من الآيات التي أشكل فهمها على الصحابة أو التابعين

ـ[العلمي أمل]ــــــــ[10 - عز وجلec-2010, مساء 11:14]ـ

من الآيات التي أشكل فهمها على الصحابة أو التابعين

رضوان الله عليهم أجمعين

إعداد الدكتور أمل بن إدريس العلمي

إذا كان القرآن أحياناً أشكل فهمه على الصحابة والتابعين وهو نزل بلغتهم لغة قريش فما بالك يكون الأمر في عصرنا وقد صارت اللغة العربية غريبة في ديار أبنائها، إن لم نقل تكاد تكون مهجورة ... وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن للصحابة ما أنزل عليه من الكتاب وحيه، وذلك طيلة مدة الوحي التي استغرقت 23 سنة ... فمن يفسر لنا القرآن اليوم إن لم نرجع إلى بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أمره الله سبحانه وتعالى أن يبينه للناس وأن يبلغه؟ ... وتعهد الله ببيانه وحفظه ... تلك حُجتنا على من ينكر الرجوع إلى أمهات التفاسير المعتمدة ... والتي تأخذ بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة والتابعين ... وهم بلغوه لنا على منهاج الرسول عليه الصلاة والتسليم، معتمدين على ما سمعوه من النبي الكريم، واجتهدوا في تفسير بعض الآيات من القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة في المقام الثاني ... ومن بعد عهد الصحابة والتابعين الذين أدركوا الصحابة ... يأتي دور علماء التفسير (والعلماء هم ورثة الأنبياء بدون خلاف) وقد سخرهم الله جل وعلا لهذه المهمة ... لقد تركوا لنا أثراً لا نظير له إطلاقاً عند سائر الأمم عبر تاريخ البشرية جمعاء إلى يومنا هذا ... فحمداً لله على نعمه وفضله وبالقرآن فليفرح المؤمنون ... هذا وأثناء دراستي لتفسير القرآن في مدرسة سيد قطب رحمه الله (وهو يعتمد على منهج السلف الصالح) "في ظلال القرآن"، علقت بذهني نماذج من الآيات التي أشكل فهمها على الصحابة (وأخرى شقت عليهم ولها مبحث آخر)، ارتأيت عَرضها هنا مع شرحها ... وذلك من شأنه أن يُقنع من لا يرى ضرورة للرجوع إلى التفاسير ... ويعتمد على فهمه (! ... ) إذا علم أن الصحابة والتابعين حملوا هم الفصحاء القرشيون بعض الآيات على غير محملها ووضعوها في غير محلها ... ففهَّمَها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفعل الصحابة مع التابعين نفس الشيء، فكانوا يعرفون كل آية فيما نزلت ومتى نزلت، وفيمن نزلت، وأين نزلت ... وقد عاشوا فترة الوحي وتلقوا الشرح مباشرة من الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم، وبلغوه لنا ... ودونكم خمس آيات أعرضها نموذجاً لما سلف ذكره، وبالله التوفيق:

1) الآية 60 من سورة المؤمنون

2) الآية 58 من سورة يونس

3) الآية 105 من سورة المائدة

4) الآية 123 من سورة النساء

5) الآية 195 من سورة البقرة

ترقبوا إذاً عرضها تِباعاً على هذه الصفحة إن شاء الله معتمداً على تفسير القرآن الكريم للحافظ ابن كثير (774 هـ) رحمه الله.

ـ[العلمي أمل]ــــــــ[10 - عز وجلec-2010, مساء 11:39]ـ

1) الآية 60 من سورة المؤمنون:

? إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) ?المؤمنون (57 - 61)

في تفسير ابن كثير: وقوله: ? وَ?لَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى? رَبِّهِمْ رَ?جِعُونَ ? أي: يعطون العطاء وهم خائفون وجلون أن لا يتقبل منهم؛ لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشرط الإعطاء، وهذا من باب الإشفاق والاحتياط، كما قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا مالك بن مغول، حدثنا عبد الرحمن بن سعيد بن وهب عن عائشة: أنها قالت: يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة، هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: " لا يا بنت الصديق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق، وهو يخاف الله عز وجل" وهكذا رواه الترمذي وابن أبي حاتم من حديث مالك بن مِغْول، به بنحوه، وقال: " لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون، وهم يخافون ألا يتقبل منهم ? أُوْلَـ?ئِكَ يُسَـ?رِعُونَ فِى ?لْخَيْرَ?تِ? " وقال الترمذي: وروي هذا الحديث من حديث عبد الرحمن بن سعيد عن أبي حازم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا، وهكذا قال ابن عباس ومحمد بن كعب القرظي والحسن البصري في تفسير هذه الآية. وقد قرأ آخرون هذه الآية: " والذينَ يُؤْتُونَ ما ءَاتوا وقلوبُهم وجِلةٌ " أي: يفعلون ما يفعلون وهم خائفون، وروي هذا مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأها كذلك. قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا صخر بن جويرية، حدثنا إسماعيل المكي، حدثنا أبو خلف مولى بني جمح: أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها، فقالت: مرحباً بأبي عاصم، ما يمنعك أن تزورنا أو تلم بنا؟ فقال: أخشى أن أملك، فقالت: ما كنت لتفعل؟ قال: جئت لأسألك عن آية من كتاب الله عز وجل: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها؟ قالت: أية آية؟ قال: ? ?لَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءاتَواْ ? أو? الذينَ يأتونَ ما أتوا ? فقالت: أيتهما أحب إليك؟ فقلت: والذي نفسي بيده لإحداهما أحب إلي من الدنيا جميعاً، أو الدنيا وما فيها. قالت: وما هي؟ فقلت: ?الذينَ يأتونَ ما أتوا ? فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها، وكذلك أنزلت، ولكن الهجاء حرف، فيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف، والمعنى على القراءة الأولى، وهي قراءة الجمهور السبعة، وغيرهم أظهر؛ لأنه قال: ? أُوْلَـ?ئِكَ يُسَـ?رِعُونَ فِى ?لْخَيْرَ?تِ وَهُمْ لَهَا سَـ?بِقُونَ ? فجعلهم من السابقين، ولو كان المعنى على القراءة الأخرى، لأوشك أن لا يكونوا من السابقين، بل من المقتصدين أو المقصرين، والله أعلم. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015