لهشام خلاف في إدغام ذال (إذ) في بعض حروفها الستة

ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 12:38]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فهذه مناقشة لإدغام هشام حرف الذال من (إذ) في حروفها الستة.

قال الإمام ابن الجزري رحمه الله (النشر، 2/ 2ـ3):

" (ذال: إذ) اختلفوا في إدغامها وإظهارها عند ستة أحرف، وهي حروف تجد، والصفير:

فالتاء: (إذ تبرأ الذين، وإذ تخلق، وإذ تأذن، إذ تأتيهم، إذ تفيضون، إذ تقول، إذ تدعون، إذ تمشى).

والجيم: (إذ جعل، وإذ جئتم، وإذ جاء).

والدال: (إذ دخلت جنتك) في الكهف، (إذ دخلوا) في الحجر وصَ والذاريات.

والسين: (إذ سمعتوه).

والصاد: (وإذا صرفنا).

والزاي: (وإذ زين لهم، وإذ زاغت).

فأدغمها في الحروف الستة أبو عمرو وهشام"اهـ.

وقال ـ رحمه الله ـ في الطيبة:

254ـ إذ في الصفير وتجد أدغم حلا **** لي .............................. ..

فيلاحظ أنه ذكر أن هشاماً يدغم ذال (إذ) في جميع حروفها الستة من غير خلاف.

بينما مفاد كلام الإمام ابن مجاهد رحمه الله أن لهشام الإظهار عند بعض هذه الأحرف الستة، وتقييد الإدغام في بعضها بمواضع محددة.

قال الإمام ابن مجاهد رحمه الله ـ أثناء كلامه عن مذهب أبي عمرو رحمه الله في الإدغام ـ (السبعة، ص 119):

"وفي الجيم كقوله: (إذ جاءوكم)، ولم يدغم أحد من القراء الذال في الجيم غير أبي عمرو".

وقال رحمه الله ـ وهو يتكلم عن إدغامات ابن عامر رحمه الله ـ (السبعة، ص24ـ25):

"وأما ذال (إذ) فكان يدغمها في الظاء مثل قوله: (إذ ظلموا)، وفي الزاي مثل قوله: (وإذ زاغت)، وفي الدال مثل قوله: (إذ دخلت)، ويظهر في قوله: (إذ دخلوا)، ويظهرها عند الصاد في مثل قوله: (وإذ صرفنا إليك)، ويدغمها في التاء في موضع واحد ويظهرها عند غيره، وهو قوله: (إذ تقول للمؤمنين)، ويظهرها في قوله: (إذ تستغيثون)، و (إذ تفيضون فيه)، وما أشبه ذلك" اهـ.

فحاصل كلام ابن مجاهد:

أن لهشام في ذال (إذ) الإظهار عند السين، والصاد، والجيم مطلقاً، وعند الدال في غير (إذ دخلت) وهو في الكهف، أي يظهرها عند الدال من (إذ دخلوا) بالحجر, وص، والذاريات، وعند التاء في غير (إذ تقول للمؤمنين).

وكتاب السبعة لابن مجاهد هو من أصول النشر، ومن طرقه في رواية هشام، وبعض الروايات الأخرى.

فاقتصار ابن الجزري لهشام على إدغامها في حروفها الستة فيه إشكال.

ـ فالذي يظهر لي مما سبق, والله تعالى أعلم ـ أنه ينبغي أن يكون له ـ أي هشام ـ الخلاف في إدغام ذال (إذ) في السين والصاد والجيم، وكذلك في الدال في غير (إذ دخلت) بالكهف، وفي التاء في غير (إذ تقول للمؤمنين)، والله تعالى أعلم.

ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 01:14]ـ

شيخنا الفاضل.

نعم.

هذه من المواضع التي وقع فيها الخلاف بين المذهب العراقي [كتاب الإرشاد للقلانسي وغيره] والمذهب الشامي [التيسير والشاطبية ونحوهما]، وقد اهتم أكثر من إمام ببيان ما بين المذهبين من فروق، مثل الإمام الديواني في (روضة التقرير)، وقد قال عند هذا الموضع:

القول في ذال إذ ودال قد وتاء التأنيث الساكنة ولام هل وبل .. ويفعل

* الكلُّ وفقًا أتى لكنَّ عندهمُ = هشامٌ ادغَمَ (إذ) في الستة اعتقدا

* ولابن ذكوانَ دالا والخلافُ له = من طُرقِنا مع تقول إذ تفيض بدا

أخبر أن الكل أي ذال إذ ودال قد ولام هل وبل ... يفعل، وقع الجميع في المذهبين سواء إلا ما ذكر عن هشام في ذال إذ فإنه أدغم في المذهب الشامي ذال إذ في الأحرف الستة التي يجمعها حروف تجد والصفير بلا خلاف عنه في شيء منها، ثم ذكر أن ابن ذكوان في المذهب الشامي أيضًا أدغم ذال إذ في الدال فقط، وهو أربعة مواضع: ولولا إذ دخلت جنتك، وإذ دخلوا على داود، وإذ دخلوا عليه فقالوا سلاما في الحجر والذاريات. ثم ذكر الخلاف له من طرقنا عنه يعني في المذهب العراقي، وهو الإظهار والإدغام. ثم زاد له في المذهب العراقي أيضا الخلاف .. .... .... [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=430715#_ftn1) للمؤمنين في آل عمران، وإذ تقول للذي أنعم الله ... ... [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=430715#_ftn2) الأحزاب، وفي إذ تفيضون فيه في يونس.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015