موعظة وتذكرة ..

ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 06:04]ـ

• قال ابن الجوزي في صيد الخاطر (ص/138):

((لقيت مشايخ؛ أحوالهم مختلفةٌ، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم.

وكان أنفعهم لي في صحبةٍ: العاملُ منهم بعلمه، وإن كان غيره أعلم منه.

• ولقيت جماعةً من أهل الحديث يحفظون ويعرفون؛ ولكنهم كانوا يتسامحون في غيبةٍ يخرجونها مخرج جرحٍ وتعديلٍ، ويأخذون على قراءة الحديث أجراً، ويُسرعون بالجواب لئلاَّ ينكسر الجاه، وإن وقع خطأ!

• ولقيت عبدالوهَّاب الأنماطي؛ فكان على قانون السلف؛ لم يُسْمَع في مجلِسهِ غيبةٌ، ولا كان يطلبُ أجراً على إسماع الحديث، وكنتُ إذا قرأتُ عليه أحاديث الرقائق بكى، واتَّصل بكاؤه!

• فكان -وأنا صغير السنِّ حينئذٍ- يعملُ بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد.

وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل.

• ولقيت أبا منصور الجواليقي؛ فكان كثير الصمت، شديد التحرِّي فيما يقول، متقناً محقِّقاً، ورُبَّما سُئل المسألة الظاهرة، التي يبادر بجوباها بعض غلمانه =فيتوقَّف فيها حتى يتيقَّن، وكان كثير الصوم والصمت.

• فانتفعت بهذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما.

/// ففهمتُ من هذه الحالة: أنَّ الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول ...

فالله .. الله في العمل بالعلم؛ فإنه الأصل الأكبر، والمسكين كل المسكين من ضاع عمره في علمٍ لم يعمل به؛ ففاته لذات الدنيا، وخيرات الآخرة؛ فقدم مفلساً مع قوَّة الحجَّة عليه)).

ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 06:51]ـ

لا شلت يمين نقت لنا هذه الفائدة

نفع الله بك شيخ عدنان وجعلنا جميعا ممن يعمل بما علم

وجمعنا وإياكم ووالدينا في دار كرامته

• قال ابن الجوزي في صيد الخاطر (ص/138):

• ولقيت عبدالوهَّاب الأنماطي؛ فكان على قانون السلف؛ لم يُسْمَع في مجلِسهِ غيبةٌ، ولا كان يطلبُ أجراً على إسماع الحديث، وكنتُ إذا قرأتُ عليه أحاديث الرقائق بكى، واتَّصل بكاؤه!

• فكان -وأنا صغير السنِّ حينئذٍ- يعملُ بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد.

).

وهذا والله ما نحتاجه

مربي يبني في قلوبنا قواعد نصل بها إلى رحمة الله

ـ[ابن رجب]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 10:01]ـ

شكر الله لكم شيخ عدنان

ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Jul-2007, صباحاً 01:39]ـ

/// بارك الله فيكم ... ونفع بما نكتب.

/// وقال ابن الجوزي رحمه الله - أيضاً - في صيد الخاطر (ص/22):

((أعظم المعاقبة أن لا يحسَّ المعَاقَبُ بالعقوبة، وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة!

كالفرح بالمال الحرام، والتمكُّن من الذنوب؛ ومن هذه حاله لا يفوز بطاعةٍ.

• وإني تدبَّرت أحوال أكثر العلماء والمتزهِّدين فرأيتهم في عقوباتٍ لايحسُّون بها، ومعظمها من قِبَل طلبهم للرياسة.

• فالعالم منهم يغضب إن رُدَّ عليه خطؤُهُ، والواعظ متصنِّعٌ بوعظه، والمتزهِّدُ منافقٌ أو مراءٍ.

• فأوَّلُ عقوباتهم إعراضهم عن الحق؛ اشتغالاً بالخلق.

• ومن خفيِّ عقوباتهم: سلب حلاوة المناجاة ولذَّة التعبُّد.

• إلاَّ رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات = يحفظ الله بهم الأرض؛ بواطنهم كظواهرهم؛ بل أجلى، وسرائرهم كعلانيتهم؛ بل أحلى، وهممهم عند الثريَّا؛ بل أعلى، إنْ عُرِفُوا تنكَّروا، وإن رُئيت لهم كرامةٌ أنكروا.

• فالناس في غفلاتهم، وهم في قطع فلواتهم!

• تحبُّهم بقاع الأرض، وتفرحُ بهم أملاك السماء.

• نسألُ الله - عزوجل - التوفيق لاتباعهم، وأن يجعلنا من أتباعهم)).

ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 02:53]ـ

/// في حلية الأولياء (10/ 168) قال عبدالله بن خبيق: "كان حَبر من أحبار بني إسرائيل يقول: (يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني؟)، فأوحى الله تعالى إلى نبيٍّ من أنبياء بني إسرائيل: قلْ له: كم أعاقبك وأنت لا تدري! ألم أسلبك حلاوة مناجاتي! ".

ـ[أبو جهاد]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 07:17]ـ

جزاك الله خيراً على هذا الكلام الطيب

ورحم الله الإمام ابن القيم رحمة واسعة (عالم + واعظ)

ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 01:35]ـ

• وقال ابن الجوزي -رحمه الله- أيضاً في صيد الخاطر (ص/25): "تأمَّلتُ التحاسد بين العلماء فرأيت منشأه من حُبِّ الدنيا؛ فإنَّ علماء الآخرة يتوادُّون ولا يتحاسدون؛ كما قال الله عزوجل: ((ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا)).

وقال تعالى: ((والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للَّذين آمنوا)).

وقد كان أبو الدرداء يدعو كل ليلةٍ لجماعةٍ من أصحابه.

وقال الإمام أحمد بن حنبل لولد الشافعي: أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل ليلة وقت السحر.

• والأمر الفارق بين الفئتين:

أنَّ علماء الدنيا ينظرون إلى الرئاسة فيها، ويُحبُّون كثرة الجمع والثناء.

وعلماء الآخرة بمعزلٍ من إيثار ذلك، وقد كانوا يتخوَّفونه، ويرحمون من بُلِيَ به.

وكان النخعي لا يستند إلى سارية!

وقال علقمة: أكره ان توطأ عقبي!

وكان بعضهم إذا جلس إليه أكثر من أربعةٍ قام عنهم!

وكانوا يتدافعون الفتوى، ويحبُّون الخمول.

مثل القوم كمثل راكب البحر، وقد خبَّ؛ فعنده شغلٌ إلى أن يوقن بالنجاة.

وإنما كان بعضهم يدعو لبعضٍ، ويستفيد منه؛ لأنهم ركبٌ تصاحبوا فتوادَّوا.

فالأيَّام والليالي مراحلهم إلى سفر الجنة".

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015