ويظهر لك من هذا الفصل، وما تقرر فيه سر آخر، وهو إعطاء السبب في أن كلام الإسلاميين من العرب أعلى طبقة في البلاغة وأذواقها من كلام الجاهلية، في منثورهم ومنظومهم. فإنا نجد شعر حسان بن ثابت وعمر بن أبي ربيعة والحطيئة وجرير والفرزدق ونصيب وغيلان في الرمة والأحوص وبشار، ثم كلام السلف من العرب في الدولة الأموية وصدراً من الدولة العباسية، في خطبهم وترسيلهم ومحاوراتهم للفلوك أرفع طبقة في البلاغة بكثير من شعر النابغة وعنترة وابن كلثوم وزهير وعلقمة بن عبدة وطرفة بن العبد، ومن كلام الجاهلية في منثورهم ومحاوراتهم. والطبع السليم والذوق الصحيح شاهدان بذلك للناقد البصير بالبلاغة.

والسبب في ذلك أن هؤلاء الذين أدركوا الإسلام سمعوا الطبقة العالية من الكلام في القرآن والحديث، اللذين عجز البشر عن الإتيان بمثليهما، لكونها ولجت في قلوبهم ونشأت على أساليبها نفوسهم، فنهضت طباعهم وارتقت ملكاتهم في البلاغة عن ملكات من قبلهم من أهل الجاهلية، ممن لم يسمع هذه الطبقة ولا نشأ عليها، فكان كلامهم في نظمهم ونثرهم أحسن ديباجة وأصفى رونقاً من أولئك، وأصفى مبنى وأعدل تثقيفاً بما استفادوه من الكلام العالي الطبقة. وتأمل ذلك يشهد لك به ذوقك إن كنت من أهل الذوق والتبصر بالبلاغة.

ولقد سألت يوماً شيخنا الشريف أبا القاسم قاضي غرناطة لعهدنا، وكان شيخ هذه الصناعة، أخذ بسبتة عن جماعة من مشيختها من تلاميذ الشلوبين، واستبحر في علم اللسان وجاء من وراء الغاية فيه، فسألته يوماً: ما بال العرب الإسلاميين أعلى طبقة في البلاغة من الجاهليين، ولم يكن ليستنكر ذلك بذوقه، فسكت طويلاً ثم قال لي: والله ما أدري! فقلت له: أعرض عليك شيئاً ظهر لي في ذلك، ولعله السبب فيه. وذكرت له هذا الذي كتبت فسكت معجباً، ثم قال لي: يا فقيه هذا كلام من حقه أن يكتب بالذهب. وكان من بعدها يؤثر محلي ويصيخ في مجالس التعليم إلى قولي ويشهد لي بالنباهة في العلوم. والله خلق الإنسان وعلمه البيان.

ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 10:57]ـ

نصحني أحد المهتمين باللغة بكتاب " الصاهل والشاحج" للمعري.

فما رأيكم؟

ـ[سالم عدود]ــــــــ[04 - عز وجلec-2007, صباحاً 11:31]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[العوضي]ــــــــ[04 - عز وجلec-2007, مساء 12:01]ـ

بارك الله فيكم على هذه النصائح الثمينة

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - عز وجلec-2007, مساء 02:16]ـ

لا تجزع أخي الفاضل أمجد، فقد اشتكى بنحو مما اشتكيت منه شيخ الإسلام مصطفي صبري، تجده في "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين" ..

ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 10:44]ـ

قال العلامة عبد العزيز الميمني الراجكوتي:

ثم نظرت في الكتب التالية وحفظتها من أجل معرفة المفردات اللغوية:

كفاية المتحفظ

فقه اللغة للثعالبي

الألفاظ الكتابية للهمذاني

نظام الغريب .... وغير ذلك ثم بعدها:

إصلاح المنطق

تهذيب الألفاظ .... وغيرها

وقد حفظت في تلك الأيام المعلقات العشر وعدة قصائد أخرى تعد من أجود القصائد العرببية وتبلغ في رتبتها مرتبة المعلقات أما المجاميع الأدبية والدواوين الشعرية التي حفظت معظمها فهي:

ديوان المتنبي

ديوان الحماسة (كلاهما كاملا)

جمهرة أشعار العرب

المفضليات

نوادر أبي زيد

الكامل لابن المُبَرِّد

البيان والتبين

أدب الكاتب مع شرحه الاقتضاب. ا. هـ من كتاب محمد عُزَير الذي جمع فيه أغلب مقالات الميمني (22/ 1)

وكان الشيخ الميمني يحفظ 100000بيت شعري

رحمه الله مع أن لغته الأصلية هي الفارسية

وهكذا فلتكن الهمم ....

ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 07:06]ـ

وهو_العلامة الميمني_ يرى على طالب علم الأدب أن يحفظ:

الغريب المصنف لأبي عبيد

وإصلاح المنطق

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 07:20]ـ

وهو_العلامة الميمني_ يرى على طالب علم الأدب أن يحفظ:

الغريب المصنف لأبي عبيد

وإصلاح المنطق

كان أبو بكر الأبيض يحفظ الغريب المصنف، ولما سئل عن ذلك ذكر أنه قيد نفسه بالحديد حتى حفظه!! وأنشد لنفسه:

ريعت عجوزي إذ رأتني لابسا ............ حلق الحديد وإنه ليروعُ

شدت على حيزومها وتمثلت ............ أمثالها وفؤادها مصدوعُ

قالت هبلت؟! فقلت لا بل همةٌ ............ هي عنصر العلياء والينبوعُ

سن الفرزدق سنة فتبعه ............ إني لما سن الكرام تبوعُ

يشير إلى أن الفرزدق كان قد قيد نفسه بالحديد أيضا حتى حفظ القرآن.

وممن كان يحفظ الغريب المصنف أيضا أبو القاسم ابن سيده صاحب المحكم والمخصص.

وكان آية في الحفظ والذكاء، مع أنه كان أعمى.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 07:20]ـ

وكان الشيخ الميمني يحفظ 100000بيت شعري

ذكر ذلك د. شاكر الفحام في مقدمة (بحوث وتحقيقات للعلامة عبد العزيز الميمني) وأحال على مجلة المجمع العلمي الهندي المجلد العاشر ص 8.

وقد كنت قرأت قديما -منذ نحو ثماني عشرة سنة- عبارة ذكرها الميمني في تحقيقه لكتاب الفاضل للمبرد، ولم أستطع فهمها في حينها، حتى اطلعت على هذه البحوث والتحقيقات.

قال في تحقيقه للفاضل: كذا، والذي في حفظي كذا وكذا!! [أو معناه]

فلما قرأت ما في (بحوثه وتحقيقاته) قلت: ليس من المستغرب لمن يحفظ مائة ألف بيت أن يحيل على حفظه!

رحمه الله مع أن لغته الأصلية هي الفارسية

لغته الأصلية هي الأردية، والله أعلم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015