الشاعر محمد سعيد الحبوبي \ بقلم فالح الحجية

ـ[فالح الحجية]ــــــــ[14 - عز وجلec-2010, مساء 12:56]ـ

محمد سعيد الحبوبي

(الشاعرالثائر)

ولد أبو علي السيّد محمد سعيد بن السيّد محمود الحسني الشهير بحبوبي في مدينة النجف الاشرف في الرابع من جمادي الاخرةمن سنة 1266هجرية الموافق للخامس عشر من ايار\ 1849 ميلادية

يعد من أشهر مشاهير عصره، تعلم في الكتاتيب والمساجد

القراءة والكتابة وتتلمذ على ايدي علماء كانت لهم المكانة العليا في الادب والثقافة والعلم

فقد أخذ الأخلاق والرياضيات على الأخلاقي الكبير ميرزا حسين قلي وأكثر من صحبته والحضور عنده مدة حياته، فاكتسب منه طريقته الأخلاقية التي جعلته وحيداً بفضيلتها بين كبار اصحابه من النجفيين، ودرس الفقه والأصول ردحاً من الزمن عند الأستاذ الكبير الشيخ محمد حسين الكاظمي ـ المتوفى 1308هـ ـ إذ كان هو المدرس العربي الوحيد في زمانه، وبعد وفاة استاذه درس عند الشيخ محمد طه نجف فكان من أساطين من حضروا عنده، وقد أيده الشيخ بكلمات كثيرة اعلت منزلته بين الفضلاء وجعلته في الطبقة الأولى منهم،

انقطع للتدريس والتأليف حتى أصبح معدودا من كبارالعلماء المجتهدين، يُرجَع إليه في المسائل الصعبة اوالمشكلة.

اتجه صوب المجتمع فكان ولوعاً بتكوين الحلقات الأدبية التي تصقل المواهب وتثيرها. والتحق ببعض رجال أسرته الذين عرفوا باشتغالهم بالتجارة بين نجد والنجف. كان يغرد بألوان من الشعر لم يعهد النجف لها مثيلاً، ويتحف المحافل والأندية بقطع من قلبه الرقيق وروحه الكبيرة. واستطاع أن يتملك امور قول الشعر، ويترأس الحلقات الدراسية التي ضمت النوابغ والفحول من أرباب الأدب، فانضوى تحت رايته أكابر الشعراء، وانتسب إلى حضيرته معظم الأدباء في النجف.

ا لحبوبي شخصية ذات تأريخ واسع وحياة مليئة بالصور والخواطر والبطولات، فقد كان إنساناً لم يفهم غير الحق هدفاً أسمى، ولا غير الدين ناموساً أعلى، ولا غير الفضيلة نهجاً صحيحاً، فشب على ذلك واستمر حتّى شاب وحتى ارتحل إلى الفردوس الأعلى. ان تاريخ الحرب العالمية الأولى شاهد على جهاده وقد خصص صفحة مشرقة لجهاد السيّد الحبوبي، وأفرد فصلاً لبطولته وعزمه الملتهب في حفظ كيان الإسلام والمسلمين ..

أعلن الجهاد ضد الاستعمار الإنكليزي في السادس عشر من المحرم من عام 1333 هـ، وما أن انتشر خروجه حتّى لحقت به الجموع المحتشدة من الذين نذروا أنفسهم لصون كرامتهم ودينهم قصد الناصرية مع جماعته ثم التحق به معظم عشائر الجنوب في العراق وسار بهم إلى الشعيبة المنطقة التي دنستها أول قدم إنكليزية، الا انه رجع الى الناصرية اذ راى في من حوله روح الطمع والانخذال مع فريق من المخلصين إلى الناصرية وقد غمرته موجة من الألم على تصاعد نفوذ الا ستعمار الانكليزي،.و كان خلال سيره بالجموع ينفق عليهم من ماله الخاص،

وقد قدمت له الحكومة العثمانية خمسة آلاف ليرة ذهباً كمساعدة له على مواصلة جهاده لكنه أبى ان ياخذها قائلاً: (ما زلت أمتلك المال فلا حاجة لي بها، وإذا ما نفذ فشأني شأن الناس آكل مما يأكلون وأشرب مما يشربون). اصيب بمرض عضال وهو يقود المجاهدين - بعد ان خرج بهم من النجف والتف حوله الاخرون من ابناء المناطق التي مر عليها في الجنوب - اقعده عن العمل وعن الحركة فعاد الى مدينة الناصرية وفيها وافاه الاجل

مات الحبوبي عشية الأربعاءالثاني من شعبان من عام 1333هـ الموافق 1915م في الناصرية، ودُفن في النجف في مقبرة خاصة له في الايوان الكبير بالقرب من ضريح الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه.

رثاه كثير من الشعراء، وأرخ وفاته فريق من أعلام المؤرخين وقد كتب بعضهم على قبره هذا التأريخ:

فقيدُ المسلمين غداة أودى

حسيب الدين بينهم فقيدا

فإن شهدته أعينهم سعيداً

فقد حملته أرؤسهم سعيدا

تقدّمَ للجهاد أميرَ دين

فساق المسلمين له جنودا

ومذ لاقى المنية أرخوه

(سعيدٌ في الجهاد مضى سعيدا)

رثاه الشيخ جواد الشبيبي بقصيدة مطلها\

عمّ الثغورَ الموحشاتِ ظلامُ

ودجت لأنك ثغرها البسّامُ

ورثاه الشيخ جواد البلاغي بقصيدة مطلعها:

شاقك الركب فأسرع سباقا

وتركت الصب يلتاع اشتياقا

ورثاه الشاعر الشيخ علي الشرقي بقصيدة مطلعها:

حماة الحمى قد شيعوك إلى الثغرِ

فبالرغم أن يستقبلوك إلى القبرِ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015