10 ـ شعورُ المسلمين بالمساواة في عبادة الله تعالى؛ لأنه في هذا المسجدِ يجتمعُ أغنى النَّاسِ إلى جَنْبِ أفقرِ النَّاسِ، والأميرُ إلى جَنْبِ المأمورِ، والحاكمُ إلى جَنْبِ المحكومِ، والصغيرُ إلى جَنْبِ الكبير، وهكذا فيشعرُ الناسُ بأنهم سواء في عبادة اللهِ، ولهذا أمَرَ بمساواةِ الصُّفوفِ حتى قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «لا تختلفوا فتختَلِفَ قلوبُكم» (1).
11 ـ ما يحصُلُ مِن تفقُّدِ الأحوالِ أحوال الفقراء، والمرضَى والمتهاونين بالصَّلاةِ، فإنَّ الإنسانَ إذا رُئيَ مع النَّاسِ وعليه ثيابٌ بالية ويبدو عليه علامة الجوعِ رحِمَهُ النَّاسُ، ورَقُّوا له، وتصدَّقوا عليه، وكذلك إذا تخلَّفَ عن الجماعة عَرَفَ النَّاسُ أنه كان مريضاً مثلاً أو غير ذلك فيسألون عنه، وكذلك إذا علموه متخلِّفاً عن الصَّلاة بلا عُذْرٍ اتَّصلُوا به ونصحوه.
12 ـ الأصلُ الأصيل وهو التعبُّد لله تعالى بهذا الاجتماع.
13 ـ استشعارُ آخِرِ هذه الأمة بما كان عليه أولُها، أي: بأحوال الصَّحابةِ، كأنما يستشعرُ الإمامُ أنَّه في مقامِ الرَّسولِ صلّى الله عليه وسلّم في إمامةِ الجماعة فيتأسَّى به فيما ينبغي أن يكون عليه في الإمامة، ويستشعرُ المأمومون أنهم في مقام أصحابِ الرَّسولِ
عليه الصلاة والسلام، فلا يتخلَّفُون عن الجماعة إلا لعذر ولا يفرِّطون في متابعة الإمام، ولا شَكَّ أنّ ارتباطَ آخِرِ الأمةِ بأوّلِها يعطي الأمةَ الإسلاميَّةَ دُفعةً قويةً إلى اتِّباعِ السَّلفِ واتِّباعِ هديهم، وليتنا كُلَّما فعلنا فِعْلاً مشروعاً نستشعرُ أننا نقتدي برسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم وبأصحابِهِ الكرام، فإنَّ الإنسانَ لا شَكَّ سيجِدُ دُفعةً قويةً في قلبِهِ تجعلُه ينضمُّ إلى سِلْكِ السَّلفِ الصَّالحِ، فيكون سلفيًّا عقيدةً وعملاً، وسُلوكاً ومنهجاً.
هذه أدلة من قال إنَّ صلاة الجماعة فَرْضُ عَيْنٍ، وهي أدلَّةٌ مَن اطَّلعَ عليها لم يسعه القول بغير هذا.
وقال بعض العلماء: إنها فرض كفاية.
وقال آخرون: إنها سُنَّةٌ.
واستدلَّ مَن قالَ بأنَّها سُنَّةٌ بقوله صلّى الله عليه وسلّم: «صَلاةُ الجَماعةِ أفضلُ مِن صَلاةِ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشرينَ دَرجةً» (1) فقالوا إنه قال: «أفضل» والأفضل ليس بواجب.
ولكن هذا الاستدلالُ ضعيفٌ جداً؛ لأنَّ المرادَ هنا: بيانُ ثوابِ صلاةِ الجماعةِ، وأنَّ أجرَها أفضلُ وأكثرُ، لا حُكمَ صلاةِ الجماعةِ، وذِكْرُ الأفضليَّة لا ينفي الوجوب. ألا ترى إلى قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنَجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ *تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ} [الصف: 10 ـ 11] يعني: أخْيَر وأفضل، فهل تقولون: إن الإيمانَ بالله والجهاد في سبيله سُنَّةٌ؟ لا أَحَدَ يقول بذلك.
وهل تقولون: إنَّ صلاة الجُمُعة سُنَّة، لأنَّ الله قال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *} [الجمعة].
الجواب: لا أَحَدَ يقول بأنَّ صَلاةَ الجُمُعة سُنَّةٌ. اه
(الشرح الممتع على زاد المستقنع) الشيخ العثيمين رحمه الله
فهنا الشيخ مع ذهابه الى وجوب صلاة الجماعة في المسجد الا انه بين أن من أهل العلم قد ذهب الى أنها فرض كفاية أو سنة, فمن ذهب الى غير الوجوب فله سلف, والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أم الهدى]ــــــــ[15 - عز وجلec-2010, صباحاً 07:46]ـ
جزاك الله خيراً أخي، ولكن ماذا أفعل إذا كنت أرى بعض أبناءنا لايذهبون في بعض الفروض لاأقول كلهاإلى المسجد تهاوناً منهم وقولهم إنا ماتركنا الصلاة وقد صلينا ولاأخفي عليك فأنا أموت غيظاً وكمدأ من هذا التساهل فأحياناً أثور في وجوههم، فهل في هذا تنفير مني أم ماذا أفعل؟؟؟؟؟
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[15 - عز وجلec-2010, مساء 10:02]ـ
جزاك الله خيراً أخي، ولكن ماذا أفعل إذا كنت أرى بعض أبناءنا لايذهبون في بعض الفروض لاأقول كلهاإلى المسجد تهاوناً منهم وقولهم إنا ماتركنا الصلاة وقد صلينا ولاأخفي عليك فأنا أموت غيظاً وكمدأ من هذا التساهل فأحياناً أثور في وجوههم، فهل في هذا تنفير مني أم ماذا أفعل؟؟؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
عليك أختي الكريمة بالحكمة قال الله تعالى (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) , نحتاج أن نعلم أبناءنا دين الله نعرفهم بنبيهم وما قام به لأجل هداية الناس وما الواجب علينا اتجاهه نعرفهم بأصحاب النبي (ص) رضوان الله عليهم وكيف بذلوا أنفسهم لأيصال دين الله الينا, نرغبهم بدين الله وأن من يداوم على طاعة الله نكرمه ونكافأه ونرهبهم من معصية الله سبحانه وتعالى, نحتاج الى القدوة في البيت فالأب دوره كبير مع الأبناء فهو بامكانه أن يلزمهم بالذهاب الى المسجد وأن يسمعوا النصيحة وعلى الأب أن يلتزم قبل الأبناء لكي يكون لهم قدوة حسنة , كذلك الأم عليها أن تلتزم يدين الله سبحانه وتعالى لكي يوفق الله أبناءها لطاعة الله, أخيرا دعاء الوالدين لأبناءهم أمر مهم ندعو لهم بالتوفيق والهداية في الدنيا والآخرة, أوصيك أختي بالصبر عليهم ولاتنفريهم بل رغبيهم بدين الله أسأل الله أن يعينك ويوفق أبناءك للخير وأن يجعلهم صالحين مصلحين والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
¥