في القرآن الكريم يقول الله عز وجل: " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) " فإذاً الناس الذين رأوا المسيح يقتل، رأوا شخصاً مشابهاً له.
فإذاً ما هذا الذي بين أيدينا؟؟ سيرة المسيح وأكثر من 75% منها منقحا.
والآن ها قد حصلت على النتيجة وهي بين يدي: المسيح هو ليس الله، ولا حتى ابن الله .. خفت كثيراً وقلقت لدرجة لا تصدق.
كل هذه السنوات؟ 24 سنة من حياتي وأنا أدرس نظريات غير معتمدة من الانجيل والتوراة. 24 سنة من حياتي أعبد الله بطريقة
24 سنة من حياتي ذهبت سدى، إنها كذبة محققة.
أردت الانتحار، شعرت أن الأرض تهتز من تحت قدمي، وأصابني الرعب.
أردت أن أرجع الى بداية المطاف وأبحث من جديد لأثبت العكس، ولكني صمت قليلاً، لا أعرف ما الذي سيحدث بعدها .. شعرت أنني أدمر حياتي.
وصرت أفكر .. أنا أؤمن أن المسيح الآن هو انسان نبي مرسل من الله سبحانه وتعالى، وأنا أؤمن بجميع الأنبياء الذين قبله .. ولكن كانت لدي هناك مشكلة بسيطة مع النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
في الحقيقة لم أتعلم شيئاً عن حياته، وكل ما أعلمه هي معرفة بسيطة عن طريق المسيحية الذين زرعوا في داخلي هذه الأفكار عنه (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم)، ولكن تساءلت: كيف يعظمه المسلمون طوال الوقت؟؟
قلت، كيف يمكن أن تكون هذه مشكلة والقرآن الكريم أتى من عند الله من خلال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟ إنه حقاً لرجل متميز .. أعظم الخلق (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) إذاً فهي ليست مشكلة أبداً أن أؤمن بنبي آخر وهو خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. وهو على أية حال هو صاحب رسالة سماوية كالمسيح تماما، إذن أنا لم أبتعد كثيرا المسأله لا تعدو كونها إعادة ضبط عقيدتي وفق توجه صحيح. بالاضافة أنني أعلم أن هناك إنجيل خامس غير قانوني أو شرعي لدى المسيحية إسمه (برنابا) لأن هناك الآية التي يقول فيها المسيح: سيأتي بعدي نبي اسمه أحمد) ويحدثنا أيضاً أن المسيح عليه السلام شبّه به ولم يمت على الصليب بل ارتفع عندما حاول الجند الإمسا ك به.
تركت غرفتي بعد تأمل طويل وتفكير عميق في البحث، واتصلت مع أصدقائي المسلمين الذين لم أرهم منذ شهرين على الأقل. وذهبت لرؤيتهم. فعلاً كنت أصلي الى الله وأبكي: "إذا كان هو الطريق الصحيح، فغير حياتي، وإذا لم تكن فاجعلني أموت في حادث سيارة قبل أن أصل إليهم واجعلني أدخل الجنة .. فكل ما أريده هو الحقية ومرضاتك يارب، وكل ما أبغيه هو الجنة"
وهكذا وصلت الى أصدقائي ودموعي تذرف من عيني، فاعتقدوا أن شيئاً مكروهاً قد حدث لي، وكان هناك زوجي الحالي مصطفى، وكان الجميع ينتظر مني أن أتكلم ليعلموا حقيقة أمري، ثم قلت:
أشهد أن لا إله الاّ الله .. وأشهد أن محمد رسول الله
عم الصمت المكان لعدة دقائق والجميع يرمقني بدهشة، ثم قال مصطفى ساخراً: "أسكتي .. ولا تكذبي"
أذكر أن ذلك كان يوم الثالث من أكتوبر عام 2005.
قلت له: "أنا لا أكذب، وبدأت بالبكاء والشهيق"
قال: "لي مستغرباً، لقد قلت المرة الأخيرة في نقاشنا أنه لو قلت الشهادتين وأنت لا تؤمني بها فهذا لا يعني أنك أصبحت مسلمة! فكفى كذباً"
قلت له: "أنا لا أكذب، غداً سيكون أول يوم في رمضان، والآن ستعلمني كيف أتوضأ وكيف أصلي وكل شيء عن ديني الجديد "
عندما سمعني أقول ذلك ورأى الاصرار في عيني، أجهش بالبكاء من شدة فرحته وإنفعاله الشديدين ورحّب بي في الاسلام ترحيباً حاراً
وفعلاً تعلمت الصلاة والكثير من إمور الإسلام في ليلة واحدة، واشتريت حجاباً وبدأت أمارس عبادتي على أساس من عقيدتي الجديدة. ولكني أخفيت اسلامي عن العائلة لمدة أسبوعين.
¥