ـ[توحيد 34]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 10:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
(لَفْتُ الانْتبَاه إلى أقسام المياه)
نُثْنِي على الرحمن نَحمدُه على * نُعْمَى الحياة وَما أَفَاضَ وَأَجْزَلاَ
فهو الكريمُ وفضله عَمَّ الوَرَى * والكوْنُ اجْمَعُه دُناهُ وَالعُلاَ
وعلى النبيِّ المصطفى صلواتنا * تَتْرى وَريحُ سلامنا قد أُرْسِلاَ
غَمَرَ الوُجود بنُوره حَتَّى انجَلا * غَلَسٌ بِهِ فبَدَا انهَاراً أجْمَلاَ
وعَلى الصِّحَابِ وآلِهِ والتُّبَّعِ * أَهل الكرمة والذكاء الألمعي
الطهارة لغة وشرعاً:
إن الطهارة في اللِّسانِ الجَاري * لهي النزاهةُ صَاح عَنْ أَقْذارِ
فِي حينَ شَرعاً رَفْعُ مَا قَدْ يَمْنَعُ * تِلْكَ الصلاةَ من النجاسةِ فاسْمَعُوا
أَوْ: ما جَاءَ مِن حَدَثٍ بِماٍء صَيّبِ * أو رَفْعِ حكمه بالتّرابِ الطيّبِ
مراتب الطهارة:
ولها رُزقتَ نُهىً مراتِبُ (أَربَعَهْ) * فيهَا لطُلاَّبٍ فوائِدُ مجْمَعَهْ
تَطْهيرُ ظَاهِرنَا عن الأحْداثِ * ثُمَّتْ عن الفَضَلاَت والأخْبَاثِ
وكذَا تَطْهِيرُ الحوادث عن جُرُمْ * وعن المفاسد كلها وعن الأثَمْ
تطهير قلبك عن ذميمِ خَلاَقِ * ورذائلَ مَمْقُوتَةٍ كَنفَاقِ
تطهيرُ سِرّكَ يا أخي عَمّا سِوَى * رَبِّ البَرَايا فالقِ الحبِّ، النَّوَى
تلك طهارة أنبياءٍ أُكْرموا * في جَنْبِ صدِّيقين تَقْوَى أُلهِمُوا
الطهارة نصف الإيمان:
إن الطَّهور كما رَوى عن اشْعَرِي * مُسْلِمْ برَفْعٍ فافقهنْ وتَدَبَّرِ
شَطْرٌ لإيمَانٍ بِهِ يُسْتَكْمَلُ * وبِذَاكَ يُغني عَقْلَهُ المُتَحصِّلُ
أما لدى بَنْ حَنْبَلٍ فاعْلَمْ هِيَا * نِصْفٌ لإيمَانٍ خَلِيليَّ اصْغِيَا
لاَ يَقْبَلُ اللهُ الصَّلاَة إذا انعدَمْ * هَذا الطهور أنِرْ فُؤادَكَ والتَزِمْ
يَا صَاحِ مفتاحُ الصلاة طَهُورُ * وقَلِيلُ عِلْمِكَ بالأمُورِ كَثيرُ
أنواع الطهارة في القرآن الكريم:
تأتي الطهارة فِي الكِتَابِ تَبيّنِ * في تلْثِ عَشْرَةَ أوجهٍ فَتَمَعَّنِ
عند انقطاع دم المحيض والاغتسلْ * وكذاك الاستنجاء بالما المستحَل
ثم الطهارة من جميع الأحْدثِ * والمقذُراتِ ومن رواسبِ أخبثِ
وكذا السلامة من أذى وتَنَزُّهُ * عن فعل إتيان الرجال تنبهوا
أضِفِ الطهارة مِن ذُنوبٍ أوْ: وثََنْ * والشركِ فاجتنب الضلال أخا الفِطَرْ
ورُمِ الحلال فإنه احْصَنْ لكا * فهو الجدير لمن تطهر أو: زَكَا
وطهارة القلب المحبّْ من ريبةِ * أو عند تقصير الصلاة تثبَّتِ
ثم الطهارة من فواحِشَ مُهلِكَهْ * إن العقول لكل فَحْوَى مُدْركَهْ
أنواع وأقسام المياه:
اعلم فأَقْسَامُ المِيَاهِ كَمَا وَرَدْ * سَبْعٌ بمَعْرفِها تَزَوَّدْ واسْتَفِدْ
ماء السماء ومَاء بَحْرٍ ثم مَا * نَهَرٍ وما مَطَرٍ عليْنا قدْ هَمى
ويليه ماء العيْنِ ثم ندى الثَّلْجِ * مَاءُ البَرَدْ ادْرُجْ عَلَى ذَا النَّهْجِ
وجميعها يا ذا النباهةِ تنقسِمْ * أقْسَامَ أرْبَعَة سَواءً تنتظِمْ
مَاءٌ لَعَمْرُكَ مُطْلَقٌ لم يَخْتلِطْ * شَيْءٌ بِهِ مَاءُ السماء إذا سقَطْ
الثَّلْجِ والبَرَدِ المُشِعِّ اللاَّمِعِ * حَبَّاتِ دُرٍّ قدْ نُثِرْنَ بَدَئِعِ
فهو الطَّهُور بنفسه ومُطَهِّرُ * لِسَوَاُه مَظْهَرُهُ سَوَا والمَخْبَرُ
وكذلك البحر الطهور بمائهِ * في صُبْحِهِ إن شِئتَ أو: بمَسائِهِ
الحل ميْتَتُه كَمَا قال النَّبي * وأقرَّ حَقاً في الحديثِ المُعْرِبِ
ماء لِزَمْزَمَ أُلحِقَنْ بالطاهِرِ * نجَّاك رَبُّكَ مِن مُبيرِ مَخَاطِرِ
ويزيل كم نَجَسٍ بجسْم يَعْلَقُ * حتى يُحِسَّ الرَّوْحَ جِسْمُ مُرْهَقُ
وأضفْ إليه الماء بعد تغيُّرِ * من طُولِ مُكْثٍ في مكانٍ مُشْجِرِ
قد خُولِطَنْ بطحالبٍ وحشائشِ * مُزجَتْ بِهِ وغدَتْ نظيرَ مفارِشِ
فالإسم ماء مطلقٌ بتفاقِ * أهل العلوم فعِشْ بعقلٍ واقِ
وهُناك ماءٌ عُدَّ لاسْتِعمال * مما تَسَاقَط من وُضو وغِسالِ
وهو الطهور لَمطلق في حكمه * قد فازَ من بزَّ الشيوخ بفهْمِهِ
أو لم تر الهادي برأسه قد مَسَحْ * من فضل ماء كان في يده نَضَحْ
أضِفَنْ لهذا الماء ما خالطه طَهُرْ * مثلُ الدقيق وما حكاه من ثُمُرْ
وكذلك الصَّبُونُ وغَيْرُهُ مِمَّا دَخَلْ * في حكمه وهو الطهور لمن سَألْ
ما دام في إطلاقه ذا جاريا * كن فاهماً قصْدي بذلك واعيَا
وإذا خَرجْ عن ذلك الإطلاقِ * أضحى بنفسهْ طاهراً كالباقي
لكنه لسِوَاهُ غَيْرُ مُطَهِّر * عن كُلِّ شَيْءٍ في الشريعة خبِّر
فله الجواز يراهُ بعضُ مُطْلقاً * إذْ غايَتُهْ طَهِرٌ بطاهِر الْتَقَى
للماء إن لاقَتْه النجاسةُ فاعْلَمِ * حالات بالظَّنِّ السَّيِّ لا تَحْكُمِ
إنْ غَيَّرتْ طعْماً له أوْ: لَوْنَه * أو: ريحه لا تنشُدَنْ طُهْراً لَهُ
أمَّا إذا أوصافُهُ لم تنمح * ذا طاهِرٌ ومُطَهِّرٌ في الأرجَحِ
ودليله لماسئلْ طه النبيْ * والقول منه صاح عين الأصوبِ
عن ماء ذاك وما ينوبُ من الدَّوَبْ*ومن السِّبَاعِ ولا غرابَةَ أو: عَجبْ
أفتى بأَنهْ إنْ يَكُن في قُلْتَيْن * لم يحملنْ خبثاً يقود لشيْنِ
لكنْ بِشَرْطِ تكون من قِلَلِ الهجَرْ* في رأي أحْمَدَ شَافِعيِّ المُعْتَبَرْ
هاتيك عفراء لأجلك عاصِمُ * دَبَّجْتُها إني بحبك هائمُ
كَبِدِي صُهَيْبُ ثم مَيْصَا زهْرَتي * وعُفَيْرَةٌ وهي الضياء لِمُقْلَتِي
ولأُمِّ فَضْلٍ زادها الرحْمَنُ * فَضْلاً أميرةُ تاجُهَا القُرْآنُ
ما بين جُُدْرانٍ كَوَالح سُودِ * يَرْتَدُّ صَوْتِي كالصَّدَى المَوْءُودِ
في سِجْنِ تطوان احتملت بلائي * ورميْتُ أحزاني الثِّقَالَ وَرَائي
فاقبل خَليلي هذه الأبْياتَا * وصُنِ الوَفَا واسْتَثْمِرِ الأوقاتا
كتبه المفتقر إلى عفو ربه ورحمته وفضله أبو الفضل عمر بن مسعود بن عمر بن حدوش الحدوشي 12 جمادى الأولى 1429 هـ
اللهم فك أسر شيخنا الحبيب وكل المظلومين.