ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Mar-2007, صباحاً 07:16]ـ
(أصل كلمة: «قبطي»)
كلمة قبطي: تعني: مصري، سواء أكان مسلمًا، أوصليبّيًا (!).
يقول الدكتور رأفت عبد الحميد في «الفكر المصري في العصر المسيحي» ص12 - 14:
((القول بـ «مصر القبطية» أو «مصر في العصر القبطي» فهو بعيد عن الحقيقة التاريخية تمامًا، ولا يتفق مع المنطق جملةً وتفصيلًا، فليس هناك في التاريخ ما يسمى بـ «عصر قبطي»، إلا إذا أطلقنا ذلك على التاريخ المصري كله منذ بدايته المعروفة في الألفية الخامسة قبل الميلاد، إلى أن تقوم الساعة؛ لأن كلمة «قبطي» تعني: مصري، و «القبط» و «الأقباط» تعني: المصريين جميعًا منذ فتحت الدنيا عليها عيونهم قبل فجر التاريخ.
وهذه الكلمة «قبط» تعود في جذورها على أكثر الأقوال شيوعًا إلى كلمة: «آجبه» أي: أرض الفيضان، وهي بذلك تعود إلى أصول مصرية، أو تعبير: «حـ. ت كا - بتاح» وتعني: «مقر قرين الإله بتاح»، وهو: إله مدينة منف، وهو الاسم الذي كانت تعرف به المدينة، ولمّا كان التقليد قد جرى عند المصريين دَومًا بإطلاق، أو تعميم الاسم على البلد كلها، فقد حدث ذلك فيما بعد، وقد جرى هذا أيضًا على عاصمة مصر زمن الإمبراطورية المصرية القديمة، حيث يقول هيرودوت: « .. وكانت طيبة التي يبلغ محيطها ستة آلاف ومائة وعشرين ستادًا تسمَّى منذ القِدَم مصر».
كما هو واقع الآن حيث يطلق المصريون على القاهرة «مصر»، فالمصري في أقصى الصعيد يعلن أنه سوف يقصد «مصر» لأداء مهمة بعينها، وهو يعني: القاهرة، وكذلك يفعل السكندري، وكل أبناء مدن مصر وقُراها.
ولمّا كان تغيير الحروف بحروف أخرى، أو إسقاط بعضها أمرًا واردًا مع اختلاف طبيعة النطق في اللهجات المختلفة وتباينها من شَعب إلى آخر، أو حتى من وقت لآخر في البلد الواحد، فقد تحولت «الحاء» إلى «هاء»، وأسقط حرف «التاء» لتصبح الكلمة «هكاتباه» ثم صُحِّفَت هذه الصيغة في اليونانية لتصبح «الهاء»: همزة، والـ «كا»: «جيما»، وأضيفَت إليها النهاية اليونانية، لتجيء على هذا النحو: «آيجيبتوس» صلى الله عليه وسلمegyptus ، ولترتبط بها مجموعة من الروايات الأسطورية كان من بينها: أن اسم «منف» الذي حملته هذه المدينة، هو في الأصل اسم لابنة الملك الذي بناها، وهي الفتاة التي تدلّه بحبها إله النيل (!)، وأنجب منها: «آيجيبتوس» الذي اشتهر بالفضيلة، فأطلق الناس اسمه على مصر.
ومن المعروف أيضًا أن شاعر الإغريق الأعظم (!): «هوميروس»، ذَكَر نهر النيل في ملحمته: «الأوديسة»، باسم: «أيجيبتوس»، وذلك عندما قصّ علينا رحلة: «منلاوس»، وما فعلته الرياح به، ويقول على لسانه: في نهر «آيجيبتوس مكثت سفينتي».
وعلى هذا النحو نفسه، انتقلت هذه الصيغة اليونانية، إلى اللغات الأوربية الحديثة، مع إسقاط النهاية: US ، ولابقاء على جذر الكلمة، لنراها في الإنجليية: صلى الله عليه وسلمgypt ، وفي الفرنسية: صلى الله عليه وسلمgypt ، وقد تعرّف: I' صلى الله عليه وسلمgypt ، وهكذا في بقية اللغات الأوربية، كما عُرفَت في العربية مع التصحيف بـ: «قبط»، بعد حذف: صلى الله عليه وسلمe ، اليونانية، والابقاء على جذر الكلمة الرئيسي: « gypt» ، وهكذا فقد أضحت كلمة «قبط» بعد حذف: صلى الله عليه وسلمe، تعني: مصر، كما تعني أيضًا: أهلها، وهي في هذه الأخيرة تستخدم في صيغة الجمع، فـ «القبط»، هم: المصريون، ومفردها: «قبطي»، أي: مصري، وقد تجمع أحيانًا على: «أقباط»، أي: مصريين.
القبطية إذن ليست دينًا، فمن الخطأ البيّن القول بـ: «الديانة القبطية»، إلا إذا انصرف الذهن إلى الآلهة المصرية القديمة (!)، و «القبطية» بالتالي لا تعني «المسيحية»، وليست بديلًا عنها.
ومن ثم فإن كلمة: «الأقباط»، تعني: المصريين جميعًا، المسلمين والمسيحيين على السواء، فهذا «قبطي»، أي: «مصري» مسلم، وهذا «قبطي»، أي: مصري مسيحي، تضمّهم جميعًا بين أحضانها البلد العظيم .. مصر.
ومن ثم القول بـ: «مصر القبطية»، أي: «مصر المصرية»، أو «مصر في العصر القبطي» أي: «مصر في العصر المصري»: لا يستقيم مع التاريخ، ولا مع المنطق)).
ـ[محمد بن رجب الخولي]ــــــــ[06 - Mar-2007, صباحاً 09:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا كلام جيد وهو الأصل في كلمة (قبط)، وكلمة (القبط) مذكورة في كتب التفاسير في الحديث عن بني إسرائيل عندما كانوا في مصر، والمراد بها: أهل مصر الأصليين تمييزا لهم عن بني إسرائيل، ومعلوم قطعا أنه لم يكن- في زمن موسى عليه السلام وفرعون- نصارى أو مسيحيون في مصر!
ويمكن أن يقال: إنه قد حدث تغير دلالي لهذه الكلمة بدلالتها على بعض ما كانت تدل عليه، وهو ما يعرف بالتخصيص؛ فانحصرت دلالتها على من ظل على نصرانيته من أهل مصر؟! وحينئذ لا يكون استعمالها بهذا المعنى خطأ بل هو مجرد تخصيص دلالي، كما تخصصت دلالة كلمة (مصر) على (القاهرة الكبرى) وهي المنطقة التي تضم مدنا ومناطق من ثلاث محافظات: القاهرة والجيزة والقليوبية. اللهم إلا أن يراد بهذا التخصيص شيء آخر فكري أو سياسي؛ كما- ربما- يفهم من الكلام المنقول عن الدكتور رأفت عبد الحميد، وما ذكرتُه من التغير الدلالي أمر لغوي بحت!
ولا أستبعد أن يكون وراء هذا التخصيص أمر خفي؛ مؤداه: أن من ظل على نصرانيته هم المصريون الأصليون، أما المسلمون فليسوا مصريين أصليين، بل أصولهم من العرب الفاتحين، ثم ينتج عن هذا أن المسلمين مغتصبون لأرض مصر ... إلخ
وبالطبع فإن هذا ادعاء يرفضه الواقع والتاريخ!!
¥