لما نزلت هذه الآية قال أبو بكر: جاءت قاصمة الظهر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما هي المصيبات في الدنيا "
(طريق أخرى عن الصديق) قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن أحمد بن إسحاق العسكري، حدثنا محمد بن عامر السعدي، حدثنا يحيى بن يحيى، حدثنا فضيل بن عياض عن سلمان بن مهران، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، قال: قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله، ما أشد هذه الآية ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المصائب والأمراض والأحزان في الدينا جزاء ".
(طريق أخرى) قال ابن جرير: حدثني عبد الله بن أبي زياد وأحمد بن منصور، قالا: أنبأنا زيد بن الحباب، حدثنا عبد الملك بن الحسن المحاربي، حدثنا محمد بن زيد بن قنفذ عن عائشة، عن أبي بكر قال: لما نزلت: ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? قال أبو بكر: يا رسول الله، كل ما نعمل نؤاخذ به؟ فقال: " يا أبا بكر أليس يصيبك كذا وكذا، فهو كفارة ".
(حديث آخر) قال سعيد بن منصور: أنبأنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن بكر بن سوادة حدثه: أن يزيد بن أبي يزيد حدثه عن عبيد بن عمير، عن عائشة: أن رجلاً تلا هذه الآية: ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ? فقال: إنا لنجزى بكل ما عملناه، هلكنا إذاً، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " نعم، يجزى به المؤمن في الدنيا في نفسه، في جسده، فيما يؤذيه".
(طريق أخرى) قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا سلمة بن بشير، حدثنا هشيم عن أبي عامر، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، إني لأعلم أشد آية في القرآن، فقال:"ما هي يا عائشة؟ " قلت: من يعمل سوءاً يجز به، فقال: " هو ما يصيب العبد المؤمن، حتى النكبة ينكبها " ورواه ابن جرير من حديث هشيم به. ورواه أبو داود من حديث أبي عامر صالح بن رستم الخزاز به.
(طريق أخرى) قال أبو داود الطيالسي: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن أمية: أنها سألت عائشة عن هذه الآية: ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ?، فقالت: ما سألني أحد عن هذه الآية منذ سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا عائشة هذه مبايعة الله للعبد مما يصيبه من الحمى والنكبة والشوكة، حتى البضاعة يضعها في كمه، فيفزع لها، فيجدها في جيبه، حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه، كما أن الذهب يخرج من الكير".
(طريق أخرى) قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو القاسم، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا أبو معاوية عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن زيد بن المهاجر، عن عائشة قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ?، قال: " إن المؤمن يؤجر في كل شيء، حتى في القبض عند الموت " وقال الإمام أحمد: حدثنا حسين عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة قالت: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كثرت ذنوب العبد، ولم يكن له ما يكفرها، ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه ".
(حديث آخر) قال سعيد بن منصور: عن سفيان بن عيينة، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، سمع محمد بن قيس بن مخرمة يخبر: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت: ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? شق ذلك على المسلمين، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سددوا وقاربوا، فإن في كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى الشوكة يشاكها، والنكبة ينكبها "، هكذا رواه أحمد عن سفيان بن عيينة، ومسلم والترمذي والنسائي من حديث سفيان بن عيينة به، ورواه ابن مردويه من حديث روح ومعتمر، كلاهما عن إبراهيم بن يزيد، عن عبد الله بن إبراهيم، سمعت أبا هريرة يقول: لما نزلت هذه الآية:?لَّيْسَ بِأَمَـ?نِيِّكُمْ وَلا? أَمَانِىِّ أَهْلِ ?لْكِتَـ?بِ مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? بكينا وحزنا، وقلنا: يا رسول الله، ما أبقت هذه الآية من شيء، قال: " أما والذي نفسي بيده إنها لكما أنزلت، ولكن أبشروا وقاربوا وسددوا، فإنه لا يصيب أحداً منكم مصيبة في الدنيا، إلا كفر الله بها من خطيئته، حتى الشوكة يشاكها أحدكم في قدمه " وقال عطاء بن يسار: عن أبي سعيد وأبي هريرة: أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا سقم ولا حزن، حتى الهم يهمه، إلا كفر الله من سيئاته "أخرجاه.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى عن سعد بن إسحاق، حدثتني زينب بنت كعب بن عجرة عن أبي سعيد الخدري، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا، ما لنا بها؟ قال: " كفارات " قال أبي: وإن قلت: قال: " حتى الشوكة فما فوقها " قال: فدعا أبي على نفسه أنه لا يفارقه الوعك حتى يموت؛ في أن لا يشغله عن حج ولا عمرة، ولا جهاد في سبيل الله، ولا صلاة مكتوبة في جماعة، فما مسه إنسان إلا وجد حره حتى مات، رضي الله عنه، تفرد به أحمد.
(حديث أخر) روى ابن مردويه من طريق حسين بن واقد عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: قيل: يا رسول الله ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? قال: " نعم، ومن يعمل حسنة يجز بها عشراً، فهلك من غلب واحدته عشراته " وقال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن: ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? قال: الكافر، ثم قرأ: ? وَهَلْ نُجْزِي? إِلاَّ ?لْكَفُورَ ? [سبأ: 17] وهكذا روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير أنهما فسرا السوء ههنا بالشرك أيضاً. وقوله: ? وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ ?للَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ? قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: إلا أن يتوب، فيتوب الله عليه، رواه ابن أبي حاتم، والصحيح أن ذلك عام في جميع الأعمال؛ لما تقدم من الأحاديث، وهذا اختيار ابن جرير، والله أعلم. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
¥