ـ[يوسف بن عبدالله]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 07:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ببحثي القاصر في مجموعة من التفاسير وجدت الاختلاف بين علماء التفسير حول سورة الرعد.
فالبعض قال بأنها: مكية، والبعض الآخر قال بأنها: مدنية، ولم أجد إلاّ نقول عن السّلف من قبل المفسرين، وبعض العلماء رجح بأنها مكية؛ لأن مقاصد السورة يشير إلى ذلك.
ولكني أميل إلى كونها مدنية ... فهل أجد من يعرض لي المسألة، ثم يرجح، فإني بحاجة ماسة للوقوف على المسألة.
وإليكم بعض ما وقفت عليه:
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -:
((اختلفوا في نزولها على قولين:
أحدهما: أنها مكية، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال الحسن، وسعيد بن جبير وعطاء، وقتادة.
وروى أبو صالح عن ابن عباس أنها مكيّة، إلا آيتين منها، قوله: ((وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ)) (1) إلى آخر الآية، وقوله: ((وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً)) (2).
والثاني: أنها مدنية، رواه عطاء الخراساني عن ابن عباس، وبه قال جابر بن زيد.
وروي عن ابن عباس أنها مدنية، إلا آيتين نزلتا بمكة، وهما قوله: ((وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ)) (3) إلى آخرها، وقال بعضهم: المدني منها قوله: ((هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ)) إلى قوله: ((لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ)) (4)، (5).
وجاء عند الرازي – رحمه الله تعالى -: ((أنها مدنية، وآياتها: 43، نزلت بعد سورة محمد، سوى قوله تعالى: ((وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ))، وقوله: ((وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)) (6)، قال الأصم: هي مدنية بالإجماع، سوى قوله تعالى: ((وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ)) (7).
وقال الثعالبي – رحمه الله -: ((قيل: مَكِّيَّة إلاَّ بَعْضَ آيات، وقيل: مدنية، والظاهر أنَّ المدنيَّ فيها كثيرٌ)) (8).
وقال الصابوني: ((سورة الرعد من السور المدنية، ولكنها تتناول المقاصد الأساسية للسور المكية، من تقرير: الوحدانية، والرسالة، والبعث والجزاء، ودفع الشبه التي يثيرها المشركون، ولهذا عدَّها بعضهم مكية)) (9).
وقال بمكيتها ابن كثير - رحمه الله تعالى -.
وقال العلامة السعدي - رحمه الله -: مدنية، وقيل: مكية.
وغير ذلك.
-----------------
(1) سورة الرعد، الآية (31).
(2) سورة الرعد، الآية (43).
(3) سورة الرعد، الآية (31).
(4) سورة الرعد، الآية (14).
(5) زاد المسير في علم التفسير، أبي الفرج ابن الجوزي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط: 3، سنة 1404هـ - 1984م، (4/ 299).
(6) سورة الرعد، الآية (43).
(7) التفسير الكبير، فخر الدين الرازي، قدم له الشيخ خليل محي الدين الميس، دار الفكر، بيروت، ط: 1، سنة 1401هـ - 1981م، (18/ 235).
(8) الجواهر الحسان في تفسير القرآن، عبدالرحمن بن محمد الثعالبي، تح: علي محمد معوّض، وعادل أحمد عبدالموجود، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط: 1، سنة 1418هـ - 1997م، (3/ 853).
(9) تفسير السور الكريمة ((يوسف، الرعد، إبراهيم))، محمد علي الصابوني، مكتبة الغزالي، دمشق، ومؤسسة مناهل العرفان، بيروت، سنة 1401هـ - 1981م، ص (62).
ـ[يوسف بن عبدالله]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 08:17]ـ
وقال السيوطي (ت911هـ) – رحمه الله تعالى -:
((أخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: سورة الرعد نزلت بمكة.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال: سورة الرعد مكية
وأخرج أبو الشيخ، وابن مردُويَه، عن ابن عباسٍ قال: ((نزلت سورة الرعد بالمدينة)).
وأخرج ابن مرْدُويَه، عن ابن الزبير، قال: ((نزلت بالمدينة الرعد))
وأخرج ابن المنذر، وأبو الشيخ، عن قتادة قال: سورة الرعد مدينةٌ، إلا آيةً مكيةً: ((وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ)) (1).
--------
(1) الدر المنثور في التفسير بالمأثور، جلال الدين السيوطي، تح: د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي، دار هجر، القاهرة، ط: 1، سنة 1424هـ - 2003م، (8/ 359).
ـ[يوسف بن عبدالله]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 10:05]ـ
لازلت انتظر من يساعدني .. !!