وعبر الفرس النهر في الصباح ونظموا جيشهم، ونظم سعد جيشه وحثهم على السمع والطاعة لنائبه خالد بن عرفطة لأن سعداً أصابته دمامل في فخذيه وإليتيه فكان ينام على وجهه وفي صدره وسادة، ويقود المعركة من فوق قصره، وصلى المسلمون الظهر وكبر سعد التكبيرة الأولى فاستعدوا، وكبر الثانية فلبسوا عدتهم، وكبر الثالثة فنشط الفرسان، وكبر الرابعة فزحف الجميع، وبدأ القتال والتلاحم.
ولما رأت خيل المسلمين الفيلة نفرت وركز الفرس ب (17) فيلاً على قبيلة بجيلة ( http://majles.alukah.net/w/index.php?title=%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم8%عز وجل8%صلى الله عليه وسلمC%عز وجل 9%8صلى الله عليه وسلم%عز وجل9%84%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم9&action=edit&redlink=1) فكادت تهلك، فأرسل سعد إلى بني أسد ( http://majles.alukah.net/wiki/%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم8%عز وجل9%86%عز وجل9%8صلى الله عليه وسلم_%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم3%عز وجل8%رضي الله عنه 3%عز وجل8%صلى الله عليه وسلمF) أن دافعوا عن بجيلة فأبلوا بلاء حسناً وردوا عنهم هجمة الفيلة، ولكن الفيلة عادت للفتك بقبيلة أسد، فنادى سعد عاصم بن عمرو التميمي ليصنع شيئاً بالفيلة، فأخذ رجالاً من قومه فقطعوا حبال التوابيت التي توضع على الفيلة فارتفع عواؤها فما بقي لهم فيل إلا أعري وقتل أصحابه ونفّس عن قبيلة أسد، واقتتل الفريقان حتى الغروب وأصيب من أسد تلك العشية خمسمائة كانوا ردء للناس وهذا هو اليوم الأول من المعركة ويسمى أرماث وهو الرابع عشر من المحرم.
وفي اليوم الثاني أصبح القوم فوكل سعد بالقتلى والجرحى من ينقلهم وسلم الجرحى إلى النساء ليقمن عليهم، وفي أثناء ذلك طلعت نواصي الخيل قادمة من الشام وكان في مقدمتها هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ( http://majles.alukah.net/w/index.php?title=%عز وجل9%87%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل 8%رضي الله عنه4%عز وجل9%85_%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم8%عز وجل9%86_%عز وجل8%رضي الله عنه9 %عز وجل8%صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم8%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم9_%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم8%عز وجل9%8 6_%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم3%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم8%عز وجل9%8صلى الله عليه وسلم_%عز وجل9%88%عز وجل9 %82%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل8%رضي الله عنه5&action=edit&redlink=1) والقعقاع بن عمرو التميمي ( http://majles.alukah.net/wiki/%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل9%84%عز وجل9%82%عز وجل8%رضي الله عنه9%عز وجل9%82 %عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل8%رضي الله عنه9_%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم8%عز وجل9%86_%عز وجل8% رضي الله عنه9%عز وجل9%85%عز وجل8%رضي الله عنه1%عز وجل9%88_%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل9 %84%عز وجل8%صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم%عز وجل9%85%عز وجل9%8صلى الله عليه وسلم%عز وجل9%85%عز وجل9 %8صلى الله عليه وسلم)، وقسم القعقاع جيشه إلى أعشار وهم ألف فارس وانطلق أول عشرة ومعهم القعقاع فلما وصلوا تبعتهم العشرة الثانية وهكذا حتى تكامل وصولهم في المساء، فألقى بهذا الرعب في قلوب الفرس فقد ظنوا أن مائة ألف قد وصلوا من الشام فهبطت هممهم ونازل القعقاع (بهمن جاذويه) أول وصوله فقتله ولم ير أهل فارس في هذا اليوم شيئاً يعجبهم فقد أكثر المسلمون فيهم القتل ولم يقاتل الفرس بالفيلة في هذا اليوم لأن توابيتها قد تكسرت بالأمس فاشتغلوا هذا اليوم بإصلاحها وألبس بعض المسلمين إبلهم فهي مجللة مبرقعة وأمرهم القعقاع أن يحملوا على خيل الفرس يتشبهون بها بالفيلة ففعلوا بهم هذا اليوم وهو يوم أغواث كما فعلت فارس يوم أرماث فجعلت خيل الفرس تفر منها وقاتلت الفرس حتى انتصف النهار فلما اعتدل النهار تزاحفوا من جديد حتى انتصف الليل فكانت ليلة أرماث تدعى الهدأة وليلة أغواث تدعى السواد.
أصبح القوم لليوم الثالث وبين الصفين من قتلى المسلمين ألفان ومن جريح وميت من الفرس عشرة آلاف، فنقل المسلمون قتلاهم إلى المقابر والجرحى إلى النساء، وأما قتلى الفرس فبين الصفين لم ينقلوا.
وبات القعقاع لاينام فجعل يسرب أصحابه إلى المكان الذي فارقهم فيه بالأمس وقال: إذا طلعت الشمس فأقبلوا مائة مائة، ففعلوا ذلك في الصباح فزاد ذلك في هبوط معنويات الفرس.
وابتدأ القتال في الصباح في هذا اليوم الثالث وسمي يوم عمواس، والفرس قد أصلحوا التوابيت فأقبلت الفيلة يحميها الرجالة فنفرت الخيل، ورأى سعد الفيلة عادت لفعلها يوم أرماث فقال لعاصم بن عمرو ( http://majles.alukah.net/w/index.php?title=%عز وجل9%84%عز وجل8%رضي الله عنه9%عز وجل 8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل8%رضي الله عنه5%عز وجل9%85_%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم8%عز وجل9%86_ %عز وجل8%رضي الله عنه9%عز وجل9%85%عز وجل8%رضي الله عنه1%عز وجل9%88&action=edit&redlink=1) والقعقاع: اكفياني الفيل الأبيض وقال لحمال والربيل: اكفياني الفيل الأجرب، فأخذ الأولان رمحين وتقدما نحو الفيل الأبيض فوضعا رمحيهما في عينيه فنفض رأسه وطرح ساسته ودلى مشفره فضربه القعقاع فوقع لجنبه، وحمل الآخران على الفيل الأجرب فطعنه حمال في عينه فجلس ثم استوى وضربه الربيل فأبان مشفره فأفلت الأجرب جريحاً وولى وألقى نفسه في النهر واتبعته الفيلة وعدت حتى وصلت المدائن، ثم تزاحف الجيشان فاجتلدوا وسميت هذه الليلة ليلة الهرير، وفي هذه الليلة حمل القعقاع وأخوه عاصم والجيش على الفرس بعد صلاة العشاء فكان القتال حتى الصباح، وانقطعت الأخبار عن سعد ورستم فلم ينم الناس تلك الليلة وكان القعقاع محور المعركة.
فلما جاءت الظهيرة كان أول من زال عن مكانه الفيرزان والهرمزان فانفرج القلب وأرسل الله ريحاً هوت بسرير رستم وعلاه الغبار ووصل القعقاع إلى السرير فلم يجد رستم الذي هرب واستظل تحت بغل فوقه حمله فضرب هلال بن علفة التيمي من بني الرباب الحمل الذي تحته رستم وهو لايعرف بوجوده فهرب رستم إلى النهر فرمى نفسه ورآه هلال فتبعه وارتمى عليه فأخرجه من النهر ثم قتله ثم صعد طرف السرير وقال: قتلت رستم ورب الكعبة إلي إلي.
فانهارت حينئذ معنويات الفرس فانهزموا وعبروا النهر فتبعهم المسلمون يخزونهم برماحهم فسقط من الفرس في النهر ألوفا.
وقتل من المسلمين ليلة الهرير ويوم القادسية ألفان وخمسممائة، ومن الفرس في الليلة نفسها عشرة آلآف ولحق زهرة بن الحوية التميمي ( http://majles.alukah.net/w/index.php?title=%عز وجل8%رضي الله عنه2%عز وجل9%87%عز وجل 8%رضي الله عنه1%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم9_%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم8%عز وجل9%86_%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7 %عز وجل9%84%عز وجل8%صلى الله عليه وسلمعز وجل%عز وجل9%88%عز وجل9%8صلى الله عليه وسلم%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم9 _%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل9%84%عز وجل8%صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم%عز وجل9%85%عز وجل9%8 صلى الله عليه وسلم%عز وجل9%85%عز وجل9%8صلى الله عليه وسلم&action=edit&redlink=1) الجالينوس فقتله.