(والناس إذا لم يجدوا عيباً لأحد وغلبهم الحسد عليه له أحدثوا له عيوباً ..

فاقبلوا الوصية ولا تلتفتوا إلا إلى ما صح من الأخبار واجتنبوا أهل التواريخ

فإنهم ذكروا عن السلف أخباراً صحيحة يسيرة ليتوسلوا بذلك إلى رواية

الأباطيل فيقذفوا فى القلوب مالا يرضاه الله تعالى وليحتقروا السلف ويهونوا

الدين وهو أعز من ذلك وهم أكرم منا فرضى الله عن جميعهم).

ويقول إمام الحرمين أبو المعالى الجوينى فى كتابه غياث الأمم فى التياث الظلم:

(بهم أقيمت دعوة الحق وأثبتت الملة وارتدت مناظم الكفار منكوسة

ومعالمهم معكوسة وبذل عظيم الروم الجزية والدنية وصارت المسالمة والمتاركة له

أغلى الأمنية فقد انبسطت هيبة الإسلام على الأصقاع القصية وأطلت على

قمم الماردين رايته العلية)

*****************************

ولذا: عليك أن تحذر:

مما وضعه هؤلاء الحاقدين عن الخلفاء من أباطيل وأكاذيب وافتراءات

ومغالطات سواء كان ذلك: فى الدولة الأموية أو العباسية أوالعثمانية:

وصونوا أسماعكم وأبصاركم أيها المسلمين عن مطالعة الباطل ولا تسمعوا

فى خليفة مما ينسب إليه ما لا يليق ويذكر ما لا يجوز نقله لتكونوا على منهج

السلف سائرين وعن الباطل ناكبين.

فخلفاء المسلمين بذلوا الأرواح وركبوا إلى الموت أجنحة الرياح وواصلوا

المساء بالصباح متشوقين إلى منهل المنايا على هزة وارتياح .. ركنوا للموت

وتنادوا لابراح وما وهنوا وما استكانوا وإن عضهم السلاح وفشى فيهم

الجراح حتى أهب الله رياح النصر من مهابها ورد شعائر الحق إلى نصابها.

وما أثبته وتشبث به الطاعنون من هنات وعثرات لو سلم لهم ما يدعون

وتوبعوا فيما يأتون ويذرون وغض عنهم طرف الإنتقاد فيما يبتدعون

ويخترعون: فأين يقع ما يقولون .. ؟!

أليس بهؤلاء الخلفاء كان انحصار الكفار فى أقاصى الديار؟!

أليسوا فى خلافتهم قد أذلوا الكفر وأهله حتى امتلأت القلوب منهم رعبا وفزعا ..

ألم يؤرقوا نومهم ألم يزلزلوا قلوبهم ألم يقلقوا سهادهم حتى أصابهم الذعروالهلع.

هؤلاء الخلفاء ملكوا الأرض بما فيها وما عليها .. ملكوا مشارقها ومغاربها ..

تحكموا فى جميع أنحاء ممالكها .. برها وبحرها .. واديها وسهلها .. زرعها

وجبلها .. علت راية الإسلام فى عهودهم مرفرفة خفاقة وكانت الدولة

الإسلامية فى خلافتهم دولة أبية مهيبة ذات عزة وقوة منيعة.

****************************** ******************** **************

سعيد شويل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015