وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لكل شئ ثمرة , وإن ثمرة القرآن ذوات حم , هن روضات حسان , مخصبات متجاورات , فمن أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم ".) اهـ.

ـ و أحببت أن أذيِّل بلطيفتين:

1 ـ قال الطّبري في تفسيره:

(اختلف أهل التأويل فى معنى قوله: (حم) فقال بعضهم: هو حروف مقطعة من اسم الله الذي هو الرحمن الرحيم، وهو الحاء والميم منه ... وقال آخرون: هو قسم أقسمه الله، وهو اسم من أسماء الله ... وقال آخرون: بل هو اسم من أسماء القرآن ... ـ[قال بعد أن نقل من قال بالأقوال الثلاثة بسنده , مشيراً إلى الخلاف في أصل جواز جمع أسماء السور المبدوءة بحروف التهجي]ـ وحُدثت عن معمر بن المثنى أنه قال: قال يونس ـ يعني الجرمي ـ: "ومن قال هذا القول ـ أي أنها من أسماء القرآن ـ فهو منكَرٌ عليه، لأن السورة (حم) ساكنة الحروف، فخرجت مخرج التهجي، وهذه أسماء سور خرجت متحركات، وإذا سميت سورة بشيء من هذه الأحرف المجزومة دخله الإعراب".

قال: والقول في ذلك عندي نظير القول في أخواتها، وقد بيَّنا ذلك، في قوله: (الم)، ففي ذلك كفاية عن إعادته في هذا الموضع، إذ كان القول في حم، وجميع ما جاء في القرآن على هذا الوجه، أعني حروف التهجي قولا واحدا.) اهـ. [وانتصر الرازي للقول بأنها أسماء في تفسيره].

2 ـ قال الرازي في أول سورة (ق):

( .. القسم من الله وقع بأمر واحد، كما في قوله تعالى: {والعصر} وقوله تعالى: {والنجم} , وبحرف واحد: كما في قوله تعالى: {ص} و {ن} , ووقع بأمرين: كما في قوله تعالى: {والضحى واليل إِذَا سجى} وفي قوله تعالى: {والسماء والطارق} , وبحرفين: كما في قوله تعالى: {طه} و {طس} و {يس} و {حم} , وبثلاثة أمور: كما في قوله تعالى: {والصافات. . . فالزجرات. . . فالتاليات} , وبثلاثة أحرف: كما في {الم} وفي {طسم والر} , وبأربعة أمور: كما في {والذريات} وفي {والسماء ذَاتِ البروج} وفي {والتين} , وبأربعة أحرف: كما في {المص المر} , وبخمسة أمور: كما في {والطور} وفي {والمرسلات} وفي {والنازعات} وفي {والفجر} , وبخمسة أحرف: كما في {كهيعص وحمعسق} , ولم يقسم بأكثر من خمسة أشياء إلا في سورة واحدة وهي {والشمس وضحاها} ولم يقسم بأكثر من خمسة أصول، لأنه يجمع كلمة الاستثقال، ولما استثقل حين ركب لمعنى كان استثقالها ـ حين ركب من غير إحاطة العلم بالمعنى أو لا لمعنى ـ كان أشد.) اهـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015