خاطرة:تقديم لذة العلم على لذة ملاقاة الإخوان

ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - صلى الله عليه وسلمpr-2007, صباحاً 12:03]ـ

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

لابد لطالب العلم إذا كان يريد الوصول الى المراتب المنيفة في العلم والدرجات العالية في الفهم والجري في مضمار أهل الاجتهاد المطلق وعدم الرضا بما دون الغاية

لابد لمن أراد ذلك وسعى له ووضعه هدفا لحياته التي يعيش

أن يقدم لذة العلم وحفظه ودرسه وحل مشكلاته والغوص على معانيه الدقيقة وأسراره العويصة على لذة ملاقاة الإخوان والسرور بقربهم والأنس بوصلهم ووصالهم

وقد فهم سلفنا هذا المعنى وضربوا لنا فيه الأمثال رحمهم الله

وقد رأيتنا _ نحن طلبة العلم _في هذا الزمان غفلنا عن هذا المعنى وأهملناه ...

فما أكثر زياراتنا وارتباطاتنا ....

وما أكثر معارف الواحد منا وأصحابه يكاد يكون أفراد الحي بأكمله من أصحابه وإخوانه ....

وبالجملة من عظمت لذة العلم في قلبه واشتدت قدمها على باقي اللذات

ولا يكفي في تحقيق هذا علو الهمة في الطلب بل لابد من الإخلاص فيه لأن البعد عن الإخوان والخلوة بالعلم وكتبه غربة ولا يصبر على الاغتراب إلا المخلص

قال عبد الله مارأيت أصبر على الوحدة من أبي _ يعني أحمد _ وقد كان بِشر يخرج إلى هذا وإلى هذا أو نحو ما قال

قال بعضهم:

لمحبرة تجالسني نهاري ******* أحب إلىّ من أنس الصديق

ورزمة كاغد في البيت عندي ******* أحب إلىّ من عدل الدقيق

ولطمة عالم في الخد مني******* ألذ لدىّ من شرب الرحيق

وبعث أحمد بن شجاع غلامه لابن الأعرابي يسأله المجيء إليه فعاد إليه وقال قد سألته فقال عندي قوم من الأعراب فإذا قضيت أربي معهم أتيت قال الغلام ولم أر عنده أحدا إلا أن بين يديه كتبا ينظر فيها ثم ما شعرنا حتى جاء فقال له أحمد بن شجاع يا أبا عبد الله تخلفت عنا وحرمتنا الأنس بك فقال ابن الأعرابي منشدا:

لنا جلساء ما نمل حديثهم ****** ألبّاء مأمونون غيبا ومشهدا

يفيدوننا من علمهم علم ما مضى****** وعقلا وتأديبا ورأيا مسددا

بلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة ******* ولا نتقي منهم لسانا ولا يدا

فإن قلت أموات فما أنت كاذبا ****** وإن قلت أحياء فبست مفندا

وقال بعضهم:

العلم آنس صاحب ****** أخلو به في وحدتي

فإذا اهتممت فسلوتي ****** وإذا خلوت فلذتي

وكان عبدالله بن عبدالله بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز لا يجالس الناس وينزل مقبرة فكان لا يكاد يرى إلا وفي يده دفتر

فسئل عن ذلك فقال _ واسمعوا إخواني لما قال نسأل الله ألا يمقتنا _:

" لم أر قط أوعظ من قبر ولا أمتع من دفتر ولاأسلم من وحده"

وفي المدارك لعياض رحمه الله:

جاء صديق لأبي عمر أحمد بن عبد الملك الإشبيلي في عيد زائرا له فجلس وأبطأ عليه أبو عمر فأوصى إليه صديقه فخرج وهو ينظر في كتاب فلم يشعر بصديقه حتى عثر فيه ....

ومكث الشخ سليمان العلوان خمسة عشر عاما معتزلنا في الطلب لا يعرف إلا اثنين أو ثلاثة من أهل المسجد الذي يصلي فيه كذا قرأت في ترجمته

نسأل الله العفو والعافية

والله أعلم

ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[17 - صلى الله عليه وسلمpr-2007, مساء 02:26]ـ

خاطرة في محلها جزاك الله خيرا.

والأخطر: تقديم لذة العلم على نية العمل به. فبعضنا يلتذ بتحصيل العلم لمجرد انكشاف المجهول وحصول المعلوم [1]، وهذة لذة دنيوية لا نفع فيها مالم تكن مسبوقة ومصحوبة بنية العمل و البذل.

========================

[1] قد أشار إلى ذلك ابن تيمية في "الرد على المنطقيين".

ـ[خباب الحمد]ــــــــ[26 - صلى الله عليه وسلمug-2007, مساء 08:01]ـ

أرى أن يتوازن المرء بين تلقي العلم وملاقاة الإخوان.

ثمَّ ما المانع لملاقاة الإخوان والتدارس معهم في المسائل العلمية والقضايا الفكرية المعاصرة، وتطارح هموم الأمَّة المسلمة بلغة شرعية وفهم ثاقب ووعي سديد ........

والله ولي التوفيق

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - صلى الله عليه وسلمug-2007, صباحاً 12:48]ـ

بارك الله فيك

لاشك أن لذة العلم تطغى كثيرا على استحضار الإخلاص فيه، قال أبو داود لأحمد كتبت الحديث بنية؟

قال: شرط النية شديد، ولكن حبب إلي فجمعته!

ولابد لطالب العلم الجاد أن يضحي كثيرا ولا بد من التقلل من اللقاء إلا بما فيه زيادة فائدة.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - صلى الله عليه وسلمug-2007, صباحاً 12:52]ـ

وقال شيخ الإسلام في الفتاوى 10/ 405:

وَأَمَّا اعْتِزَالُ النَّاسِ فِي فُضُولِ الْمُبَاحَاتِ وَمَا لَا يَنْفَعُ وَذَلِكَ بِالزُّهْدِ فِيهِ فَهُوَ مُسْتَحَبٌّ وَقَدْ قَالَ طاوس: نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ بَيْتُهُ يَكُفُّ فِيهِ بَصَرَهُ وَسَمْعَهُ. وَإِذَا أَرَادَ الْإِنْسَانُ تَحْقِيقَ عِلْمٍ أَوْ عَمَلٍ فَتَخَلَّى فِي بَعْضِ الْأَمَاكِنِ مَعَ مُحَافَظَتِهِ عَلَى الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ فَهَذَا حَقٌّ ..

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - صلى الله عليه وسلمug-2007, صباحاً 12:54]ـ

وهل ما نحن فيه هنا في الموقع من ملاقاة الإخوان والإنس بهم؟ أم هو من لذة العلم؟ أو أنه جمع بين الأمرين؟

الظاهر الأخير.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015