناس ولا تكتمونه) [14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn14)، وقوله تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه لللناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنه اللاعنون) [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn15).

وقوله-: (من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار) [16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn16).

قال الشيخ محمد صالح المنجد في كتابه (كيف تقرأ كتاباً) [17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn17): ( ينبغي على القارئ أن يحافظ على كتابه، سواء كان ملكاً له أو: لغيره، وذلك لتستمر الاستفادة منه، والكتاب المحفوظ المصون ينشرح الصدر للقراءة فيه، وكان علماؤنا–رحمهم الله-يعتنون بكتبهم اعتناءاً شديداً.

فيقول قائلهم: (لا تجعل كتابك بوقاً ولا صندوقاً) أي: لا تلوه على بعضه فيكون كهيئة البوق ولا تكثر من وضع الأشياء فيه فيكون بمثابة الصندوق وكلا الأمرين مما يجعل بتلف الكتاب، وبلغ من دقة أهل العلم في هذا الأمر أنهم ذكروا صفة وضعه عند القراءة فمما قاله بعضهم–يوصي بالكتاب خيراً:

(وأنه لا يفرش لكيلا يتقطع حبله بسرعة، ولا يوضع على الأرض مباشرة وإنما فوق خشبة لئلاَّ يبتل، وإذا وضعه على خشبة وضع فوقها أو: تحتها جلداً، أو: بينه وبين الحائط يضع جلداً، أو: بينه وبين الحائط يضع جلداً).

وللمحافظة على الكتاب ينبغي تلافي الأوضاع الخاطئة التي تعرض الكتاب للتلف أو: التمزق، ومنها:

1 - وضع الكتاب مقلوباً، أو: تركه مفتوحاً لفترة طويلة.

2 - فتح الكتاب بقوة، أو: فرك الصفحات باليد، أو: بلَّ الأصبع باللعاب الكثير لتقليبها.

3 - وضع الكتب بعضها فوق بعض، وإنما ينبغي أن تكون جنباً إلى جنب.

4 - وضع الكتب ذات القطع الكبير فوق الكتب ذات القطع الصغير مما يتسبَّبُ في سقوطها وانخلاع أغلفتها.

5 - وضع الكتب بشكل مائل في المكتبة، والصحيح أن توضع بشكل قائم.

6 - تقليب الصفحات بشدة أو: بسرعة وعصبية، وينبغي عدم اللجوء إلى العنف والعشوائية في فتح الصفحات الملتصقة نتيجة لخطأ القصَّ في المطبعة وإنما تستخدم السكين أو: الفتَّاحة المخصصة لهذا العرض، وليكن فتح جميع الصفحات الملتصقة متوالياً حتى لا يحتاج القارئ إلى التوقف المتكرر عن القراءة.

7 - احتكاك الكتب أثناء تحريكها بجسم صلب كزوائد الخشب وأطراف الحديد.

8 - استخدام الكتب كمخدة أو: مروحة أو: مكبس، أو: مسند، أو: متكأ، أو: مقتلة للبق، أو: مائدة لوضع طعام أو: شراب، رأى بعض الحكماء رجلاً قد جلس على كتاب، فقال: (سبحان الله! يصون ثيابه ولا يصون كتابه، لصون الكتاب أولى من صون الثياب) [18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn18).

وينبغي حماية الكتب مما يتساقط عليه من الأطعمة والأشربة وخصوصاً أثناء السفر والرحلات والقراءة على مائدة الطعام.

9 - طي حاشية الورق أو: زاويتها ليعلّم المكان الذي وقف عنده مثلاً.

وينبغي بدلاً من ذلك وضع إشارة خفيفة قابلة للإزالة، وكان العلماء يكتبون كلمة (بلغ) للدلالة على المكان الذي وصل إليه.

–ولكن بشرط أن تكتب كلمة (بلغ) بقلم الرصاص ليتم إزالتها بسهولة- ويمكن وضع علامة رقيقة كورقة أو: خيط في المكان الذي وصل إليه ويجتنب استخدام عود أو: شيء جاف.

10 - الكتابة بأقلام غليظة أو: الكتابة بقسوة أو: بقلم ريشته حادة وخصوصاً أثناء التصحيح مما يؤدي إلى تخريق صفحات الكتاب، وكذلك من المؤسف ما يقوم به البعض من تشويه شكل الكتاب ومنظره من الداخل والخارج بالإشارات الغليظة والرسوم المختلفة على الكتاب أثناء القراءة.

11 - الإهمال في استخدام الأقلام ذات الحبر السائل عند الكتابة على الكتاب وينبغي تحاشي المواد التي تترك أوساخاً أو: آثاراً على اليد كالأحبار، لأنها تنتقل عند المسك والإرتكاز والحمل من يد الكاتب إلى الكتاب.

12 - إهمال الصفحات التي تعرَّضت للشق أو: الخرق، وعدم الإسراع في رتقها وإصلاحها بالشريط اللاصق، وإذ صارت غير قابلة للإصلاح فيمكن تصويرها وإلصاق الصورة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015