ـ[فالح الحجية]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 07:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.* والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما.* والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما *انها سائت مستقرا ومقاما *. والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما *. والذين لايدعون مع الله الها أخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما *. يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا.* الا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما.* ومن تاب وعمل صالحا فأنه يتوب الى الله متابا *. والذين لا يشهدون الزور واذا مروا بالغو مروا كراما * والذين أذا ذكروا بأيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا *. والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وجعلنا للمتقين أماما *. أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما.* خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما *.))
سورة الفرقان آيه 63 _ 76
الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الذي منح عباده الصالحين الرحمه وتفضل عليهم بها و وصف عباده المؤمنين في المصحف الشريف في آيات كثيرة وبصفات متعددة وفي هذه الايات الشريفة جاء وصفهم بأعمالهم وصفاتهم مع الاخرين. فهم الذين يمشون على الارض هونا لينا ويسرا وليس المشي هنا بالاقدام وانما سيرتهم وخلقهم مع الاخرين من بني البشر وممن خلق الله تعالى فيتعاملون معهم في حياتهم الدنيا.
وهم يتعاملون مع الجميع باليسري والهين من الاموروبالحسنى ومنحهم الله تعالى القدرة على الصبر فأذا خاطبهم الجاهلون من المشركين او الكفار او حتى عامة الناس من صنفهم او ممن هم اقل منهم ايمانا أذا خاطبوهم بلهجة القوة والعنف والبذاءة من الكلام وما اليه فأن ردهم عليهم يكون بأفضل اللفظ وأجمل المعنى وأحسن التعبير فجاء قوله تعالى ((واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)). فهم العافون عن الناس أساءتهم اليهم بعيدا عن الخوف منهم. ومقابلة الاساءة بالاحسان والشدة باللين واللطف وجهل الجاهلين بالحكمة و بالحلم لهو من فضل الله تعالى وهدايته لنفس المؤمن الثابت الايمان.
فهم لا يرجون من عملهم هذا وعفوهم هذا الا رضا الله تعالى والشد في عبادته. فاذا جاء الليل الى الله تعالى متوجهين في عبادة وصلاة وذكردائم لله تعالى. وهم يصلون الفرائض ويقومون الليل نافلة طلبا لرضى الله عليهم ومحبته في قلوبهم. وفسجودهم كناية عن الصلاة المفروضة وذكرالله يبتغون في كل ذلك. انهم يبغون رضا الله تعالى ويدعونه ان يجنبهم عذاب النار في جهنم وان لا يجعلها سكنا لهم ومستقرا لهم ذلك المستقر السيء الذي هم انشاء الله يوم القيامة بعيدون عنه بفضل الله ونعمته عليهم
من صفات المؤمنين التوسط في الانفاق والصرف بحسب الحاجه فلا يجعلون أيديهم مغلولة الى اعناقهم بخلا وشحا ولا يبسطونها كل البسط فينفضون كل ما لديهم من مال فيبقون معدمين مدينين بل وصفهم الله تعالى بين هذا وذاك تبعا لما لديهم من ثروة ومال وفقر وغنى.
ثم وصفهم بصفات ثلاث لا يقومون بها ولا يتصفون بها فهم لا يشركون بالله تعالى ومن يشرك بالله تعالى فقد حرم الله تعالى عليه الجنة ولا يقتلون النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق وحق قتل النفس هو القصاص النفس بالنفس والخروج على الامام او قل الخروج من الاسلام أي من ارتد عن الاسلام حل قتله
ولا يزنون وهي معصية ثالثة وهي افة هذا العصروبلاءه فقد انتشر الزنا بين الخلق وخاصة في الامم غير المسلمة فاوقعهم الله تعالى بشر اعمالهم حيث سلط عليهم مرض
(الايدز) الذي انتشر بينهم انتشار النار بالهشيم والذي لايشفى مريضه ابدا ويكون عالة على نفسه وعائلته وسبب او مصدر عدوى لمن تقرب منه او خالطه مثل مخالطته لزوجته
فمن فعل أي منها عاقبة الله تعالى بالاثم وضاعف له العذاب يوم القيامة ويبقى في هذا العذاب مهانا خالدا مخلدا بالهوان والذ لة في جهنم.
¥