{قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} [العنكبوت: 32].

{لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} [العنكبوت: 33] فكرر الاستثناء مع أن الآيتين متقاربتان وفي سياق واحد.

{وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلاَّ عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} [الصافات: 133 - 135] ولا شك أن هذا الإصرار على استثناء امرأة لوط في كل مرة يذكر فيها (أهله) لا داعي له لو كان العرب الذين نزل عليهم القرآن يستطيعون فهم لفظ (الأهل) مجردا من الزوجة. وفي العموم فإن لفظ أهل البيت يعني سكنة البيت المجتمعين فيه كما أخبر الله تعالى عن يوسف عليه السلام، فإنه لما قال لإخوته:} وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ {[يوسف: 93] بيّن الله تعالى أنهم كانوا أباه وزوجة أبيه وأخوته، وذلك بقوله:} فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ* وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا {[يوسف/99 - 100].

دليل العرف:

وإطلاق لفظ (الأهل) والمراد منه الزوجة أمر متعارف عليه إلى اليوم: يقول الرجل مثلا: (جاءت معي أهلي) يقصد زوجته والناس تفهم منه ذلك.

دليل العقل:

إذ كل رجل إنما يبدأ بيته بزوجته وكل عائلة تبدأ بأب وأم أو رجل وامرأة هي زوجته وهنا يصح اطلاق لفظ (الأهل) على الزوجة حتى قبل مجيء الأولاد وحتى لو لم يكن عند الرجل أب أو أم أو أخوة. فالزوجة أول شخص في البيت يطلق عليه اسم (الأهل) فهي أول أهل بيت الرجل أو أهل البيت.

ولذلك قيل للزوجة: (ربة البيت) فهي ليست أهله فحسب أو من أهل بيته وإنما هي ربة هذا البيت.

أما الرواياتين فقد ذكرهما ابن كثير فى تفسيره ثم قال:

هكذا وقع في هذه الرواية، والأولى أولى والأخذ بها أحرى. وهذه الثانية تحتمل أنه أراد تفسير الأهل المذكورين في الحديث الذي رواه إنما المراد بهم آله الذين حرموا الصدقة، أو أنه ليس المراد بالأهل الأزواج فقط، بل هم مع آله، وهذا الاحتمال أرجح جمعاً بينها وبين الرواية التي قبلها، وجمعاً أيضاً بين القرآن والأحاديث المتقدمة إن صحت،

فإن في بعض أسانيدها نظراً والله أعلم (2).

ويؤيد هذا الاحتمال الذي ذكره ابن كثير أن السؤال في الحديث الأول فيه من التبعيضية " أليس نساؤه من أهل بيته؟ وفى رواية مماثلة عن زيد أيضاً في المسند: قال حصين: " ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: إن نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده " (3).

فهنا تأكيد أن نساءه من أهل بيته.

والله أعلى وأعلم.

الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

ـــــــــــ

(1) انظر مادة "أهل" فى معجم مقاييس اللغة، أساس البلاغة، مختار الصحاح، وتاج العروس.

(2) تفسير ابن كثير (6/ 415).

(3) المسند 4/ 366 - 367.

جزاك الله خير أخي أبو سفيان

والله لاأجد بعد قولك هذا إلا قول اللهما بارك في أبي سفيان وفي أهل أبي سفيان وفي ماله وأصلح حالنا وأصلح حاله ياسميع ياعليم

لاشك أن الحق ابلج أخي العزيز .. ومايحز في النفس هو صد البعض عن الحق بعد ماتبين لهم

(هداهم الله) أنا يؤفكون والقرآن يتلى في بيوتهم ليل نهار!!

وأظنه قد آن لنا أن نتسائل كيف يتجرأ من يقول بغير هذا على معارضة القرآن وماوصل إلينا من صحيح سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم!! ... بل حتى أن الشعر العربي فيه الكثير والكثير من مايصلح للأحتجاج عليهم هداهم الله

أشكرك أخي العزيز .. وأسأل الله أن يلهمنا الحق ويجريه على ألستنا

ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[21 - عز وجلec-2010, صباحاً 09:08]ـ

جزاك الله خير، ولك مثل ما دعوت لى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015