ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[20 - Jul-2010, مساء 07:29]ـ

بعد هذا العرض أود أن أشير إلى أمر:-

- النحو العربي مر بمراحل قبل أن ينضج ويكتمل شأنه في ذلك شأن كل العلوم، فالقول بأن أبا الأسود الدؤلي أول من تكلم في النحو فهذا يدل على سبقه في هذا المجال علما بأن النحو كمصطلح لم يظهر في حياة أبي الأسود وأن الرويات التي تشير إلى أن نه وضع باب الفاعل والمفعول والمضاف وحرف الرفع والنصب والجر والجزم، فهذه رؤية صاحب الرواية أي أن أبا الأسود لم يكتب كتابا في هذه الأبواب وإنما الروايات التي جاءت عن أبي الأسود -وذلك بعد استقرار المصطلح النحوي - فُهم منها ذلك ومن هذه الروايات أن بنت أبي الأسود قالت له: ما أشدُّ الحرِّ! فقال: الحصباءُ بالرمضاء، قالت: إنما تعجبت من شدته. فقال: أوَقَدْ لَحَن الناس؟

يفهم من هذه الرواية أن أبا الأسود أشار إلى الفرق بين أسلوب الاستفهام وأسلوب التعجب.وقس على ذلك سائر الروايات.

كيف كانت مجالس العلماء في عهد الخلفاء الراشدين؟

وهذا ما سنتحدث عنه لاحقا بإذن الله

ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 09:36]ـ

إن الحديث عن مجالس العلماء في هذا العصر يعطي لنا صورة واضحة عن الإرهاصات الأولى لنشأة علم النحو، فأبو الأسود الدؤلي الذي ينسب إليه وضع علم النحو تأثر بلاشك بشيوخه ولذلك أردت أن ألقي الضوء على هذه المجالس.

مفهوم طلب العلم نشأ مع بداية الدعوة الإسلامية

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ .. ».

ولقد النساء تنافس الرجال في طلب العلم

حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِى ابْنُ الأَصْبَهَانِىِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ. قَالَتِ النِّسَاءُ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ، فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ «مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلاَثَةً مِنْ وَلَدِهَا إِلاَّ كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ». فَقَالَتِ امْرَأَةٌ وَاثْنَيْنِ فَقَالَ «وَاثْنَيْنِ».

ولقد تفاوت الصحابة في العلم

- حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ أَخْبَرَنِى وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ عَنْ أَخِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّى، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلاَ أَكْتُبُ.

من الأحاديث السابقة نستنتج أن:

حرص الرجال والنساء على طلب العلم.

تنافس الصحابة في طلب العلم.

تفاوت الصحابة في العلم.

مجالس العلم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

مجلس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما

يقول عطاء في وصف مجلس ابن عباس

ما رأيت أكرم من مجلس ابن عباس، أصحاب القرآن عنده، وأصحاب الفقه عنده، وأصحاب السير عنده يصدرهم كلهم من واد واسع.

وقال عنه عُبيد الله بن عتبة (هو أبو عبد الله عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي مفتي المدينة وأحد الفقهاء السبعة.)

ما رأيت أحدا كان أعلم بما سبقه من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ابن عباس، ولا رأيت أحدا أعلم بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان منه، ولا أفْقَه في رأي منه، ولا أعْلم بشعر ولا عَربية، ولا تفسير للقرآن ولا بحساب وفريضة منه، ولقد كان يجلس يوما للفقه، ويوما للتأويل، ويوما للمغازي، ويوما للشعر، ويوما لأيام العرب وأخبارها، وما رأيت عالما جلس إليه إلا خضع له، ولا سائلا سأله إلا وجد عنده عِلما.

ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 06:09]ـ

مرويات عن الصحابة في قضايا اللغة

كانت قضايا اللغة تثار على عهد الصحابة رضوان الله عليهم

- أخرج الحاكم في تفسير آل عمران من المستدرك من طريق حميد عن أنس

قال: قرأ عمر " وفاكهة وأبا " فقال بعضهم كذا وقال بعضهم كذا فقال عمر: دعونا من هذا آمنا به كل من عند ربنا.

-من أشهر مايروى في هذا الباب أسئلة نافع بن الأزرق لابن عباس ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5297)

- ما جاء عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه

أنه نظر إلى رجل يبيع ثوباً فقال له: أتبيع الثوب؟ قال لا، عافاك الله،

قال: لقد علمتم لو تتعلمون

قل: لا، وعافاك الله.

ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 12:42]ـ

النحو بناء وضع أساسه أبو الأسود الدؤلي

لقد كان العرب قبل الإسلام يتحدثون بفطرتهم ويتفاهمون فيما بينهم ونزل القرآن بلغتهم فآمن به من آمن وكفر به من كفر، وشاء الله أن ينتشر الإسلام ويدخل الناس في دين الله أفواجا، وبدأت حركة الفتوحات الإسلامية ودخل في الإسلام خلق كثير من شتى الأجناس الذين بادروا إلى تعلم لغة دينهم فكان من الطبيعي أن يلحنوا ويخطئوا، ولو لم تكن اللغة العربية لغة القرآن الكريم لتغيرت واندثرت واختفت معالمها ولكن الله حفظها بحفظه للقرآن.فبدأ العلماء يجتهدون في استنباط القواعد والخصائص التي نحكم اللغة وهكذا نشأ النحو.

إن علم النحو لم يخرج قواعده إلى النور واحد فقط وإنما اشتركت فيه الأجيال، فأبو الأسود الدؤلي وضع الأساس الذي أقيم عليه علم النحو.

كانت هذه الوريقات خلاصة رسالة عزمت على نشرها بإذن الله

وأرجو من الجميع إبداء الملاحظات والتعليقات وبارك الله فيكم جميعا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015