إلى شعراء الفجور وكتاب الطلاسم (قصيدة رائعة)

ـ[الأيام]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 11:22]ـ

إلى شعراء الفجور ِ وكُتّابِ الطلاسم

قال الشيخ الشاعر: مصطفى قاسم عباس عندما كتب هذه القصيدة

إلى الشعراء الذين دنسوا بحور الشعر, فعكروا مياهها – رغم اتساعها – بما يكتبون. لأن كتاباتِهم كسُمِّ الأفعى!

إلى الذين حولوا ديوان العرب إلى ديوان انعدام الأخلاق وقلة الأدب يكتبون لكل ناعق , ويقدسون كلَّ فجور , فكل من أراد شيئا كتبوه له, فهل يصح أن نطلق عليهم: شعراءٌ تحت الطلب؟؟!

إلى الذين عبروا عن الجنس المكبوت بأدب فاضح!!

إلى الذين حولوا الحب إلى جسد المرأة , وجعلوا الحب لا يتعدى هذا الجسد. فأهانوا قدسية الحب , وأغضبوا بأشعارهم الرب.

إلى الذين يكتبون ما لا يفهمون!! ويقولون: (المعنى في قلب الشاعر) , محتجين بشعر أبي تمام وأمثاله من شعراء الغموض , مع أن شعر أبي تمام وأمثاله مفهومٌ - بعد جمال التفكير - أما هُم فلا أحدٌ يفهم ما يقولون – لا لأن الناس لا تفهم ما يُقال, بل لأن شعرهم غيرُ مفهوم – فما أشبهه بالهذيان!!

إلى الذين مجت أشعارَهم المذاهبُ الأدبية فلم يقبل بهم لا المذهب الاتباعي ولا الرومانسي ولا الرمزي ولا الواقعي .........

إلى الفاشلين في حياتهم , فلم يجدوا عملا , فظنوا أن الشعر عملٌ فقالوا: لماذا لا نخوض غمارَه؟ ونركبُ بحاره؟! , وليت شعري لو أنهم أتقنوا أي عمل لكان خيرا لهم , لكنهم أصبحوا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء , فلم ينظموا شعرا – بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى – ولم يتقنوا عملا يفيد الإنسانية جمعاء.

أعلم أن لهجتي قاسية , وأن اللين أفضل من الشدة , لكن في بعض الأحيان تكون الشدة خيراً من اللين.

إلى كل هؤلاء وأمثالهم أقول:

أشعرٌ ذا بربك أم دعارهْ؟!

أصار الشعرُ- يا قومي - قذارهْ؟!

أرى الشعراءَ قد قلوا بعصرٍ

يُريد الغثَّ شعراً. يا خساره ْ!

لقد باعوا به ديناً وعِرْضاً

نعم خسروا, وما ربحوا التجارهْ

فكم قتلوا الفضائلَ والمزايا!

وكم رجموا المكارم بالحجاره!

وما علموا بأن الشعرَ روحٌ

يُشيد لنا صروحاً للحضاره

وقلبُ متيم أو دمعُ شاكٍ

سراجٌ في الظلام هو المناره

زمانٌ قلَّ نظمُ الشعر فيهِ

وكلٌّ يدَّعي حقَّ الإماره

وروضُ الشعر قفرٌ لا فراتٌ

يُرَوِّيهِ, فهل يؤتي ثمارَه؟!

طلاسمُ في السطور بلا معان ٍ

وقالوا: شعرُنا أضحى إشاره

سألناهم عن المعنى فقالوا:

كتبنا, فافهموا تلك العباره

وقالوا: من أبي تمام ِ إنا

أخذنا النهجَ رمزاً واستعاره

فقلت: مضى زمانٌ ألفُ عام ٍ

وذاك الشعرُ روضٌ في النضارة

...... كأنَّ فحولَ نظم الشعر ماتوا

وجيء بهؤلاء لنا إعاره

ـ[لامية العرب]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 08:23]ـ

زمانٌ قلَّ نظمُ الشعر فيهِ

وكلٌّ يدَّعي حقَّ الإماره

صدق والله هذا الشاعر

فالشعر في هذا الوقت مرتهن بالمال لإصدار الدواوين ومن لايملك المال فليذهب شعره أدراج الرياح.

وأصبح مرتهن بالمكانة الإجتماعية .. قل لي من تكن؟ أقل لك أنك تستحق كل ما تنسبه الى نفسك ويشجعك عليه غيرك من ضعاف النفوس.

وأعتقد والله أعلم أن مثل هذه التصورات الزائفة ستتلاشى وتنمحي بغياب أصحابها أصحاب الأصوات المزعجة ولن يبقى الا ماكان منحاه الصدق في المشاعر وذلك إذا كتب له البقاء ...

ـ[الأيام]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 04:20]ـ

شكرا لك لامية العرب

وبارك الله بك

تعليق رائع جميل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015