ز- وبعث الله دولة التوحيد والسنة ومنهاج النبوة في الدين والدعوة لتجديد دينه بالعودة به إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه (بعد أن اجتالت شياطين الفاطميين والعثمانيين ومن بينهما الناس عن الفطرة التي فطرهم الله عليها) فاهتم علماؤها بتعليم الأمة دينها الحق وردها إلى تدبر القرآن، ولم يهتم أحد منهم بمجرد الحفظ والتحفيظ الذي هو مبلغ علم وتعبد الجاهلين من عوام العجم ثم العرب.
وجاء ما يسمى (الصحوة الإسلامية) التي غلب عليها الفكر والعاطفة والشكل ونأت عن علوم الشريعة وعلمائها فانتشرت بدعة التحفيظ المجرد عن التدبر والتفقه في الدين تحت أسماء: (مكتبات المساجد)، و (دور القرآن)، و (جمعيات التحفيظ)، و (جمعيات المحافظة على القرآن). وركبها الحزبيون والحركيون والجهاديون في سبيل الهوى، وجامعوا التبرعات لأغراض شتى؛ أكثرهم يحسبون أنهم مهتدون ولكنهم مخالفون لشرع الله وسنة رسوله وسبيل المؤمنين في الدعوة إلى كتاب الله والعمل به.
واختار ولاة الأمر في دولة التوحيد والسنة (بتوفيق الله لهم) إنشاء مدارس باسم تحفيظ القرآن على منهاج النبوة تقدم لأبناء وبنات المسلمين العلوم الشرعية أولاً، وثانياً: حفظ القرآن {على مُكثٍ} بحيث يتعلم الطفل الإيمان ثم يتعلم القرآن كما فعل الصحابة رضي الله عنهم. وفيما يتعلق بحفظ القرآن فإنه يتم في تسع سنوات (ابتدائية ومتوسطة) وتخصص السنوات الثلاث الأخيرة (الثانوية) لمراجعة الحفظ. واليوم بفضل الله توجد في المملكة المباركة (حسب إحصائية تلقيتها من وزارة التربية والتعليم): (850) مدرسة للبنين و (1015) مدرسة للبنات يتعلم فيها: (124,627) طالب وطالبة إضافة إلى حلقات التحفيظ الاختيارية التي تقدمها مدارس الوزارة الأخرى ضمن النشاط المدرسي الإضافي، ولا يقل عدد المشتركين فيها عن عدد طلاب مدارس التحفيظ الحكومية. فلم تعد هناك حاجة لجمعيات التحفيظ المبتدعة. وفي مدارس التحفيظ وحلقاته التابعة لوزارة التربية والتعليم ما يكفي لتحقيق طموح الناشئ لتعلم القرآن تدبراً وفقهاً ثم حفظاً ويغني عن جمعيات التحفيظ المجرد من التدبر التي ابتدعها عابد باكستاني جاهل بشرع الله فتلقفها في المملكة المباركة العاطفيون والحركيون والحزبيون. وفي المدارس الحكومية يسهل الإشراف المباشر عليها لتجنب أو تقليل ما يجب الحذر منه من معاصي الشبهات والشهوات التي عانت منها أجهزة الأمن وهيئات الأمر والنهي. أما البدعة الجديدة: حفظ القرآن أو الحديث في (60) يوماً فمجانبة للشرع والعقل.
ـ[البدراوي]ــــــــ[13 - صلى الله عليه وسلمpr-2009, مساء 07:41]ـ
قال الامام مالك لما سال هل يام القوم اقراءهم لكتاب الله فقال كم قارئ للقران وهو ليس له اهل