حين يدخل عليه ويخرج من عنده، فقالوا: إنما يعلمه بلعام. وقال القُتَبِيّ: كان بمكة رجل نصراني يقال له أبو ميسرة يتكلم بالرومية، فربما قعد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الكفار: إنما يتعلّم محمد منه، فنزلت. وفي رواية أنه عدّاس غلام عتبة بن ربيعة. وقيل: عابس غلام حويطب بن عبد العُزَّى ويسار أبو فكيهة مولى ?بن الحضرمي، وكانا قد أسلما. والله أعلم. قلت: والكل محتمل؛ فإن النبيّ صلى الله عليه وسلم ربما جلس إليهم في أوقات مختلفة ليعلمهم مما علمه الله، وكان ذلك بمكة. وقال النحاس: وهذه الأقوال ليست بمتناقضة؛ لأنه يجوز أن يكونوا أَوْمَأوا إلى هؤلاء جميعاً، وزعموا أنهم يعلمونه. قلت: وأما ما ذكره الضحاك من أنه سلمان ففيه بُعْدٌ، لأن سلمان إنما أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهذه الآية مكية. چ لِّسَانُ ?لَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ چ الإلحاد: الميل؛ يقال: لحد وألحد، أي مال عن القصد. وقد تقدّم في الأعراف. وقرأ حمزة «يَلْحَدون» بفتح الياء والحاء؛ أي لسان الذي يميلون إليه ويشيرون أعجميّ. والعُجْمة: الإخفاء وضدّ البيان. ورجل أعجم و?مرأة عجماء، أي لا يُفصح؛ ومنه عُجْم الذنب لاستتاره. والعجماء: البهيمة؛ لأنها لا توضح عن نفسها. وأعجمت الكتاب أي أزلت عجمته. والعرب تسمي كل من لا يعرف لغتهم ولا يتكلم بكلامهم أعجمياً. وقال الفَرّاء: الأعجم الذي في لسانه عجمة وإن كان من العرب، والأعجمي أو العجمي الذي أصله من العجم. وقال أبو علي: الأعجمي الذي لا يفصح، سواء كان من العرب أو من العجم، وكذلك الأعجم والأعجمي المنسوب إلى العجم وإن كان فصيحاً. وأراد باللسان القرآن؛ لأن العرب تقول للقصيدة والبيت: لسان؛ قال الشاعر:

لسانُ الشر تهديها إلينا وخُنت وما حسبتك أن تخونا

يعني باللسان القصيدة. چ وَهَـ?ذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ چ أي أفصح ما يكون من العربية. [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)

الهوامش:

[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - تفسير الجامع لأحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ)

[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - نفس المصدر السابق

[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - نفس المصدر

[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) - نفس المصدر

[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) - نفس المصدر

[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) - نفس المصدر

[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) - نفس المصدر

[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) - نفس المصدر

[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) - نفس المصدر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015