ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 04:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصيدتي (فاسمع إذاً) في نصر أم المؤمنين والصحابة الأكرمين
رضي الله عنهم أجمعين
فاسمع إذاً
بَحرٌ مِنَ الجُودِ الّذِي ابتَهَجَت بِهِ ... خَيْلِي تَرَامَى فِي مَدَى الأبْصَارِ
عَهدِي بها سَبَاحَةٌ لَكِنَّهَا ... لَكِنَّهَا عَجَزَت عَنِ الإبحَارِ
فِي كُلِّ حِينٍ جِئتُ أَنشُدُ ذِكْرَه ... خَضَعتْ خُضُوعَ مَحَبةٍ وَوَقَارِ
طَلَعَ الصَبَاحُ فَقُلْتُ: وَيْحَكِ أَقْدِمِي ... وتَقَدَمِي في نُصْرةِ المُختَارِ
نَصْرٌ يصُونُ جَلالَ عِرضِكَ سَيْدِي ... مِن كُلِّ أخْرَقَ آفِكٍ هَتَّارِ
فَأَتَيْتُ أَبْذُلُ فِي جَلالِكَ مُهجَتِي ... مُستَنصِرَاً مُستَعصِمَاً بالبَاري
أُبدِي إلَى الأَكوَانِ فيضَ مَحَبَتِي ... وَأَبُثُهَا نَجَوَايَ مِن أَشْعَاري
شَهِدَتْ لَهَا الدُنيَا فَذِكْرُكَ فِي الوَرَى ... مُتَلألِئٌ كَالكَوكَبِ السَيَّارِ
تَاقتْ لَهُ نَفسِي فَجِئْتُ مُحَدِّثاً ... عَنْ عُصْبَةِ الصُلَحَاءِ و الأَخيَارِ
عَنْ عُصْبَةٍ ضَنَّ الزَمَانُ بِمِثْلِهَا ... سَبَّاقَةٍ بَعُدَت عَنْ التَكْرَارِ
فَأَتَيْتُ مُتَبِعَاً لَهُمْ مُتَوَسِلاً ... بمَحَبَتِي لَهُمُ إلَى الغَفَّارِ
بمَحَبَةِ الصِّدِّيقِ من شَهِدَتْ لَهُ ... فِي الوَحْيِ آيةُ: إِذ هُمَا فِي الغَارِ
حِبُ النبيِّ وكَان أَوفَى صَحْبِهِ ... وَأَجَلَّهُمْ بِدَلَالِةِ الإِقْرَارِ
وَلِسَبْقِهِ قَدْ نَالَ أَرْفَعَ رُتْبَةٍ ... وَضَّاءَةٍ فِي غَايَةِ الإِبْهَارِ
وَلأَجْلِ رُتبَتِهِ ارتَضَاهُ مُصَلِّيَاً ... بالنَاسِ فِي سِرٍ وَفِي إِجْهَارِ
وَدَلِيلُ هَذَا أَن يَكُونَ خَلِيفَةً ... مِن بَعدِهِ مِن دُونِ مَا اسْتِنكَارِ
وَيَكُونُ بَعدَ المَوتِ صَاحِبُهُ الذِي ... مَعَهُ بِقَبِرٍ وَاحِدٍ مُتَوَارِي
وَيَلِيهِ فِي حَمْلِ الخِلافَةِ رَاضِيَاً ... مِن بَعدِهِ الفَارُوقُ فِي إكْبَارِ
فَتَحَ الفُتَوحَ وَرَدَّ أَوَلَ قِبْلَةٍ ... للهِ دَرُّكَ فَاتِحَ الأَمصَارِ
أَشْعَلْتَ نَارَ الفُرْسِ فِي أَحْشَائِها ... مِن بَعْدِ مَا أَخْمَدْتَ بَيْتَ النارِ
بَيَّتَّ طَائِفَةَ المَجُوسِ بِلْيْلِهَا ... تَبْكِي مَآثِرَ مُلْكِهَا المُنهَارِ
تَبْكِي عَلَيْهِ بِنَارِ حِقْدٍ آكِلٍ: ... غُنِمَ السِوارُ فَمَنْ يَرُدُ سِوَارِي؟!
فِتَنٌ تَمُوجُ وكُنتَ بَابَاً دونَهَا ... كَسَرَتُهُ في طَلَبٍ لِأَخْذِ الثَارِ
تَحْيَا حَمِيدَاً واغْتَنَمتَ شَهَادَةً ... فَاهْنَأ جِوَارَ أَحِبَةٍ أطْهَارِ
وَجَعَلْتَ أَمْرَ المُسْلِمِينَ مَشُورَةً ... فِي ستةٍ هُمْ صَفْوَةُ الأخيَارِ
لِيَكُونَ ذُو النُورَيْنِ بَعدَكَ مِنْهُمُ ... فِي بَذْلِهِ وعَطَائِهِ المِدْرَارِ
مَنْ تَسْتَحِي مِنهُ المَلائِكُ فِي العُلا ... مِنْ حِلْمِهِ وَحَيَاءِهِ وَوَقَارِ
شِيَمُ الكِرَامِ عَلَى اللِئَامِ فإنها ... جَلَبَتْ عَلَيْكَ تَظَاهُرَ الثُّوَارِ
لَوْ أن سَيْفَكَ كَانَ فِيهِمْ مُصْلَتاً ... لَرَأيتَهُم فَزِعُوا إلَى الأوْكَارِ
لَكِنَّها بُشْرَى النَبِيِّ رَأَيْتَهَا ... تَحْقِيقُهَا في سَاعَةِ الإفْطَارِ
فَتَرَى النَبِيَّ يَقُولُ: أَفْطِرْ عِندَنَا ... لِتَكُونَ سَاعَتَهَا شَهِيدَ الدَّارِ
وَعَلِّيُّ بَعدَكَ جَاءَ يَثأَرُ مِنهُمُ ... أَكْرِمْ بِذِكرِ عَلَّيِّنَا الكَرَّارِ
رَجُلٌ يُحِبُ اللهَ وهْوَ يُحِبُهُ ... فِي فَتحِ خَيبَرَ بَعدَ طُولِ حِصَارِ
مِن آلِ بَيتِ المُصطَفَى وَوَلِيُهُ ... وَلَهُ كَمَا هَارُونُ فِي الأَسفَارِ
حِبُ النبيِّ وَزَوجُ فَاطِمَةَ الهُدَى ... زَهْرَاءُ سَادَتْ جَنَّةَ القَهَّارِ
هُوَ حِبُ أَصحَابِ النَّبيِّ وَإِنَّهُ ... لَمُصِيبُهُمْ فِي فِتْنَةٍ وَشِجَارِ
لِيَنَالَ مِن بَعدِ البَقاَءِ شَهَادَةً ... مُتَأَثِرَاً مِنْ طَعْنِةِ الغَدَّارِ
بَعدَ الرَّحِيلِ إلى لِقَاءِ أَحِبَةٍ ... هُمْ لِلوُجُودِ سَوَاطِعُ الأَنوَارِ
طَلَعَتْ عَلَى الدُنيَا فَأَشْرَقَ وَجْهُهَا ... حُباً لِذِكرِ شَمَائِلِ الأبْرَارِ
شَرِبَ النَّبِيْ حَتَى رَضِيْتُ بِشُرْبِهِ ... وَرُوِيتُ مِن حُبِي إلَى المُختَارِ
¥