[427] وَجَمْعُنَا نَخْتَارُهُ بِالْوَقْفِ * * * وَغَيْرُنَا يَأْخُذُهُ بِالْحَرْفِ
[428] بِشَرْطِهِ فَلْيَرْعَ وَقْفًا وَابْتِدَا * * * وَلاَ يُرَكِّبْ وَلْيُجِدْ حُسْنَ اْلأَدَا
[429] فَالْمَاهِرُ الَّذِي إِذَا مَا وَقَفَا * * * يَبْدَا بِوَجْهِ مَنْ عَلَيْهِ وَقَفَا
[430] يَعْطِفُ أَقْرَبًا بِهِ فَأَقْرَبَا * * * مُخْتَصِرًا مُسْتَوْعِبًا مُرَتِّبَا
ولو تأملت أخي القارئ فإن العبرة في قول القائل قرأت القراءات هو القراءة بحيث يقرأ لكل العشرة.
والقرءاة بالأجزاء أقرب ما تكون قراءة بعض القرآن لكل قارئ وإجازة في الباقي.
ـــــــــــــــ
وانقل لكم كلام الشيخ المقرئ نادر العنبتاوى وسؤاله لاهل العلم /
.............................. ....
يقول ((وعلى عدم جواز قول أو كتابة قرأت القرآن الكريم بالقراءات لمن قرأه بطريقة التجزئة أنقل فتوى العلامة شيخ قراء دمشق (كريم راجح) بأن هذه الطريقة لا تعرف عند علماء القراءات القدماء ولا عن شيوخنا المتقنين، وليس هذه الطريقة بطريقة الجمع المعروفة التي يجمع فيها لكل القراء والرواة وأن هذه لا تعد ختمة بالقراءات، وهي بدعة جديدة في زماننا، ولا يجوز أن يقال عن الذي قرأ بهذه الطريقة أنه قرأ القراءات العشر أو السبع.
كما سألت عن هذه الطريقة الشيخ العلامة أيمن سويد عن هذه الطريقة فاستاء جدا وقال حسبنا الله ونعم الوكيل، ومما أخبرني أنها لا تعد ختمة بالقراءات العشر أو بالسبع، بل قال ولا حتى لرواية واحدة.
وكذلك أنقل فتوى لفضيلة الشيخ المقريء المحدث حامد بن أكرم البخارى فقد سألته عن هذه الطريقة فأجابني بما يلى: " ينبغي لمن قرأ بهذه الطريقة أن يبين كيفية قراءته وأنها بالتجزئة أي جزءا لكل قارئ لأنه لم يقرأ للقراء العشرة كامل القراءات وإن لم يبين فيقال أقل درجاته أن يكون مدلسا إن لم يكن كذبا صريحا " ا. هـ
هذا والله الموفق
وفقكم الله
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 11:05]ـ
الأخ الشيخ رياض الداودي.
مرحبًا بك وأهلاً في هذا المجلس العلمي الحافل.
وجُزيتَ خير الجزاء على ما أتحفتنا به من موضوع الجمع بين القراءات، وهو الموضوع الذي ختم به ابن الجزري أبواب الأصول من كتابه "النشر في القراءات العشر".
وقد استهل ذلك الباب بقوله:
باب بيان إفراد القراءات وجمعها
لَمْ يَتَعَرَّضْ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ القِرَاءَةِ فِي تَوَالِيفِهِمْ لِهَذَا البَابِ.
وَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ أَبُو القَاسِمِ الصَّفْرَاوِيُّ فِي "إِعْلانِهِ" وَلَمْ يَأْتِ بِطَائِلٍ.
وَهُوَ بَابٌ عَظِيمُ الفَائِدَةِ، كَثِيرُ النَّفْعِ، جَلِيلُ الخَطَرِ، ... .....
وَالسَّبَبُ المُوجِبُ لِعَدَمِ تَعَرُّضِ المُتَقَدِّمِينَ إِلَيْهِ هُوَ عِظَمُ هِمَمِهِمْ، وَكَثْرَةُ حِرْصِهِمْ، وَمُبَالَغَتِهِمْ فِي الإِكْثَارِ مِنْ هَذَا العِلْمِ وَاسْتِيعَابِ رِوَايَاتِهِ، وَلَقَدْ كَانُوا فِي الحِرْصِ وَالطَّلَبِ بِحَيْثُ إِنَّهُمْ يَقْرَءُونَ بِالرِّوَايَةِ الوَاحِدَةِ على الشَّيْخِ الوَاحِدِ عِدَّةَ خَتَمَاتٍ لا يَنْتَقِلُونَ إِلَى غَيْرِهَا.
وَلَقَدْ قَرَأَ الأُسْتَاذُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ الحُصْرِيُّ القَيْرَوَانِيُّ القِرَاءَاتِ السَّبْعَ على شَيْخِهِ أَبِي بَكْرٍ القصريُّ تِسْعِينَ خَتْمَةً كُلَّمَا خَتَمَ خَتْمَةً قَرَأَ غَيْرَهَا حَتَّى أَكْمَلَ ذَلِكَ فِي مُدَّةِ عَشْرِ سِنِينَ، حَسْبَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ فِي قَصِيدَتِهِ:
وَأَذْكُرُ أَشْيَاخِي الَّذِينَ قَرَأْتُهَا * * * عَلَيْهِمْ فَأَبْدَا بِالإِمَامِ أَبِي بَكْرِ
قَرَأْتُ عَلَيْهِ السَّبْعَ تِسْعِينَ خَتْمَةً * * * بَدَأْتُ ابْنَ عَشْرٍ ثُمَّ أَكْمَلْتُ فِي عَشْرِ
وَكَانَ أَبُو حَفْصٍ الكِتَّانِيُّ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مُجَاهِدٍ وَمِمَّنْ لازَمَهُ كَثِيرًا وَعُرِفَ بِهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ سِنِينَ لا يَتَجَاوَزُ قِرَاءَةَ عَاصِمٍ .. قَالَ: وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَنْقُلَنِي عَنْ قِرَاءَةِ عَاصِمٍ إِلَى غَيْرِهَا فَأَبَى عَلَيَّ.
وَقَرَأَ أَبُو الفَتْحِ فَرَجُ بْنُ عُمَرَ الوَاسِطِيُّ أَحَدُ شُيُوخِ [195] ابْنِ سِوَارٍ القُرْآنَ بِرِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى العُلَيْمِيِّ عَلَى أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُورٍ المَعْرُوفِ بِابْنِ الشَّعِيرِيِّ الوَاسِطِيِّ عِدَّةَ خَتَمَاتٍ فِي مُدَّةِ سِنِينَ.
وَكَانُوا يَقْرَءُونَ على الشَّيْخِ الوَاحِدِ العِدَّةَ مِنَ الرِّوَايَاتِ وَالكَثِيرَ مِنَ القِرَاءَاتِ كُلُّ خَتْمَةٍ بِرِوَايَةٍ لا يَجْمَعُونَ رِوَايَةً إِلَى غَيْرِهَا.
وَهَذَا الَّذِي كان عَلَيْهِ الصَّدْرُ الأَوَّلُ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ إِلَى أَثْنَاءِ المِائَةِ الخَامِسَةِ؛ عَصْرِ الدَّانِيِّ وَابْنِ شِيطَا وَالأَهْوَازِيِّ وَالهُذَلِيِّ، وَمنْ بَعْدهمْ فَمِنْ ذَلِكَ الوَقْتِ ظَهَرَ جَمْعُ القِرَاءَاتِ فِي الخَتْمَةِ الوَاحِدَةِ وَاسْتَمَرَّ إِلَى زَمَانِنَا.