هل نفهم القرآن تلقائياً بدون الرجوع إلى التفاسير المعتمدة؟!

ـ[العلمي أمل]ــــــــ[07 - عز وجلec-2010, مساء 10:46]ـ

هل نفهم القرآن تلقائياً بدون الرجوع إلى التفاسير المعتمدة؟!

بقلم الدكتور أمل العلمي

كانت أول تجربة لي كاملة مع كتب التفاسير هي تلك الرحلة الممتعة "في ظلال القرآن" مع سيد قطب رحمه الله واستغرقت ستة أشهر ويزيد [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)... وقفت في دراستي لتفسير القرآن خلالها على أمثلة لألفاظ قرآنية يتبادر إلى الذهن تفسيرها البسيط لغوياً كما نعهد من لغة القوم، وفوجئت أن الفهم الذي يفرض نفسه لأول وهلة هو مغاير للتفسير الصحيح عند المفسرين وفي التفاسير المعتمدة ... وذلك لأسباب كثيرة منها جهلي السابق بأسباب النزول مثلاً، وفيما يخص هذا المبحث، كنت على جهل بالألفاظ القرآنية التي فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الظلم والظالمون بالشرك والمشركين، وتفسيره صلى الله عليه وسلم لليقين بالموت [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)... وعلقت بذهني من دراسة التفسير بعض الأمثلة (وغيرها كثير) لتلك الألفاظ أحببت أن أوردها هنا لتكون نماذج تفند زعم بعض الناس أننا لسنا في حاجة إلى التفسير ما دام أن القرآن أنزل بلغتنا، بلسان عربي مبين، وهم يخيل إليهم أنهم يفهمون اللغة، لغة قريش كما كان يفهمها الصحابة رضوان الله عليهم ... ومنا من يجتهد ويزيد مدعياً: وإن اضطررت في بعض الأحيان للجأت إلى الشرح عند الألفاظ المستعصية فقط ... فهم لا يرون الحاجة إلى التفسير البتة ... ويظنون أن المفسرين فسروا من عند أنفسهم ... فلا حاجة بنا إذاً أن نثق بهم ونصدق ما خطوه في تفاسيرهم ... أليست هناك الكثير من التفاسير المتضاربة؟ ... وعلى أي، للإجابة على هذه الشبهات المثارة مباحث أخرى. ولنعود إلى موضوعنا ... بعد هذا المدخل القصير، دونك تلك النماذج من الآيات المشار إليها آنفاً أدرجت الآيات في ترتيب مع تفسيرها معتمداً بالدرجة الأولى على كتاب "تفسير القرآن الكريم" للحافظ ابن كثير، لإجماع الخاصة والعامة عليه:

1. كلمة "الكفار" في سورة الحديد الآية 20

قال تعالى: ? اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ? الحديد: 20

عند الحافظ بن كثير في تفسيره: وقوله تعالى: ?أَعْجَبَ ?لْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ? أي: يعجب الزراع نبات ذلك الزرع الذي نبت بالغيث، وكما يعجب الزراع ذلك، كذلك تعجب الحياة الدنيا الكفار؛ فإنهم أحرص شيء عليها، وأميل الناس إليها، ... [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)

2. كلمة "سينين" في سورة التين الآية 2

قال تعالى: ? وَطُورِ سِينِينَ ? التين: 2

في تفسير ابن كثير: ?وَطُورِ سِينِينَ ? قال كعب الأحبار وغير واحد: هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام، [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)

3. كلمة "اليقين" في سورة الحجر الآية 99 وسورة المدثر الآية 47

قال تعالى: ? وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ? الحجر: 99

عند الحافظ بن كثير في تفسيره: وقوله: {وَ?عْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى? يَأْتِيَكَ ?لْيَقِينُ} قال البخاري: قال سالم: الموت، وسالم هذا هو سالم بن عبد الله بن عمر، كما قال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان، حدثني طارق بن عبد الرحمن عن سالم بن عبد الله: {وَ?عْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى? يَأْتِيَكَ ?لْيَقِينُ} قال: الموت، وهكذا قال مجاهد والحسن وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيره، والدليل على ذلك قوله تعالى إخباراً عن أهل النار: أنهم قالوا: {لَمْ نَكُ مِنَ ?لْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ?لْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ?لُخَآئِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ?لدِّينِ حَتَّى? أَتَـ?نَا ?لْيَقِينُ}] المدثر:43 - 47 [وفي الصحيح من حديث الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أم العلاء - امرأة من الأنصار -: أن رسول الله صلى

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015