ـ[سيفُ محمد]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 06:44]ـ
إذَا قُلْتَ مَنْ يَنْصُرْ دِينَ اللهِ؟ ..
رَأَيْتَ مَنْ أَوْمَأَ بِرَأْسِهِ .. وَآخَرَ أَشَارَ بِيَدِهِ .. أَنَا هُنَا .. أَنَا هُنَا
قُلْتُ: أَلَمْ يُنْبَتْ الْعُشْبُ وَيَنْسِجْ الْعَنْكَبُوتُ خُيُوطَهُ عَلَى خَبِرِ هَوَانِ هَذِه الْأُمَّةِ؟ ..
قَالُوا:لَمْ تُتَحْ الْفُرْصَةُ لِلْنُصْرَةِ!
قُلْتُ: مَالِ أَرَاكُمْ حِينَ الْفَزَعِ يَشْتَدُّ خَفَقَانُ قُلُوبِكُمْ .. هَا .. نَعَمْ قَلْبَكُمْ الَّذِي هَشَّ هُشُوشَةً مُزْرِيَة!
وَإرْتِعَادُ الْفَرِيصَةُ بِاتَ جَلِيًا
قَالُوا:لَا تُهَوِّلْ فِي الْأَمْرِ أَيُّهَا الْمُغَالِي
قُلْتُ: أَنَا لَا أَدَّعِي أَمْرًا دَمَسَتْهُ الصُّخُورُ دَمْسًا، فَقَدْ دَلَّتْ عَلَيْهِ دَلَائِلُ نَاطِقَةْ،وَشَوَاهِدُ صَادِقَةْ، وَأَدِلَّةٌ لَائِحَةٌ مُسْفِرَةْ
فَمَا وَجَدْتُ مِنْهُمْ إِلَا العُقْلَةَ وَالْحُبْسَةَ واللَّفَفَ والْغَمْغَمَةَ وَالْطَّمْطَمَةَ
قُلْتُ:فَالطَّامَّةُ يَا عِبَادَ اللهِ أَنْ تَبْتَغُوا النُّصْرَةَ فِي غَيْرِ دَرْبِ الْمَهْدِيِّينْ، وَسُبُلِ الرَّاشِدِينْ، وَطَرِيقَةِ النَّبِيِّ الْآمِينْ،وَصَحْبِهِ الْعُقَلَاءِ الْحُكَمَاءِ الْعَالِمِينْ،وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنْ
قَالُوا:وَلَكِنْ لِكُلِّ عَصْرٍ مُسْتَجَدَاتِهُ،وَلِكُلِّ امْرِئٍ نَصِيبٌ مِنَ الْخِلاَفِ يَشْهَدْهُ فِي حَيَاتِهِ
قُلْتُ:وَلِكُلِّ امْرِئٍ مِنَ الزِّنَا نَصِيبْ،وَمَعَ كُلِّ نَظْرَةٍ يَرْقُبُهُ حَسِيبْ
فَهَلْ نَرُدُّهُ بِكُلِّ السُّبُلِ كَمَا أَمَرَنَا رَبُّ الْبَرِيَّاتْ؟،أَمْ نَتْرُكُ السَّيِّئَاتُ تَمْحُوا الْحَسَنَاتْ؟
قَالُوا:وَيْحَكَ أَتُنْكِرُ الْخِلاَفْ؟ وَقَدْ وَسِعَهُ الْأَسْلَافْ؟
قُلْتُ:لَا يُنْكِرُهُ إِلَا مُغَالٍ فِي دِينِ الْحَبِيبْ،وَلَا يَدْعُو إِلَيْهِ بِغَيْرِ ضَوَابِطِهِ إَلَا أَثِيمٌ مُرِيبْ
قَالُوا:وَمَا قَوْلُكَ فِي الْإِعْتِقَادِ بِالْمَنْطِقْ؟
قُلْتُ: لَا الْقَلْبُ وَلَا الْعَقْلُ يَقْبَلَانِ بِهِ وَلَا اللّسَانُ بِهِ يَنْطَقْ.
قَالُوا: وَمَا قَوْلُكَ فِي الْقُبُورْ؟
قُلْتُ: عُنْوَانُ الشُّرُورْ،إِلَا أَنْ تَكُونَ ذِكْرَى لِيَوْمٍ فِيهِ السَّمَاءُ تَمُورْ.
قَالُوا:وَمَا قَوْلُكَ فِي الْمُعْتَزِلَةِ وَالرَّوَافِضْ؟
قُلْتُ: لِدِينِهِمَا رَافِضْ.
قَالُوا:وَمَا قَوْلُكَ فِي الْمُرْجِئَةِ وَالْخَوَارِجْ؟
قُلْتُ: لَا يَأْخُذُونَ مِنَ الشَّرِيعَةِ إَلَا مَا هُوَ مِنْهَا خَارِجْ.
قَالُوا:وَمَا قَوْلُكَ فِي الْأَشَاعِرَةْ؟
قُلْتُ: أَخَذُوا مِنَ السُّنَّةِ قَطَرَاتٍ عَابِرَةْ.
قَالُوا:وَمَا قَوْلُكَ فِي الْمَعَازِفْ؟
قُلْتُ: بِأَمْرِ دِينِي لَا أُجَازِفْ.
قَالُوا:أَنْتَ تُفَرِقُ الْأُمَّةَ، فَنَحْنُ نُرِيدُ الْعِدَةَ وَالْعَتَادْ.
قُلْتُ:وَكُلٌ يَدَّعِي دَرْبَ الْجِهَادْ.
قَالُوا: كَفَاكَ تَنَطُّعًا إِنَّهُمْ فِي الْحُرُوبِ لَنَا زَادْ.
قُلْتُ: لَا وَاللهِ،لَيْسَ مَنْ عَنْ شَرِيعَةِ اللهِ وَرَسُولِهِ حِادْ.
لَا وَرَبِّ الْعِبَادْ،لَنْ نَنْتَصِرَ إِلَا أَنْ نَتَمَسَّكَ بِسُنَّةِ مَنْ جَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ الْجِهَادْ.
وهُنَا فَقَطْ نُرَحِبُ بِالنَّصْرِ وَنَقُولُ:لَمِعَتْ زَهْرَتُه، وَأَشْرَقَتْ بَهْجَتُه، وَسَطَعَ نُورُه وَتَأَلَّقَ حُسْنُه
فَهَذِهِ هِيَ أَمَارَاتُ الظَّفْرِ فَالْزَمْ!