فنزلت: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ? وقال الحسن البصري: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ? قال: هو البخل. وقال سماك بن حرب عن النعمان بن بشير، في قوله: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ ?، أن يذنب الرجل الذنب، فيقول: لا يغفر لي، فأنزل الله: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُو?اْ إِنَّ ?للَّهَ يُحِبُّ ?لْمُحْسِنِينَ ? رواه ابن مردويه، وقال ابن أبي حاتم: وروي عن عبيدة السلماني والحسن وابن سيرين وأبي قلابة نحو ذلك، يعني: نحو قول النعمان بن بشير، أنها في الرجل يذنب الذنب، فيعتقد أنه لا يغفر له، فيلقي بيده إلى التهلكة، أي: يستكثر من الذنوب، فيهلك. ولهذا روى علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: التهلكة: عذاب الله. وقال ابن أبي حاتم وابن جرير جميعاً: حدثنا يونس حدثنا ابن وهب، أخبرني أبو صخر عن القرظي محمد بن كعب، أنه كان يقول في هذه الآية: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ ? قال: كان القوم في سبيل الله، فيتزود الرجل، فكان أفضل زاداً من الآخر، أنفق البائس من زاده حتى لا يبقى من زاده شيء، أحب أن يواسي صاحبه، فأنزل الله: ? وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ?للَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ?. وقال ابن وهب أيضاً: أخبرني عبد الله بن عياش عن زيد بن أسلم في قول الله: ?وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ?للَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ ? وذلك أن رجالاً يخرجون في بعوث يبعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير نفقة، فإما أن يقطع بهم وإما كانوا عيالاً، فأمرهم الله أن يستنفقوا مما رزقهم الله، ولا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة، والتهلكة أن يهلك رجال من الجوع والعطش، أو من المشي. وقال لمن بيده فضل: ? وَأَحْسِنُو?اْ إِنَّ ?للَّهَ يُحِبُّ ?لْمُحْسِنِينَ ?. ومضمون الآية الأمر بالإنفاق في سبيل الله، في سائر وجوه القربات، ووجوه الطاعات، وخاصة صرف الأموال في قتال الأعداء، وبذلها فيما يقوى به المسلمون على عدوهم، والإخبار عن ترك فعل ذلك بأنه هلاك ودمار لمن لزمه واعتاده، ثم عطف بالأمر بالإحسان، وهو أعلى مقامات الطاعة، فقال: ? وَأَحْسِنُو?اْ إِنَّ ?للَّهَ يُحِبُّ ?لْمُحْسِنِينَ?. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم