النهضةة العربية والاتجاهات الشعرية - بقلم فالح الحجية الكيلاني

ـ[فالح الحجية]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 12:24]ـ

النهضة العربية والاتجاهات الشعرية

بقلم فالح الحجية

اوجدت النهضة العربية التي احدثت انقلابا في الحياة العربية الجديدة نوعا من التقدم الثقافي في كل المجالات الثقافية بمافيها الدينية والسياسية والتاريخية والادبية في النثروالشعر كان نتيجته نشوء انواع جديدة من الشعر مثل الشعرالحر او الشعرالمنثور كتب فيه جملة من الشعراء وخاصة الذين تاثروا بالثقافة الغربية و الشعر المسرحي او التمثيلي اضافة الى عمود الشعر اذ بقي شامخا يكتب فيه الكثير من الشعراء العرب ولا يزال عمود الشعر هوالسمة الواضحة في الشعر العربي

وعمود الشعر هو الشعر الموزون المقفى ويدعى بالشعر التقليدي ايضا لاءنه تقليد للشعر القديم وامتداد له في الوزن والقافية فالشعر التقليدي هو هذا الشعر الذي نظم على موسيقى بحر من البحورالشعرية العربية الستة عشر التي اوجدها العالم البصري الكبير الخليل الفراهيدي وتولد القصيدة على روي واحد وقافية واحدة ووزن واحد فالقصيد ة وحدة متماسكة من حيث البناء كانها بيت واحد واغلب الشعر العريي الحديث من هذا النوع الذي يمثل اصل الحضارة العربية الادبية

لقد حافظ الشعراء على اصالة عمود الشعر العربي وموسيقاه واوزانه والاسلوب الشعري القديم المتمثل بالقافية الواحدة والبيت الشعري الواحد المتكون من شطر وعجز في تنسيق متسق وبحر واحد أي متساوي التفاعيل الوزنية او موحد الموسيقى الشعرية للبيت الواحد بحيث تكون كل القصيدة مهما طالت ذات تفاعيل محددة الوزن ضربها الموسيقي واحد لاتخرج عما رسمه في الاصل الشعراء العرب وهو الماءلوف في الوزن الموسيقي للشعر العربي وكذلك الالتزام بالقافية الواحدة في القصيدة

وسيبقى كذلك عمود الشعرمهما اختلفت الاغراض والفنون الشعرية واساليب الشعراء شامخا وله االقدح المعلى والجو الانسب على امتداد الوطن العربي حيث الاذن الموسيقية العربية جبلت عليه واستساغت سماعه واستسمجت كل انواع الشعر الا اياه فقديما وحديثا كانت القصيدة العربية التقليدية هي الاساس الشعري في الادب العربي وما جاء بعدها عيال عليها او تفرع منها وليس الفرع كالاصل ومن قصائد عمود الشعر هذه الابيات للشاعر العربي على محمود طه في ا ستنهاض همم الشعب العربي ودفعه الى الثورة بوجه الطغاة يقول فيها \

اخي جاوز الظالمون المدى

فحق الجها د وحق الفدا

اتركهم يغصبون العروبة

مجد الابوة والسؤدد ا

وليسوا بغير صليل السيوف

يجيبون صوتا لنا او صدى

فجرد حسامك من غمده

فليس له بعد ان يغمد ا

اخي ايها العربي الابي

اري اليوم موعدنا لا غدا

اخي اقبل الشرق في امة

ترد الضلال وتحي الهد ى

اخي ان في القدس اختا لنا

اعد لها الذابحون المدى

صبرنا على غدرهم قادرين

وكنا لهم قدرا مرصدا

اخي قم الى قبلة المشرقين

لنحمي الكنيسة والمسجدا

يسوع الشيد على ارضها

يعانق في جيشه احمدا

بدات المحاولات الداعية الى التخلص من وحدة القافية في القصيدة الواحدة في الشعر العربي في العصر العباسي الثاني وفي الاندلس كظهور الموشحات الاندلسية والمواليا و المثلث والمربع والمخمس

ظل الشاعر العربي ملتزما بوحدة القافية و موسقى البحر الواحد الا ان في بدايات القرن العشرين ا وجد من شعراء المهجر من دعى الى الثورة على الاسلوب الشعري القديم فدعوا الى التحرر من هذه القيود فنظمو شعرا من غير وزن ومن غير قافية او خرجوا فيه عن الماءلوف في الوزن الموسيقي للشعر العربي وكذلك لم يلتزموا بالقافية الواحدة في القصيدة

وعن شعراء المهجر تسربت هذه الحالة الجديدة في الشعر الى الاقطار العربية فظهرت في اغلب البلاد قصيدة النثر او ما يسمى بالشعر الحر فهي اشبه بثورة على الشعرالقديم شعرالتفعيلة في بناء القصيدة فتخلصوا من نظام الشطروالعجز وابتعدوا عن النظم بالعمود الشعري المتسق المتناسق في البناء وظهرت منازعات بين رواد الشعر العمودي الذين اعتبروا الشعر الحر ضرب من انواع النثر وانه نقص في شاعرية الشاعر اوفي اذنه الموسيقية اخرجته عن الماءلوف وبين رواد الشعرالحديث الذين يعتبرونه من متطلبات العصرالحديث

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015