ـ[علي أكرم]ــــــــ[01 - Jun-2007, صباحاً 02:46]ـ
نقولات مختارة من كتاب: أيها الولد لأبي حامد الغزالي 450 - 505هـ
للشيخ محمد الحمد
1 - اعلم - أيها الولد - المحب العزيز أطال الله - تعالى - بقاءك بطاعته، وسلك بك سبيل أحبائه - أن منشور النصيحة يكتب من معدن الرسالة - عليه الصلاة والسلام -.
إن كان قد بلغك منه نصيحة فأي حاجة لك في نصيحتي؟ وإن لم تبلغك فقل لي: ماذا حصلت في هذه السنين الماضية؟! ص93
2 - أيها الولد، من جملة ما نصح به رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أمته قوله: "علامة إعراض الله - تعالى - عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه، وإن امرءاً ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له لجدير أن تطول عليه حسرته، ومن جاوز الأربعين ولم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار".
وفي هذه النصيحة كفاية لأهل العلم. ص93 - 94
3 - أيها الولد، النصيحة سهل، والمشكل قبولها؛ لأنها في مذاق متبعي الهوى مرٌّ؛ إذ المناهي محبوبة في قلوبهم، على الخصوص لمن كان طالب العلم الرسمي مشتغلاً في فضل النفس ومناقب الدنيا، فإنه يحسب أن العلم المجرد له سيكون نجاته وخلاصه فيه، وأنه مستغن عن العمل، وهذا اعتقاد الفلاسفة.
سبحان الله العظيم! لا يعلم هذا القدر أنه حين حصَّل العلم إذا لم يعمل به تكون الحجة عليه آكد، كما قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه".ص94 - 95
4 - وتيقن أن العلم المجرد لا يَأْخُذُ باليد: مثاله لو كان على رجل في برية عشرة أسياف هندية مع أسلحة أخرى، وكان الرجل شجاعاً وأهل حرب، فحمل عليه أسد عظيم مهيب، فما ظنك؟ هل تدفع الأسلحة شره عنه بلا استعمالها وضربها؟
ومن المعلوم أنها لا تدفع إلا بالتحريك والضرب.
فكذا لو قرأ رجل مائة ألف مسألة علمية وتعلمها، ولم يعمل بها، لا تفيده إلا بالعمل.
ومثاله- أيضاً -: لو كان لرجل حرارة ومرض صفراوي يكون علاجه بالسكنجبين والكشكاب، فلا يحصل البرء إلا باستعمالهما. ص98 - 99
5 - كم من ليلة أحييتَها بتكرار العلم ومطالعة الكتب، وحرَّمَت على نفسك النوم، لا أعلم ما كان الباعث فيه؟ إن كانت نيتُك نيلَ عرض الدنيا، وجذبَ حطامها، وتحصيل مناصبها، والمباهاةَ على الأقرانِ والأمثالِ - فويلٌ لك ثم ويل لك.
وإن كان قصدك فيه إحياء شريعة النبي-صلى الله عليه وسلم-وتهذيب أخلاقك، وكَسْرَ النفس الأمارة بالسوء - فطوبى لك ثم طوبى لك.
ولقد صدق من قال شعراً:
سهر العيون لغير وجهك ضائع * وبكاؤهن لغير فقدك باطل
ص105 - 106
6 - عش ما شئت؛ فإنك ميت، وأحبب من شئت؛ فإنك مفارقه، واعمل ما شئت؛ فإنك مجزي به. ص106
7 - أيها الولد، العلم بلا عمل جنون، والعمل بغير علم لا يكون.
واعلم أن علماً لا يبعدك اليوم عن المعاصي، ولا يحملك على الطاعة، لن يبعدك غداً عن نار جهنم، وإذا لم تعمل اليوم، ولم تدارك الأيام الماضية تقول غداً يوم القيامة: [فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً] السجدة: 12، فيقال: يا أحمق أنت من هناك تجيء. ص108 - 109
8 - لو كان العلم المجرد كافياً لك ولا تحتاج إلى عمل سواه - لكان نداء الله -تعالى-: "هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ " ضائعاً بلا فائدة. ص112
9 - أيها الولد، [وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ] أمرٌ، [وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ] شكر، [وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ] ذكر. ص113
10 - أيها الولد، روي في بعض وصايا لقمان الحكيم لابنه أنه قال: يا بني لا يكونن الديك أكيس منك، ينادي بالأسحار وأنت نائم. ص115 - 116
11 - أيها الولد، خلاصة العلم: أن تَعَلَمَ أن الطاعة والعبادة ما هي؟
اعلم أن الطاعة والعبادة متابعة الشارع في الأوامر والنواهي بالقول والفعل، يعني: كل ما تقول وتفعل، وتترك قوله وفعله يكون باقتداء الشرع، كما لو صمت يوم العيد وأيام التشريق تكون عاصياً، أو صليت في ثوب مغصوب -وإن كانت صورة عبادة - تأثم. ص117
12 - أيها الولد، ينبغي لك أن يكون قولك وفعلك موافقاً للشرع؛ إذ العلم والعمل بلا اقتداء الشرع ضلالة.
¥