فائدة في ضبط (من) وَ (عن).

ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 04:50]ـ

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:

فإنني أرى في كثير من الكتب المحققة اضطراباً في ضبط (من) وَ (عن) إذا أتى بعدهما ساكن، كمثل: عن ابن عمر ... فبعضهم يضبطها: بالتسكين، والآخر بالتحريك، وبعضهم تجده مضطرباً فمرةً هكذا ومرةً هكذا!

فوقعت عيني على كلام للنووي – رحمه الله – في كتابه: رؤوس المسائل وتحفة طلاب الفضائل (ص 84) حيث قال:

مسألة في حرف (مِنْ) و (عَنْ) إذا لقيهما ساكن وهما حرفان تكرر استعمالهما.

فأما مِنْ: فإنْ كان بعدها اسم معرف بالألف واللام فاللغة الفصيحة المختارة: فتح النون، والكسر لغة قليلة.

فالأول مثل قولك: قبضت مِنَ المال ألفاً، ومِنَ الرجل مائةً، ومِنَ القوم عشرين.

والثاني: قبضت مِنِ ابنك.

وأما عَنْ: فاللغة الفصيحة: كسرها إذا لقيها ساكن مطلقاً، وفيها لغة بضم النون مطلقا ولا تكسر اهـ.

ولعل الشيخ العوضي يفيدنا أكثر:)

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 01:37]ـ

بارك الله فيكم شيخنا على هذا التواضع

وضابط ما ذكره الإمام النووي أن حركة النون في هذه الأمثلة تكون مخالفة لحركة الحرف قبلها، كما في قوله تعالى: {مِنَ الشيطان الرجيم}، و {عَنِ القرية}، ويجوز الوجهان خارج القرآن، ولكن هذا هو الأفصح؛ لأن تتابع الحركات المتماثلة ثقيل والعرب تتجنبه عادة، ولذلك فتحوا الباء من (إبَلي) في النسبة إلى الإبل كراهة لتوالي الكسرات، وكذلك فتحوا الميم من (نمري) في النسبة إلى النمر لكراهة ذلك، ولذلك أيضا قرئ قوله تعالى: {مطلَعِ الفجر} بفتح اللام لأن العين مكسورة، في حين قرئ قوله تعالى: {مطلِعَ الشمس} بكسر اللام لأن العين مفتوحة.

وبعض المعاصرين يضبط أمثال هذه الكلمات بالسكون اعتبارا للوقف وأصل الكلمة، ولكن المحققين المشهورين يضبطونها بالتحريك بناء على الوصل.

ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 01:50]ـ

جزاكما الله خيرا

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 08:21]ـ

ومما يصلح أن يضم إلى ما ذكر:

أحوال (أوْ) العاطفة

قال الله تعالى:

{فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} (196) سورة البقرة.

هذه قراءة القراء العشرة لـ «أوْ» هنا.

لاحظ أنه جاء بعدها متحرك = فسكنت، وأمثلته في القرآن كثيرة جدا.

أما إن جاء بعدها معرف بأل = فتكسر: «أوِ».

أمثلة:

قال الله تعالى: {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ} (31) سورة النور.

وقال الله تعالى: {أَوِ الطِّفْلِ} (31) سورة النور.

وقال الله تعالى: {أَوِ الْخَوْفِ} (83) سورة النساء.

وقال الله تعالى: {أَوِ الْوَالِدَيْنِ} (135) سورة النساء.

وقال الله تعالى: {أَوِ الْحَوَايَا} (146) سورة الأنعام.

وقال الله تعالى: {أَوِ الْقَتْلِ} (16) سورة الأحزاب.

كلها مكسورة في قراءة القراء العشرة.

وليس في القرآن غيرها فيما أحسب.

وأما إذا جاء بعدها ساكن غير معرف بأل، وبعده مضموم= فيجوز الكسر والضم:

مثاله:

قال الله تعالى: {أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم} (66) سورة النساء.

وقال الله تعالى: {نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} (3) سورة المزمل.

وقال الله تعالى: {أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ} (110) سورة الإسراء.

وهذه قراءة عاصم وحمزة.

أما بقية القراء العشرة فبالضم.

{أَوُ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم} (66) سورة النساء.

{نِصْفَهُ أَوُ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} (3) سورة المزمل.

{أَوُ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ} (110) سورة الإسراء.

وليس في القرآن غيرها فيما أظن.

وأما إذا جاء بعدها ساكن غير معرف بأل وبعده مكسور = فتكسر الواو

مثاله:

قال الله تعالى: {أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعًا} (71) سورة النساء.

وهذه قراءة القراء العشرة.

وليس في القرآن إلا هذا الموضع.

وإذا جاء بعدها ساكن غير معرف بأل وبعده مفتوح = فتكسر الواو أيضا:

أمثلة:

قال الله تعالى: {أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} (13) سورة الملك.

وقال الله تعالى: {أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ} (167) سورة آل عمران.

وقال الله تعالى: {اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ} (9) سورة يوسف.

قال الله تعالى: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ} (158) سورة البقرة.

قال الله تعالى: {أَوِ امْرَأَةٌ} (12) سورة النساء.

وهذه قراءة القراء العشرة.

ولم أجد في كتاب الله غيرها.

أما «أوَ» المفتوحة الواو كما في قوله تعالى:

{أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم} (100) سورة البقرة

وغيرها كثير.

فهذه قد اختلف النحاة فيها، قال أبو حيان في البحر المحيط:

وقرأ الجمهور: {أوَ كلما}، بفتح الواو. واختلف في هذه الواو،

فقيل: هي زائدة، قاله الأخفش.

وقيل: هي «أوْ» الساكنة الواو، وحركت بالفتح، وهي بمعنى بل، قاله الكسائي.

وكلا القولين ضعيف.

وقيل: واو العطف، وهو الصحيح.

وليعذرني أبو مالك على التطفل، وإن كان فيما ذكرت غلط أو نقص = فليسده مشكورا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015