ـ[أبو مالك الدرعمي]ــــــــ[24 - Nov-2010, صباحاً 01:48]ـ
هل مَنَّ الله عليك بالسجن؟
ولو لم أُجربه؛ فكيف أدعي أنني خبِرتُ الحياة، وأعي قدر الحرية، وأفهم نفوس البشر، ومعاناة الوحشة والغربة، ولواعج فقد المال والأهل والولد، والشوق والمحبة والكره والكرب والصبر والعذاب الحسي والمعنوي.
ليست المعاناة في هذا القبر المظلم هو ما سبق!!
ولا حتى تلك الصراصير الملتصقة بالجسد، ولا الفئران القذرة التي لا تكف عن الحركة
إنما العذابات في الظلم والظلم وحده ....
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
بمثل هذه المعاني يصبح السجين أديبًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
الإبداع يُولد من رحم المعاناة، وتثور المعاني داخل الأديب عند اللحظات المؤثرة، فتجيش خواطره، ويسيل فكره وقلمه، ومن عاش في المحبس فهو ذائق ذلك لا محالة، والكتابة هي ممارسة للحرية ولو من خلف القضبان.
ومن أعظم لحظات المرء؛ ساعة يُحبس فيها في سبيل الله، يُعذب في جناب مولاه، يتجرع الآلام لنصرة دينه.
وأحاول ههنا أن أُطلعكم على مشاهد من غيابات السجن ودياجير الظلام.
ولعل الإخوة والأخوات يُثرون الموضوع بتجارب أو مشاهدات أو قراءات أو خواطر.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك، وأتوب إليك.
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 09:23]ـ
إنما الأدب ..... عاطفة؛ أحاسيس ومشاعر، ومن المعلوم أن المشاعر تجيش في الصدر وتفور في الدماغ وتسيل من اللسان والقلم إذا تعرض الإنسان لحدث غير عادي في حياته، والغالب أن يكون الحدث إما شدة فرح أو شدة حزن، والسجن معاناة حزن؛ لذلك ذهب أخونا الدرعمي إلى القول إنما الأدب أدب السجون على طريقة أهل الأدب في الحصر غير الحقيقي المقصود منه الاهتمام بشأن المقصود بالحصر والقصر وليس نفه عن غيره نفيا حقيقيا.
وقد شاء الأخ الدرعمي أن يخص أدب السجون في مشاركته، ولن أعكر عليه، وله ذلك، وحق له، ومن جرب السجن عرف.
ـ[عنبسة]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 09:54]ـ
غير خافٍ أن أجمل المعاني والتأملات إنما تصدر في حال الخلوة بعيدا عن صخب الحياة وضجيجها كالسجن والمستشفى فمثال الأول كتاب لا تحزن للشيخ عايض القرني ومثال الثاني كتاب هكذا علمتني الحياة لمصطفى السباعي وفيهما من عمق المعاني وبديع التأمل ودقة العبارة مالو كانا خارج الخلوة الاضطرارية لما رأيناه منهما.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Nov-2010, صباحاً 01:43]ـ
/// أعوذ بالله من السَّجن، فلا والله ليس دخوله بمنَّة ولا نعمة، بل هو في التحقيق بليَّة ونقمة، في أمور الدين والدنيا، ولا يتمنَّاه عاقل، وقد قال الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم: (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن).
/// إلاَّ إن أريد معناه الأدبي بالتجوّز، من حيث إنَّ المنح تأتي أحيانًا من بطون المحن، كما قال علي بن الجهم:
والحبس ما لم تغشه لدنيَّةٍ /// /// /// شنعاء نعم المنزل المتورد
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 04:54]ـ
قيّد الأخ صاحب الموضوع السجن في سبيل الله، ولا شك أن المحنة في سبيل الله منحة عظيمة لصاحبها أجر عظيم عند الله تعالى.